يقول مقاتلون من العرب السنة في العراق إنهم يستعدون لقتال طويل مع الحكومة العراقية القادمة بعد الانتخابات التي جرت في ديسمبر كانون الأول الماضي والتي لم يؤد تصويت العرب السنة بأعداد كبيرة أيضا إلى تمكين جماعتهم من إحكام قبضتهم على السلطة السياسية. وقال أبو هدى الاسلام وهو عضو كبير في جماعة جيش المجاهدين التي عملت في إطار الجيش العراقي في عهد الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين إن الجماعة ستقوم بنشر قناصة في كل المدن العراقية. وأضاف أن الفترة القادمة ستشهد تصعيدا عسكريا ضد قوات الاحتلال والجيش العراقي مشيرا إلى أن المسلحين سيركزون على زرع قنابل على جانب الطرق. وعبر زعماء آخرون للمسلحين العراقيين التقت معهم رويترز عن توجهات مماثلة بما يتعارض مع آمال عبر عنها مسؤولون أمريكيون وعراقيون في أن مشاركة العرب السنة الكبيرة في الانتخابات تبشر بنجاح استراتيجيتهم لجذب الأقلية السنية التي كانت مسيطرة ذات يوم للعملية السياسية لنزع فتيل العنف المسلح. وحصلت المجموعات السنية على 58 مقعدا من بين 275مقعدا هي جملة مقاعد البرلمان وهي تزيد كثيرا عن المقاعد التي حصلوا عليها في الانتخابات التي أجريت في يناير - كانون الثاني العام الماضي والتي قاطعتها نسبة كبيرة من العرب السنة لكن عدد المقاعد التي حصلوا عليها لا يكفي لزعزعة سلطة ائتلاف إسلامي شيعي. وقال حسين الفالوجي وهو سياسي سني معتدل إن السنة غير راضين عن هذه النتائج. وهذا يعني أن تشكيل حكومة جديدة سيكون عملية صعبة جدا. وأطلق المسلحون صواريخ على قاعدتين أمريكيتين في مدينة الرمادي غرب العراق بعد الإعلان مباشرة عن نتيجة الانتخابات يوم الجمعة بما ينذر باحتمال حدوث المزيد من أعمال العنف. ويبدي قادة عسكريون ودبلوماسيون أمريكيون آمالا في انضمام مقاتلين عراقيين قوميين للحكومة وإنقلابهم على إسلاميين أجانب تحركهم القاعدة في معاقل سنية مثل الرمادي. وقال الميجر جنرال ريك لينش للصحفيين يوم الخميس «نرى أمثلة لرافضين (مسلحين) عراقيين يحملون السلاح ويبلغون عن إرهابيين ومقاتلين أجانب... نرى هذا في الرمادي». ويقول محللون عراقيون إن تهدئة المسلحين ستكون تحديا طويلا ومعقدا وليس هناك ما يضمن النجاح حتى لو حصل زعماء سنة على مناصب في حكومة ائتلافية في المستقبل. وقد لا يكون لهذه المكاسب تأثير على المؤيدين لصدام ناهيك عن متشددين من نمط مقاتلي القاعدة الذين غالبا ما تستهدف تفجيراتهم الانتحارية مدنيين وكذلك قوات أمريكية وعراقية. وقال حازم النعيمي استاذ العلوم السياسية في جامعة المستنصرية إن هذه الجماعات السنية الكبيرة سيكون لها تأثير محدود على البعثيين السابقين ولن يكون لها تأثير على المتشددين الإسلاميين سواء كانوا من القاعدة أو من جماعات عراقية متشددة. وشجعت علامات على وجود خلافات داخل تحالف فضفاض بين القاعدة والبعثيين المسؤولين في الحكومة العراقية. وقال أبو هدى الاسلام إن تفجيرات القاعدة تقتل السنة في المناطق السنية متوعدا بعدم التسامح مع أي من هذه التفجيرات بعد الآن وبأنهم أرسلوا لمدبري تلك التفجيرات بتحذيرات من خلال المنشورات. إلا أنه من الصعب معرفة مدى انتشار مثل هذه الآراء بين شبكات جماعات المسلحين المعقدة في العراق. ويرسل المسؤولون العراقيون والأمريكيون رسائل للمسلحين عبر وسطاء ويشنون حملة علاقات عامة في محافظة الأنبار معقل المسلحين أملا في تهدئة منطقة اكتوت بنار الهجمات الأمريكية. وزار إبراهيم الجعفري رئيس وزراء العراق الشيعي الأنبار الأسبوع الماضي وتعهد بتقديم 75 مليون دولار كمساعدة والتقى مع زعماء القبائل وتصافح مع الأهالي أمام كاميرات التلفزيون. لكنه أرسل إشارات متضاربة بحث المقاتلين على الانخراط في السياسة ثم بقوله إنه لا يستطيع أبدا العمل معهم.