كنا قد أوضحنا عندما قمنا بإجراء اختبار وتقييم برامج الأرشفة، أن هذا الاختبار يأتي من منطلق مساعدة المستخدم على اختيار ما يناسب احتياجاته، خاصة وأن هناك بريقاً وهالة إعلامية وإعلانية تصاحب بعض المنتجات والخدمات، لكن عند التدقيق والاختبار العملي يثبت أن هذه المنتجات والخدمات من أسوأ الموجود، لكن الشهرة حظ. في هذه الجولة لن تكون على منتجات كما في اللقاء السابق، لكنها عن خدمة تعتبر أهم استخدامات الإنترنت على الإطلاق، إنها خدمة البريد الإلكتروني، وكالعادة حددنا معايير موضوعية لم يكن اختيارها اعتباطياً وإنما بعناية فائقة من بين الكثير من المعايير التي قد لا تمثل للمستخدم أهمية كبيرة، فالنواحي العملية هي الأهم بنظر السواد الأعظم. المعايير: المساحة المجانية العامة وبطبيعة الحال لم نتطرق للمساحات المدفوعة على افتراض أن المستخدم لن يلجأ إليها وهناك بديل مجاني مناسب، أيضاً حجم الرسائل المرسلة من الأمور المهمة جداً خصوصاً إذا كانت هناك ملفات مرفقة كمستندات أو أي تطبيقات أخرى، كذلك الفترة القصوى التي يبقى فيها الحساب نشطاً والتي يتم بعد مضيها إغلاق الحساب وفقدان كافة الرسائل، أيضاً مشكلة رسائل SPAM أو البريد التطفلي كان له أهمية كبيرة جداً وبناءً عليه فقد تم اختيار معيار تصفية الرسائل المزعجة كأحد معايير الاختبار، كذلك عملية فحص المرفقات ضد الفيروسات والديدان من الأمور المهمة جداً حتى وإن كان على جهاز المستخدم أحد برامج مكافحة الفيروسات، لأن بعض الفيروسات يقوم بتقويض عمل مضادات الفيروسات قبل أن تقوم باصطياده، ومن المعايير الهامة جداً البحث عن الرسائل خاصة مع زيادة مساحات التخزين، ففي السابق كانت المساحة بسيطة لذلك فإن المستخدم يقوم بتحريرها أولاً بأول لتوفير المساحة سواء بالحذف أو بحفظها على قرصه الصلب أما الآن فالأمر قد أصبح مختلفاً، أيضاً هناك دعم ربط العنوان البريدي باستخدام عملاء البريد مثل الآوت لوك وثاندر بيرد وغيرها من خلال خوادم الإرسال والاستقبال وتفعيل خاصية POP. بريد :Gmail أطلق كخدمة تجريبية قبل ما يزيد عن العام ونصف تقريباً عندما أعلن عن ذلك محرك البحث الشهير Google فبدأ بخطوة أكسبته شهرة واسعة تناولتها جميع الوسائل الإعلامية عندما حدد المساحة التخزينية ب بثمانية بلايين بت (أي ما يعادل جيجابايت بحيث تتسع هذه المساحة لنصف مليون صفحة لكل مستخدم) في الوقت الذي يتباهى ياهو بأربعة ميجابايت (أي ضعف مساحة الهوتميل الذي لا يتجاوز 2 ميجابايت)، فأدى هذه الإعلان إلى تسابق أشهر مقدمي خدمات البريد الإلكتروني وعلى رأسهم Yahoo لرفع المساحة إلى 1 جيجابايت فاستجاب جوجل لهذا التحدي بأن رفع المساحة إلى 2 جيجابايت ليسيطر على ساحة المنافسة بالرغم من تقدم بعض مقدمي الخدمة (المغمورين) إلى رفع المساحة إلى تيرابايت (1024 جيجابايت) لكن Gmail قد استفاد من شهرة محرك البحث الأشهر عالمياً Google، فاستمرت الخدمة تجريبية عن طريق الدعوة والاستقطاب إلى أن أعلن مؤخراً عن فتح الخدمة للجميع عبر موقع جوجل: google.com.sa/accounts وبذلك ينال (3 نقاط من أصل 3). معيار حجم الرسائل هو الآخر تفوق به