على الرغم من أن بعضهم لا يزال يتوقد شباباً وحيوية إلا أنه فضل التقاعد المبكر.. مما يثير في ذواتنا أسئلة عديدة.. لماذا التقاعد المبكر؟! وهل هو ظاهرة سلبية أم إيجابية العديد من متقاعدي وزارة التربية تباينت آراؤهم حول الموضوع، حيث أكد بعضهم أن نظام المستويات أحد أبرز أسباب طلب التقاعد المبكر لأنه يجمد المعلم عند حد معين. حيث تحدث في البداية المعلم المتقاعد عويد الحربي وقال: إن طبيعة النظام الوظيفي التربوي وراء التقاعد المبكر فقد أحسن القائمون على أمور التربية في إحداث نظام خاص بهم منذ أكثر من عشرين عاماً وهو جيد من الناحية المادية ولكن نظام المستويات من الأول إلى الخامس أدى إلى تجميد المعلم بعد بلوغه نهاية المستوى وهذا يقود إلى عدم وجود حوافز، فلهذا يكثر التقاعد المبكر لدى المعلمين والتربويين الخاضعين لنظام المستويات بينما يطلب الموظفون في القطاعات الأخرى تمديد خدماتهم في حالة وصولهم لسن التقاعد الرسمي لأنهم في الغالب قد وصلوا إلى مواقع إدارية مرموقة ويفضلون البقاء فيها. بينما يرى المعلم المتقاعد عبدالله أحمد أن العمل التربوي يختلف عن غيره من الأعمال فعليك أن تكون مستعداً ومتابعاً لمستجدات العمل التعليمي والتربوي أياً كان موقعك ويقظاً حاضر الذهن عند تعاملك فالعمل التربوي رسالة الأنبياء ولهذا يكون متعباً وتود الارتياح من عنائه. وأكد المعلم المتقاعد فهد محمد العبيدي قال: إن التقاعد المبكر يرجع أحياناً إلى أسباب شخصية أو صحية لدى البعض حيث يعاني من مرض صحي كالسكر والضغط مما يدفعه إلى البحث عن الراحة فيلجأ إلى التقاعد المبكر، كما أن نظام المستويات يوقف طموحات المعلم مما يؤدي إلى طلب التقاعد المبكر. وأضاف المعلم المتقاعد أحمد علي المليباري أن العمل في الوسط التربوي مع الطلاب عمل متعب يحتاج إلى صبر فعملية التربية ليست بالسهلة كما يعتقد البعض والدليل على ذلك أن بعض الآباء يتخانق مع أبنائه الذين لا يتعدون في عددهم أصابع اليد الواحدة، فما بالك بالمعلم الذي يتعامل مع مئات الطلاب يومياً لا بد أنهم يحاولون ازعاجه أو اغضابه لذا يلجأ المعلمون إلى التقاعد المبكر. وأشار المعلم المتقاعد خالد محمد الصائغ أن التفرغ للعبادة ومتابعة الأبناء وتربيتهم دافع لطلب التقاعد المبكر، حيث يجد الوقت الكافي لرعاية شؤون أسرته والاهتمام بهم. ويقول المعلم المتقاعد سلمان سليم اللهيبي لن تلعب الزيادة المالية في الرواتب دوراً في ايقاف عجلة التقاعد المبكر فالمسألة مسألة قناعة شخصية لدى العديد من المعلمين أي لن يستطيع المعلم تقديم الجهد الذي قدمه خلال سنوات العمل بمعنى أنه أعطى كل ما لديه في مجال التربية والتعليم لذا يطلب التقاعد لخوض مجال آخر في الحياة.