نوه رئيس الشؤون الدينية المساعد والمسؤول عن شؤون الحج والعمرة بالجمهورية التركية الدكتور فكرت قرمان بالجهود التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لراحة وطمأنينة ضيوف الرحمن منذ قدومهم وحتى مغادرتهم. وأوضح في حديثه ل «الرياض» ان هذه الجهود تحظى بتقدير واعجاب حكومات وشعوب العالم الإسلامي مشيراً إلى ما حققه موسم حج العام الحالي 1426ه من نجاحات بكل المقاييس أكدت حرص القيادة السعودية على تمكين ضيوف الرحمن من أداء فريضتهم بيسر وسهولة والعودة لأوطانهم سالمين غانمين. وقال: في البداية أتقدم بالشكر لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي أكد حرصه الشخصي على راحة وطمأنينة الحجاج من خلال متابعاته الدائمة لأحوالهم بدءاً من وصولهم إلى المملكة وتنقلاتهم بين جدةومكةالمكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة وانتهاء بمغادرتهم للأراضي السعودية. وأشكر معالي وزير الحج وكافة العاملين بالوزارة على متابعتهم للخدمات المقدمة للحجاج عامة وحجاج الجمهورية التركية خاصة. كما أتوجه بشكري وتقديري لرئيس مجلس إدارة مؤسسة حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا وأستراليا وأعضائها وكافة العاملين بها على ما قدموه من جهود تستحق الشكر والتقدير. وتطرق وزير الشؤون الدينية التركية المساعد في حديثه ل «الرياض» إلى الأسباب والعوامل التي أدت لوقوع حادثة جسر الجمرات معتبراً أن موسم حج هذا العام كان موسماً ناجحاً بكل المقاييس وان حادثة جسر الجمرات لم تلغ النجاحات والجهود الكبيرة التي بذلتها المملكة من أجل خدمة ضيوف الرحمن ولفتت الانتباه عنها لتتوجه صوب حادثة جاءت نتيجة لعدة أسباب وهي وليدة من عدم التزام البعض من الحجاج بواجباتهم. وقال الدكتور فكرت: بطبيعة الحال علينا أولاً أن ندرس أسباب وقوع الحادثة من الناحية النفسية والتوعوية للحجاج وثقافاتهم المختلفة، فمن يتابع أعمال الحج من قريب يدرك تماماً بأن هناك جهودا تبذل من قبل الحكومة السعودية وهذه الجهود لا بد وأن تحظى بمؤازرة ودعم دول العالم الإسلامي من خلال توعية الحجاج خاصة وأن نسبة كبيرة منهم يأتون لأداء فريضة الحج لأول مرة. وكمثال فإن الحجاج القادمين من تركيا هناك نسبة تتجاوز التسعين بالمائة يأتون لأول مرة وهؤلاء الحجاج لا يعرفون طبيعة مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة (عرفات - مزدلفة - منى) فنراهم غير ملتزمين بالبرامج التوعوية الموجهة لهم مثلهم في ذلك مثل جميع الحجاج. لذلك فقد عمدنا في تركيا وقبل قدوم الحجاج إلى المملكة بنحو ستة أشهر على تنفيذ برامج توعوية للحجاج من خلال محاضرات وخطب تلقى بالمساجد توضح للحجاج أهمية الالتزام بالبرنامج المعد لهم منذ مغادرتهم الأراضي التركية وحتى عودتهم إليها. وفضلاً عن ذلك فقد وضعنا تنظيماً خاصاً للحجاج يضمن توفر الخدمات لهم يتمثل في توزيع الحجاج إلى قوافل بحيث تكون القافلة الواحدة مكونة من 200 - 300 حاج وتوزع إلى 4 - 6 مجموعات ولكل مجموعة موظف مسؤول عنها ويرأس القافلة رئيس برتبة مفتي تكون مهمته متابعة الحجاج وتوجيههم أثناء أدائهم للنسك من خلال الموظفين المساعدين له. كما نعمل على تنفيذ برامج توعوية مباشرة للحجاج داخل مدنهم من خلال وضع مجسمات للكعبة المشرفة وعرفات ومزدلفة ومنى توضح للحجاج كيفية الطواف وعملية الانتقال إلى المشاعر المقدسة وكيفية الرجم. وما نأمله أن تسعى جميع دول العالم الإسلامي إلى تنفيذ برامج توعوية