الملحن طلال باغر من الأسماء الفنية المهمة في تاريخ الأغنية السعودية.. شارك اغلب الفنانين النجوم في نجاحاتهم الغنائية وبأعماله التي ترسخ في الذهن لسنوات طويلة.. قدم مع محمد عبده وعبدالمجيدعبدالله وعبادي الجوهر وسميرة سعيد ولطيفة مجموعة من الأغاني التي لاقت الاستحسان في وقتها.. ثقافة اليوم استضافته في حوار جميل أجاب فيه على العديد من الاستفهامات التي تتعلق بالأغنية السعودية ومقومات النجم الجديد : ٭ بالرغم من كونك اسم كبير ومهم في ساحة الأغنية الا اننا نلاحظ في الفترة الحالية وخصوصاً في العشر سنوات الأخيرة تراجع كبير لك في مجال تقديم الاعمال المميزة مع النجوم الكبار ماعدا محمد عبده وعبادي الجوهر؟ - هو ليس تراجع وانما اقلال في تقديم العمل الجاد.. فالجماهير الان اصبحت مختلفة عن ذي قبل تبحث عن الرقص فقط ولم تعد تهتم بالعمل الجاد ذو القيمة الفنية.. كما ان الوضع تغير بالنسبة للفنانين ولم تعد تجمعهم المحبة كما في السابق وبدا النجم في التباهي بالسيارات الفارهة والبودي جارد والطائرات الخاصة وعندما تبحث عن فنان معين يلزمك الكثير من الجهد والتعب ويجب على الملحن ان يبحث عن الفنان ويستجدي منه طلب التعاون وهذا امر انا ارفضه البتة كما انني اقولها وبصراحة شديدة : ان الفنانين في الوقت الحالي لايمكن ان يغنوا أي عمل فني مهما كانت قيمته الفنية الا عند رؤيتهم (للشيك) الخاص بالأغنية موقعاً وجاهزاً... وهذا ماجعلني ابتعد عن الاجواء الفنية قليلا واكتفي بتعاوناتي مع الكبار امثال محمد عبده وغيرهم من الفنانين الذين يعرفون جيدا قيمة طلال باغر.. في السابق كان الفضل لنا في تقديم الاعمال الجادة وذات القيمة الفنية المبتكرة لكن الان الوضع تغير كثيرا واصبحت هناك مقاييس كثيرة تحكم علاقة الملحن بالمطرب. ٭ مارأيك في كمية الأصوات الجديدة التي بدأت تزفها لنا اسواق الكاسيت في الفترة الأخيرة؟ - الجماهير في هذا الوقت بدأت تستقبل كل شي الجيد والردئ، وللأمانة فهناك اصوات جميلة ظهرت وهذه سنة الحياة فهناك نجم يأفل ونجم يدخل الساحة.. لكن الامر القاسي في هذا ان هناك العديد من الفنانين المبتدئين الذين ينجحون بعمل او عملين ويحدث تقييم خاطئ في هذا الامر حيث تعادل هذه الأغنية او الأغنيتين مشوار نجم كبير حفل بالعديد من المراحل الفنية التي اهلته إلى التربع على القمة بجدارة. ٭ اتجهت إلى تقديم الاعمال العربية التي يكتبها شعراء من السعودية وتكون باللهجة المصرية لماذا لايقدم عمل سعودي مئة بالمائة لصالح صوت عربي مميز كالذي حدث مع سميرة سعيد ولطيفة ؟ - هذا ليس اتجاه وانما فكرة فنية راودت الشعراء وقمت بتقديمها لأصوات مختلفة مثل ميادة الحناوي مع الشاعر عبدالعزيز النجيمي وغادة رجب التي ستغني من كلمات اسعد عبدالكريم ولكن بكلمات مصرية.. كما انك لاتستطيع رفض صوت جميل مثل غادة رجب عندما تتصل بك وتطلب ان تكتب لها عملاً غنائياً بلهجتها المصرية.. العالم العربي اصبح منفتح على بعضه ولم يعد هناك فرق في الأغنية فالخليجية تسمع في كل مكان وكذلك اللبنانية والسورية والمصرية. ٭ هل وجود ملحنين جدد في الفترة االحالية وخصوصاً العشر سنوات الاخيرة ساهم في ابعادك انت وسامي احسان وسراج عمر عن الساحة؟ - هذا ليس صحيحا بل انني اعتبرها ظاهرة صحية في كل وقت فنحن لن نبقى طوال العمر كما نحن نقدم العمل الجيد، والدنيا لاتدور حول هذه الأسماء فقط.. وظهور اسماء في مجال التلحين هذا شي يسعدني ويسعد زملائي كثيرا.. لكن مايعيب في كل هذا هو تفاجئك بأنك تسمع لحن جميل وخصوصاً في الفترة الحالية وتكتشف بعد فترة وجيزة ان هذا العمل عمل مسروق او اقتبس من اغنية قديمة اوجديدة او بعيدة المدى فقد نشاهد ان هناك ملحنين يبدعون في اللحن الهندي اوالتركي وغيرهاً ونفاجأ بان هذه الأغاني الناجحة ماهي الا اعمال مسروقة ومقتبسة من اغاني أخرى وهذا هو الفرق بين المحلنين في الوقت الحاضر وملحني السابق.. صدقني كنا نسهر اكثر من اسبوع كامل مع الفنان حتى نقتنع بعمل فكرة لحنية جديدة طربية تستحق ان نقدمها في عمل فني يسري بين الناس. ٭ من وجهة نظر طلال باغر ماهو المعيار الحقيقي للصوت الجميل في هذا الوقت وكيف يقيم الفنان المميز من الفنان المزيف؟ - اعتقد ان الحفلات الفنية الموسيقية هي المقياس الحقيقي للفنان فالكثير من الفنانين لايحبون ابدا الظهور على المسارح لأنهم يخاوفون من انكشاف امرهم بل ان البعض يواجه الجمهور وتجده في اسوأ حالاته ولايقارن صوته في الحفلة بغنائة من خلال الكاسيت. والبعض الاخر يعمد إلى الظهور بعد ان تكون في رفقته اكثر من 18 الة كهربائية و770 ايقاعاً حتى تستطيع الموسيقى التغلب على الصوت.. واكثر الفنانين الشباب يشعرون بالسعادة عندما تتجاوب معهم الجماهير على الرقص والتمايل ويعتقدون في قرارة أنفسهم انة قد نجح ووصل وهذا امر خاطئ في تقييم العمل الذي يستحق ان يسمع ويشجع الفنان في تقديم اعمال مشابهة. فلو مثلا عملت استفتاء فني موسع فستجد ان الجماهير في اوقاتهم الخاصة لايمكنهم الاستماع إلى مثل هذه الأغاني ويفضلون فيروز وام كلثوم وفريد الاطرش ومحمد عبده وعبادي الجوهر ونجاة ووردة عن كل هذه الأغاني التي لايوجد بها أي ذوق فني من أي ناحية كانت. ٭ في نطرك ماهي اسباب هذه التيارات الفنية المختلفة التي تمر بها الأغنية ؟ - ياعزيزي هذه الموجة بدأت منذ مايقارب العشرين سنة ومازالت حتى الان ومازال لدينا امل في تغير الحال وربما توقف محمد عبده فترة معينة من الزمن دامت اكثر من سبع سنوات وهدوء طلال مداح جعل الساحة الفنية تستقبل الجيد والردئ، ولكن بعد عودة محمد عبده رأيت بعيني انه اثر كثيرا في غيابه واثر كثيرا في حضوره وهذا هو النجم الكبير الذي يعرف كيف يعود ومتى يختفي ومازال حتى الان محمد عبده هو النجم الوحيد الذي يبحث عنا ويقدمنا في ابهى الصور.. ويكفيني انا شخصيا ان يغني لي محمد عبده عملاً واحداً في السنة فصوته امتد إلى اصقاع الدنيا وهذا حضور لايعادله حضور بالنسبة لي او لغيري من الشعراء والملحنين المخضرمين. ٭ هناك تعاونات جديدة مع اسماء فنية كبيرة متى ستقدم هذه الاعمال ؟ - هناك اكثر من عمل فني مع عبادي الجوهر ومع محمد عبده ونايف البدر وغادة رجب وعبدالمجيدعبدالله الذي طلب مني قبل سنتين عملاً فنياً وقدمته له لكنني لاادري متى سيفرج عن هذا العمل.