وقعت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية أمس اتفاقية تعاون مشترك مع منظمة «سيرن» إحدى المنظمات الأوروبية المعنية في بحوث فيزياء الطاقة العالية، وتضم أضخم معجل جسيمات في العالم، حيث يبلغ طوله 27 كم ويعد محور الارتكاز لأكبر مراكز العالم في مجال فيزياء الجسيمات الأولية والطاقة العالية. وقع الاتفاقية من جانب مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، معالي رئيس المدينة الدكتور صالح بن عبد الرحمن العذل، ومن جانب المنظمة الأوروبية رئيس المنظمة الدكتور روبرت آيمار، وذلك في مقر المدينةبالرياض. وحضر حفل التوقيع كل من: سمو الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد آل سعود نائب الرئيس لمعاهد البحوث، ومساعد رئيس المنظمة الدكتور كاري ديتثر. وأوضح الدكتور العذل ل«الرياض» أن هذه الاتفاقية تأتي إدراكاً من المدينة لأهمية البحث في مجال فيزياء الطاقة العالية لتطوير العلوم الأساس والتقدم التقني، ورغبة في تطوير التعاون المشترك مع منظمة «سيرن» في المجالات العلمية المتعلقة بفيزياء الجسيم الأولية والمجالات التقنية المتعلقة بها. وقال د. العذل في تصريح صحفي عقب توقيع الاتفاقية، ان هذه الاتفاقية ستمكن العلماء والمختصين من الجامعات والمعاهد العلمية ومراكز البحوث في المملكة العربية السعودية بالمشاركة في المشروعات البحثية الحالية والمستقبلية التي تقوم بها منظمة «سيرن»، في مجالات هندسة المعجلات، والكواشف، ومجال العلوم الفيزيائية النظرية والعلوم التقنية الأخرى ذات العلاقة. وبين د. العذل أن هذه الاتفاقية ستقدم التسهيلات للكوادر البشرية السعودية المؤهلة للتدريب وإجراء البحوث في معامل منظمة «سيرن» ومختبراتها التي تتميز بتجهيزات متقدمة لا تتوفر لدى كثير من دول العالم. وأشار إلى أنه يمكن لعلماء منظمة «سيرن»، من فيزيائيين ومهندسين وفنيين، المشاركة في مشروعات البحث في الجامعات والمعاهد العلمية في المملكة، وذلك في مجالات الفيزياء التجريبية والنظرية. وأضاف، أنه بعد هذه الاتفاقية، يمكن للعلماء الشباب والمهندسين والطلاب في المملكة، التقدم للعمل البحثي في المنظمة ضمن برامج دراساتهم العليا، أو ضمن اهتماماتهم البحثية. كما يمكن أن توفر هذه الاتفاقية بيئة مناسبة للباحثين السعوديين للاحتكاك بالعلماء البارزين عالمياً بشكل مستمر. يذكر أن منظمة «سيرن» أنشئت عام 1954م في جنيف، وهي منظمة أوروبية تضم في عضويتها نحو عشرين دولة، وأنجزت منذ إنشائها عدة اكتشافات هامة، منها إنشاء الشبكة العنكبوتية العالمية(World Wide Web)، حيث طورت هذه الشبكة (www)، لتحسين وتسريع تبادل المعلومات بين الفيزيائيين الذين يعملون في جامعات ومعاهد علمية حول العالم. كما نال عدد من العلماء في المنظمة، جوائز عالمية منها جائزة «نوبل». وتتركز اهتمامات المنظمة الأساسية في بحوث فيزياء الجسيمات الأولية، وفيزياء الطاقة العالية. ويفد إلى هذه المنظمة نحو ستة آلاف وخمسمائة عالم فيزيائي متخصص في الجسيمات الأولية، يمثلون 500 جامعة أو أكثر، وذلك مما يقارب ثمانين دولة، حيث تتآزر الخبرات في هذه المنظمة من شتى بقاع العالم. وكثير من التقنيات التي تم تطويرها في سيرن (لاستخدامها في البحوث الأساسية) أصبحت أساساً لكثير من التطبيقات التي أفادت البشرية في مجالات مختلفة مثل: علاج السرطان، التصوير الطبي والصناعي، العمليات الإشعاعية، الالكترونيات. وكان الهدف من إنشاء منظمة «سيرن» أساساً هو توفير الأدوات الضرورية لفيزيائيي الجسيمات الأولية، لدراستها حيث يحتاج العلماء إلى أدوات خاصة جداً، مثل المسرعات العملاقة التي يمكن بواسطتها تسريع الجسيمات إلى طاقات عالية جداً ومن ثم السماح لها بالتصادم مع بعضها أو مع أهداف معينة. وحول نقطة التصادم، يبني العلماء أجهزة تجريبية تسمح لهم بدراسة وملاحظة نتائج تلك التصادمات.