مكثفة للحجاج قبل قدومهم إلى المملكة ليكونوا على علم بما ينبغي أن يقوموا به أثناء أدائهم للنسك. وحول الأسباب الرئيسية وراء حادثة جسر الجمرات من وجهة نظر الدكتور فكرت قرمان. وقال: أنا أعتبر أن هناك ثلاثة أسباب رئيسية أدت إلى ما حدث في جسر الجمرات أولها توعية الحجاج وتثقيفهم فالملاحظ أنه رغم كل البرامج التوعوية الموجهة للحجاج أثناء قدومهم إلى المملكة فإن هناك نسبة كبيرة منهم لا يهتمون بها. وما نأمله أن تلعب وسائل الإعلام المرئية سواء السعودية أو الأجنبية في دول الحجاج دوراً في هذا الجانب من خلال عرض صور عن الحج مدعمة بعبارات توعوية وتثقيفية للحجاج وبلغاتهم. أما ثاني الأسباب فهي جغرافية المكان فمن المعروف أن مشعر منى محدود المساحة ومحيطه الشرعي لا يمكن تجاوزه لذلك نرى البعض من الحجاج يتزاحمون في منطقة دون أخرى معتقدين أنهم بأعمالهم هذه إنما هم يؤدون الفريضة بشكل أفضل. أما ثالثة الأسباب - من وجهة نظري - فتكمن في عملية تفريغ الحجاج الموجودين في الجسر والطرق المؤدية إليه فالحشود الكبيرة من الحجاج المتوجهة لأداء شعيرة الرجم تواجه بمشكلة إعاقتها عن الحركة نتيجة لافتراش أعداد كبيرة من الحجاج للطرق وأجزاء من الجسر. وما نأمله هو العمل على القضاء على هذه الظاهرة التي أعتبرها مسيئة للإسلام والمسلمين. وعن الكيفية التي يمكن من خلالها التوصل إلى توعية جيدة للحجاج لمواجهة مثل هذه الحالات. قال وزير الشؤون الدينية التركية المساعد: لا بد أولاً من العمل على تهيئة الحجاج لتقبل أي طارئ قد يحدث لاسمح الله وأن نهيئ الحجاج نفسياً لمواجهة المشكلة. ومن الصعب مطالبة الحكومة السعودية بالعمل وحدها دون أن يكون هناك تعاون جيد من قبل حكومات وبعثات الحج. وقد سعينا في تركيا لإعداد برنامج توعوي خاص للحجاج بحيث يحصل كل حاج على شريط سي دي متضمنا كافة شعائر الحج. والحقيقة أنه من الصعب أن نطالب الحكومة السعودية بمخاطبة ملايين البشر من جنسيات شتى وثقافات متعددة بأسلوب واحد لذلك ارتأينا من جانبنا العمل على تنفيذ هذا البرنامج التوعوي ليكون مع الحاج حال تسجيل اسمه في بيانات الحجاج. وعن الأسباب التي أدت لوفاة عدد من الحجاج الأتراك على الجسر أثناء عملية الرجم خاصة وأن هناك برامج تفويج خاصة بهم. وقال وزير الشؤون الدينية التركية المساعد الدكتور فكرت قرمان: أولا ندعو الله سبحانه وتعالى أن يتغمد هؤلاء الحجاج وغيرهم بالرحمة والغفران وأن يسكنهم في فسيح جناته. وللحقيقة أقول إن مؤسسة حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا وأستراليا برئاسة الأستاذ عبدالله بن عمر علاء الدين ومن خلال التنسيق الدائم والمستمر معها عبر المجلس التنفيذي لحجاج تركيا الذي يرأسه المهندس فخري عبدالسلام داغستاني قامت بإعداد برنامج تفويج خاص للحجاج الأتراك تم اقراره من قبل الجهات المسؤولة بوزارة الحج وتضمن البرنامج تحديد أوقات زمنية لتفويج الحجاج الأتراك الى جسر الجمرات طوال أيام الرجم الثلاثة غير أن هؤلاء الحجاج المتوفين - يرحمهم الله - توجهوا للجمرات في غير الأوقات المخصصة وهو ما أدى إلى وفاتهم وهو ما يعني أن المؤسسة والبعثة التزمتا بمواعيد الرجم من جانبها غير أن ارادة الله كانت أسبق لهؤلاء الحجاج. ودعا وزير الشؤون الدينية التركية المساعد الى وضع حد لظاهرة الافتراش والعمل للقضاء عليها فهي وان اثرت على المشاة المتجهين صوب الجمرات إنها في المقابل تنقل صورة سلبية عن المسلمين أثناء ادائهم لشعيرة الحج.