ليست المرّة الأولى التي تتخلّف فيها الفنّانة السّوريّة رغدة عن موعدها مع صحافي، كلّما جاءت إلى بيروت في زيارة عمل، لكن أن تتخلّف عن مؤتمر صحفي جنّدت كل طاقاتها لاستقطاب أكبر عدد من وسائل الإعلام إليه، أمر لم يكن متوقّعاً من فنّانة بحجمها، سيّما بعد ظهورها المتكرّر عبر أكثر من محطّة لبنانيّة بعد وفاة النّجم أحمد زكي، وما حقّقته من بروباغندا إعلاميّة بصفتها أقرب المقرّبين إلى النّجم الرّاحل. فقد كان من المتوقّع أن تلتقي رغدة الصّحافيين في فندق «حبتور ميتروبوليتان» عند السّاعة السّادسة مساء الخميس الماضي، أي قبل أربع وعشرين ساعة من موعد عرض ستشارك فيه مع المصمّمة الإماراتيّة منى المنصوري، بحيث ترتدي أحد فساتينها مقابل مبلغ عشرة آلاف دولار أميركي. منظّمو المؤتمر حرصوا على الاتّصال أكثر من مرّة بالصّحافيين لتأكيد حضورهم، طالبين منهم ألا تنحصر الأسئلة في العرض، راجين منهم أن يخصّوا رغدة بأسئلة عن تجربتها مع الشّعر، وعن آخر أعمالها الفنيّة. وقبيل موعد الموعد، عاود المنظّمون الاتّصال بالمدعوين لإخبارهم بأنّ المؤتمر سيتأخّر ساعتين، وفي السّاعة الثّامنة حضر الصّحافيّون إلى الفندق، وانتظروا النّجمة، ليفاجأوا في السّاعة الثّامنة بسائق الفنّانة يبلغ الجّهات المنظّمة باعتذار رغدة عن المؤتمر بسبب ألم مفاجىء في ظهرها، وحاول منظّم المؤتمر الاتّصال بها، غير أنّها لم تجب على اتّصالاته، علماً أنّها كانت قد أعدّت للمؤتمر أثناء وجودها في القاهرة. رغدة ادّعت أمام المصمّمة الإماراتيّة منى المنصوري أنّ المؤتمر ألغي من دون علمها، رغم أنّ الصّحافيين كانوا شاهدين على إيفادها سائقها الخاص للاعتذار من الحضور، كما طالبت من المصمّمة زيادة المبلغ المتّفق عليه لقاء عرضها الثّوب من 10 آلاف إلى 25 ألف دولار، علماً أنّ المصمّمة أهدت رغدة فور وصولها إلى بيروت مجوهرات تفوق قيمتها المبلغ المطلوب، ما دفعها إلى القول أنّها لا تحتاج إلى هذه المجوهرات. يذكر أنّ رغدة كانت قد صارحت بعض الزّملاء الذين شاركوا في التّحضير للمؤتمر عن خشيتها من أن يتطرّق الإعلاميون إلى موضوع زيارتها للعراق قبل سنوات ودعمها لنظام الرّئيس العراقي المخلوع صدّام حسين، علماً أنّها أطلّت أكثر من مرّة عبر وسائل الإعلام ولم يسألها أحد عن الموضوع، ما يطرح تساؤلاً جدياً حول السّبب الذي يدعوها إلى عقد مؤتمر صحفي رغم خشيتها من ماضيها وبالتّالي من محاكمة الصّحافيين لها. هذه عيّنة من تصرّفات نجمة فنّانة وشاعرة، تتعامل مع الكلمة والحرف، وتحتقر أهل الكلمة والحرف، ما يسلّط الضّوء ولو بخجل عن أسباب تدهور العلاقة بين معظم الفنّانين ومعظم الصّحافيين كي لا نقع فريسة التّعميم.