Gmail بحيث يمنح حوالي 20 ميجابايت لكل رسالة متضمنة المرفقات (ضعف منافسيه التقليديين ياهو وهوتميل)، وبذلك ينال أيضاً النقاط الثلاث كاملة. أظن أكثركم مثلي يعاني من الإغلاق المتكرر لحسابه على بعض مزودي خدمة البريد الإلكتروني مما يؤدي إلى فقدان كافة الرسائل والعناوين، وذلك لقصر الفترة التي تفصل ما بين آخر دخول للمستخدم وبين إغلاق حسابه والتي عادة تتراوح ما بين الشهر إلى الثلاثة، Gmail أيضاً حسم هذه القضية لصالحه وأعطى فترة قياسية بلغت تسعة أشهر، فإن لم يفتح المستخدم بريده كل هذه الفترة فخير له أن يستخدم الحمام الزاجل، لأن هذا يتعارض مع صفة البريد الإلكتروني وهي السرعة الفائقة. وبذلك ينال على هذا المعيار كامل النقاط الثلاث. تصفية الرسائل الإعلانية المزعجة أو ما يسمى بالبريد التطفلي هي الأخرى برز فيها بحيث يقوم بعزل رسائل الإعلان الواضحة إلى مجلد خاص، كما أنه يضع علامات على الرسائل التي ترسل لجماعات والتي يقوم بها بعض المتطفلين من أصحاب المنتديات بحيث يمكن للمستخدم أن يحذفها دون الحاجة للاطلاع على محتواها. وبذلك ينال (3 نقاط من 3). فحص مرفقات الرسائل ضد الفيروسات هذه الخدمة غير متوفرة حتى إعداد هذا التقرير، وبذلك ينال الحد الأدنى من التقييم وهو نقطة من أصل ثلاث نقاط. وظيفة البحث عن الرسائل متوفرة وقوية جداً، وبذلك يحصل على الثلاث نقاط أيضاً كاملة، أما معيار ربط الحسابات بعملاء البريد مثل الأوت لوك إكسبريس وإيدورا وثاندر بيرد وغيرها فهذه متوفرة، وعلاوة على ذلك وضعت أداة تعمل على مساعدة قليلي الخبرة بإجراء الربط الآلي ولن يتبقى أمامه وقتها إلا إدخال كلمة المرور خاصته. وقد بلغ مجموع النقاط التي حصل عليها 19 من أصل 21 نقطة وهي أعلى درجة وبذلك يحتل المرتبة الأولى. بريد :Yahoo بريد ياهو يتبع لموقع ياهو الأم الذي أسسه طالبان كانا يحضران رسالة الدكتوراه وذلك عام 1994م وهما ديفيد فيلو وجيري يانغ، يعد أحد أشهر وأقدم مقدمي خدمات بريد الويب، وكان يتميز عن غيره من مقدمي الخدمة ببعض المزايا، واعتبر منافساً قوياً لبريد الهوتميل التابع لشركة مايكروسوفت. المساحة المجانية التي يمنحها ياهو لأعضائه تبلغ 1 جيجابايت (أي نصف المساحة التي يمنحها سلفه Gmail) وهي مساحة كبيرة ومع ذلك استحق عليها درجة أقل (2 من أصل 3 نقاط). أيضاً أقصى حجم مسموح به للرسائل جاء أقل من جيميل بمقدار النصف أي ما يعادل 10 ميجابايت لكل رسالة، وهو حجم معقول ولكن موضوعية الاختبار تحتم أن يحصل على درجة أقل من التي حصل عليها سابقه (2 من أصل 3 نقاط أيضاً)، وأقصى مدة مسموح بها قبل أن يتم إغلاق الحساب هي أربعة أشهر وهي مدة طويلة لكنها ليست قياسية حيث سبقه جيميل بزيادة تفوق الضعف (تسعة أشهر)، وبذلك يكون قد استحق (2 من 3 نقاط) . تصفية الرسائل المزعجة وظيفة تفوق بها وحصل على نفس الدرجة التي حصل عليها سابقه (3 من أصل 3)، أما وظيفة تفحص الرسائل فهذه قد تفوق بها على بريد جيميل حيث إن الرسائل فيه تخضع لفحص ببرنامج Norton AntiVirus الشهير، وبذلك ينال النقاط الثلاث كاملة في هذه الوظيفة. البحث عن الرسائل أيضاً جاء فيها بنتيجة مماثلة