من التغييرات الفيزيولوجية الأخرى التي تترابط مع الشيخوخة فقدان الذاكرة والتركيز الفكري ونقص في عدد العصبونات الدماغية وتخاذل المنعكسات العصبية وتباطؤها وعدم تناسقها وتدني نسبة التدمع ورقة شبكية العيون وغمامة العدسات وحسر النظر وتيبس القزحية مع عدم تجاوب البؤبؤ الكامل مما قد يؤدي إلى الصعوبة بالتكييف للنور أو زيادة حساسية العين لوهجه. وقد تصيب العيون عدة حالات مرضية كالساد والزرق وتنكس البقعة الشبكية مما قد يؤثر على النظر ويستدعي المعالجة الجراحية. ولا تقتصر تلك التغييرات على هذه الأعضاء فحسب بل تشمل الأذنين حيث يحصل الطرش المتفاوت الشدة عند حوالي 30٪ من الأشخاص الذين تجاوزوا 60 سنة من العمر وحوالي 50٪ بعد سن 85 سنة، والآفات في الأسنان واللثة مع حدوث جفاف الفم مما قد يسبب الالتهابات الفموية وبلى الأسنان. ومن مظاهر الشيخوخة الأخرى رقاقة الجلد وهشاشته ونقص مرونته ونشافه وتجعده بسبب تدني إنتاج الزيوت الطبيعية وظهور البقع البنية على سطحه. ويشيب الشعر ويصبح رقيقاً ويتساقط بسهولة ويحصل تباطؤ في نمو الأظافر ويفقد المرء قدرته على التعرق مما قد يعرضه لعدم القدرة على المحافظة على برودة جسده إذا ما ارتفعت الحرارة الخارجية مما قد يسبب له المضاعفات الخطيرة كضربة الحرارة أو الانهاك الحراري نتيجة فقدان توسع الأوعية الجلدية الطبيعي ونقص إنتاج العرق من الغدد المختصة. ويشتكي معظم المسنين من الاضطرابات في النوم المتواصل والهنيء والعميق مع استيقاظ متكرر اثناءه، وقلة مدته. وأما من الناحية الجنسية فقد يلاحظ الرجل أن انتصابه أصبح أقل صلابة مع امتداد الفترة قبل القذف وانخفاض لذة الذروة والفشل في الحصول على انتصاب متتابع إلا بعد عدة ساعات من القذف مع تدني كمية السائل المنوي. وقد يحصل عند العديد من المسنين فقدان الرغبة الجنسية وضرورة التهيج الجنسي الشديد خصوصاً باللمس والاحتكاك للحصول على الانتصاب. وقد تبرز في حال وجود نقص في الهرمون الذكري عند بعض هؤلاء الرجال أعراض متنوعة كالعجز الجنسي وفقدان الرغبة وضمور وضعف العضلات والسمنة في اسفل البطن والتعب الجسدي وهشاشة العظام وخلل في الذاكرة والتركيز الفكري وتعكير المزاج والغضب بدون سبب والإحباط والاكتئاب وفقر الدم والانعزال الاجتماعي والاضطرابات العائلية والمهنية والاجتماعية. وأما من أسباب زيادة الوزن في الشيخوخة فيعود ذلك إلى التباطؤ الاستقلابي مما يؤدي إلى تخاذل الجسم في حرق السعرات الحرارية أو الكالوريات بسرعة كما كان معهوداً أيام الشباب فتتراكم الدهون خصوصاً في اسفل البطن عند الرجال لا سيما أن عدم الحركة وممارسة الرياضة قد تضاعف البدانة.