لا زلت أتذكر بألم قبل عامين أو أقل من ذلك بعض الاكتتابات لعدد من الشركات المساهمة وما صاحبها من فوضى كبيرة كالازدحام على البنوك ونفاد الاستمارات وظهور سوق سوداء لبيع الاستمارات ومظاهر سلوكية غير لائقة. كل هذه المظاهر غير الحضارية بدأت تتلاشى ولله الحمد وكان آخر اكتتاب (ينساب) شاهداً على ذلك، والسبب في ذلك بعد توفيق الله عز وجل استخدام التقنية في عملية الاكتتاب، حيث كانت نسبة استخدام الوسائل الإلكترونية في اكتتاب ينساب 41٪ من إجمالي العمليات المنفذة. وسارت عملية الاكتتاب بمرونة تامة ولم تشهد أي مظهر فوضوي في البنوك كالازدحام أو عدم توفر الاستمارات على الأقل في المدن الرئيسة. وجاء استخدام الوسائل الإلكترونية من إنترنت وهاتف مصرفي ومكائن الصراف الآلي كأدوات تقنية جديدة لتسجل مؤشراً إيجابياً في استخدام الشعب السعودي للتقنية وعلامة ظهور مجتمع معلوماتي جديد يستفيد من المكتسبات والمعطيات التقنية الحديثة ويسخرها لخدمة مصالحه وتعامله مع القطاعين الحكومي والخاص . إن أتمتة أعمال الحكومة والقطاع الخاص أصبحت ضرورة ملحة تمليها سرعة العصر الذي نعيشه والتطور التقني المذهل الذي يسجل تقدماً ملحوظاً كل يوم. ولم يعد هناك مجال للنمطية والروتين وأصبحت التقنية خياراً استراتيجياً لكل أمة تريد أن تقارع الأمم وتحجز لها مكاناً مرموقاً في خارطة العالم الحديث. وبالله التوفيق... * عضو مجلس الشورى