لسابقه وذلك بتوفير محرك بحث متطور للبحث داخل مجلدات الرسائل، النتيجة في هذه الوظيفة هي (3 من 3). دعم ربط الحسابات بعملاء البريد مثل الأوت لوك إكسبريس وإيدورا وثاندر بيرد وغيرها فهذه متوفرة لبعض الدول كالمملكة المتحدة، بمعنى أنه إذا قمت بتسجيل حسابك لدى موقع yahoo.co.uk فإنك ستحصل على مزايا جديدة من ضمنها ربط حسابك بعملاء البريد، وبما أن هذه الوظيفة ليست عامة وشاملة لجميع مستخدمي الياهو فإنه سينال فقط (نقطتين من أصل ثلاثة). وبذلك يحتل المركز الثاني بسبع عشرة نقطة من أصل إحدى وعشرين نقطة . بريد:Hotmail أسسه كل من جاك سميث وصابير بهاتيا عام 1995م ثم تحول إلى مشروع تجاري عام 1996 وبعد أن جاوز عدد مشتركيه الثمانية ملايين ونصف المليون قامت مايكروسوفت بشرائه وذلك عام 1997م. وبالرغم من أنه الأسوأ تقديراً والأقل مساحة فإنه يحظى بشعبية منقطة النظير، ولعل أبرز العوامل التي ساهمت في إكسابه هذه الشهرة برنامج التراسل الفوري الخاص به والذي انتشر انتشاراً لم يشهد له برنامج آخر مثل إلا برنامج المحادثات ICQ الذي خبا نوره. من حيث المساحة يعد هوتميل هو الأقل مساحة على المستوى العام لمقدمي خدمة البريد الإلكتروني بواقع 2 ميجابايت لأغلب دول العالم (وأكثرها دول العالم الثالث)، بينما دول متقدمة تمنح بمجرد انتمائك إليها 250 ميجابايت (مساحة مجانية) وتعادل ربع مساحة الياهو. وأي مستخدم (من دول العالم الثالث) بإمكانه رفع مساحة بريده التخزينية بمجرد تغييره لبلد المسكن إلى أي دولة متقدمة سواء في أوروبا أو أمريكا. لكن ما الداعي لذلك طالما هناك أفضل يقدم بطريقة أكثر لياقة. يستحق الدرجة الأسوأ (1 من أصل ثلاث نقاط). حجم الرسائل المسموح به (لدول العالم الثالث 1 ميجابايت فقط) وأما الدول المتقدمة فعشرة ميجابايت وبذلك ينال أقل درجة (1 من 3). حد إغلاق الحساب شهر واحد، أي لو قدر وإن انتدبت لمنطقة نائية لا تتوفر فيها خدمة الإنترنت لمدة شهر تعود وقد فقدت كافة رسائلك وعناوينك، أيضاً وعن جدارة (1 من 3). تصفية الرسائل المزعجة حصل فيها على الدرجة كاملة (3 من 3) فهو بحق بارع جداً في التخلص من الرسائل التطفليه بإحالتها إلى مجلد خاص، كما أنه يوفر نظام فلترة متطور. فحص المرفقات أيضاً متوفر وبشكل ممتاز خاصة وأن الخدمة تتكامل مع برنامج مكافحة فيروسات متطور جداً وهو تريند مايكرو Trend Micro . وبذلك ينال عن هذه الخاصية النقاط الثلاث كاملة. خاصية البحث داخل مجلدات الرسائل متوفرة وهي ممتازة ودقيقة النتائج، وبذلك يحصل على النقاط الثلاث كاملة. أخيراً دعم ربط الحسابات بعملاء البريد فهو - والحق يقال - من أوائل مقدمي الخدمة الذين وفروا هذه الخاصية وبشكل متكامل مع الآوت لوك، لكنه مع بقية البرامج يحتاج لخبرة ومعرفة كبيرة، لكن يمكن أن يحصل على النقاط الثلاث تقديراً لسبقه في هذا المجال. والمحصلة النهائية التي حصل عليها بريد الهوتميل 15 نقطة من أصل 21 وبذلك يكون هو الأسوأ تقديراً بين سابقيه. ختاماً نتمنى أن نكون قد وفقنا في تقديم عرض موضوعي مبسط يمكن أن يساعد المستخدم الكريم على اتخاذ قراره واختيار ما يناسبه. [email protected]