عدت مؤخراً من جولة لي في العراق وأفغانستان وباكستان استغرقت ستة أيام وأُعجبت بالتقدم الذي تم إحرازه في المنطقة حيث تتطلع أفغانستان والعراق الآن إلى مرحلة جديدة من الحرية إذ ان مفاتيح المستقبل الجديد متطابقة وتتمثل في وضع أمني أفضل وخدمات عامة آخذة في التحسن ففي كليهما مرحلة جديدة ومفترق طرق مهم في تقدمهما على الساحتين. وبخلاف النظرة التقليدية فإن أفغانستان تقف على مفترق طرق أكثر صعوبة من العراق حيث تستعد البلاد لدور أكبر للناتو في خدمات مساعدة وفي مراقبة القضايا الأمنية للمحافظات وفي مراقبة الحدود وهذا التحول في دور الناتو يأتي في وقت يكسب فيه التمرد المسلح زخماً. وكما قال السفير الأمريكي السابق بول بريمر في كتابه الجديد عن الوقت الذي قضاه في العراق فإنه من الأفضل القضاء على التمرد المسلح في مهده وقبل أن يشتد عوده ويتعين علينا أن نعمل على عدم مولد هذا الزخم بالنسبة للتمرد المسلح الأفغاني بعدم تكرار الأخطاء التي ارتكبت في العراق وينبغي علينا عوضاً عن ذلك العمل مع حلفائنا لقتل التمرد الناشئ في مهده الآن عندما تحين الفرصة لنا. بالإضافة إلى اننا نحتاج إلى الاستمرار في توفير الدعم والموارد الفنية كما يتعين علينا البدء في تدريب قيادة الشرطة الأفغانية في الولاياتالمتحدة وفي معاهد تدريب الشرطة الأوربية فضلاً عن حاجتنا لمضاعفة جهودنا لمساعدة المزارعين الأفغان للتحول من زراعة مخدرات الأفيون إلي زراعة محاصيل أخرى وتحويل الاقتصاد الأفغاني إلى مجالات اقتصادية أخرى حيث إن تجارة الأفيون تمول أنشطة طالبان وتقوي من عضدها كما أنها تعزز من الاقتصاد غير المشروع في أفغانستان. أما في العراق فإن التحديات مختلفة بالرغم من أنها أقل أهمية فإنه يتعين على العراق بعد انتهاء الانتخابات أن يعمل على تشكيل حكومة تحالف في أسرع وقت ممكن لتقوية التزام الشعب العراقي بالعملية السياسية ولتعزيز التزام الشعب الأمريكي بالاستمرار في جهود واسعة النطاق في العراق. وان تحويل مسئولية إعادة التعمير إلى فرق إنشاءات للمحافظات تُعد بداية طيبة حيث إنها ستسرع بالعمل في البنية التحتية القائمة الآن وتضع بالمزيد من المسؤولية في أيدي العراقيين للبناء والمحافظة على الإنشاءات الجديدة وعلى الخدمات الأساسية، وفي هذا المجال فإن هناك توصيات إضافية قليلة للرئيس بوش فإنه يجب عليه وضع نهاية لبرنامج التجسس الداخلي في الولاياتالمتحدة حيث إن ذلك الحق أضراراً كبيرة بموقفه ومصداقيته مع الشعب الأمريكي وإذا كان الرئيس يرغب في مواجهة قضايا أمنية داخلية مهمة وخطيرة فإنه يمكننا تقديم مشروع إلى الكونغرس لإحداث تعديلات في هذا الشأن حيث إننا دولة قوانين ولا يمكننا تصدير الديمقراطية والحرية إذا لم نستطع حمايتها في ديارنا. ولا يمكننا ترك العراق وأفغانستان حتى يكون لهما أنظمة كافية للحكم ولحماية أنفسهما وتوجد إشارات متضاربة من الإدارة الأمريكية في هذا الصدد، ففي يوم نسمع بأن انسحاب القوات الأمريكية اصبح وشيكاً بينما نسمع في اليوم التالي عكس ذلك وإنني ارغب في عودة الجنود الأمريكيين إلى الوطن في أسرع وقت ممكن غير أن الانسحاب المبكر سيجعل الوضع هناك أسوأ مما هو عليه الآن ويجب القيام به في الوقت الصحيح والملائم . وينبغي على الرئيس أيضاً مواصلة العمل مع حلفائنا وإعادة ترميم علاقاتنا في كافة أرجاء العالم لأن الولاياتالمتحدة لا يمكنها خوض وكسب الحرب ضد الإرهاب منفردة، فإننا نحتاج إلى المساعدة من كل دولة محبة للحرية في العالم. وإنه يتعين على الرئيس كذلك أن يكون له التزام رئيسي لبناء الأممالمتحدة وربما يكون ذلك بمشاركة الرئيسين الأمريكيين السابقين بيل كلينتون وجورج بوش الأب في هذه الجهود بالإضافة إلى أنه يمكن للإدارة الأمريكية الحالية أن تلعب دوراً مهماً في جهود حفظ السلام وايجاد اتفاقيات سياسية تفاوضية وتقديم مساعدات إغاثة إنسانية. واخيراً فإن الأهم أن تكون مسألة إصلاح الطاقة أعلى أسبقية تشريعية لنا هذا العام. وكما أن العراق وأفغانستان في مفترق طرق فكذلك حالنا حيث يجب علينا التعلم من أخطائنا وتصحيح مسارنا. ولقد غادرت أفغانستان والعراق باعتقاد راسخ بأننا لا نزال قادرين على تقديم المساعدة للبلدين لتحقيق الاستقرار ولكن يتعين أن تكون لنا رجاحة عقل وقوة شخصية في الاعتراف بمواقف ضعفنا وعيوبنا وإجراء تغييرات في أشياء ضرورية وإلا فإن المهمة ستكون صعبة للغاية. ٭ كاتب المقال عضو كونغرس ديمقراطي عن ولاية تينيسي. (واشنطن بوست)