عادت من جديد حمى الاكتتابات الاقليمية التي يعيشها مواطنو مجلس التعاون الخليجي منذ إعلان الاكتتاب في مساهمة مصرف الريان الاسلامي القطري، ويأتي ذلك جليا عندما فاقت أعداد السعوديين المساهمين في اكتتاب بنك الريان القطري حاجز 30 ألف سعودي مع اقتراب نهاية الاسبوع الأول من الاكتتاب، حيث حزم الكثير منهم أمتعته للسفر إلى العاصمة القطرية الدوحة للاكتتاب في مصرف الريان القطري الذي يستمر لمدة أسبوعين. وتشير الأوساط المالية في العاصمة القطرية الدوحه إلى إن أعداد الخليجيين الراغبين في الاكتتاب بمصرف الريان الاسلامي القطري سوف تصل إلى أكثر من 60 ألف مكتتب مع نهاية الاسبوع الجاري، وتوقع اقتصاديون أن يضخ السعوديون أموالاً طائلة للاكتتاب في المصرف كونهم ينتهزون الفرص لمثل هذه الاكتتابات الجديدة مستدلين بما حدث في دانة غاز الاماراتية. وأكد السيد محمد علي الخليفي مساعد المدير العام لعمليات الافراد في بنك قطر الوطني (مدير الاكتتاب في مصرف الريان) ان الاعداد المتزايدة من المكتتبين الخليجيين الذين توافدوا على مركز الاكتتاب، لم تؤثر على آلية الاكتتاب بمصرف الريان الاسلامي، مشيرا إلى ان عملية تسجيل الاكتتاب لكل فرد لا تستغرق اكثر من دقيقتين اثنتين فقط، وهو الأمر الذي ادى إلى سلاسة تحرك طوابير المراجعين الذين اصطفوا باعداد كبيرة في الساحة الخارجية المواجهة لقاعة الاكتتاب بانتظار ادوارهم في الاكتتاب. وقال الخليفي إن لجنة الاكتتاب تقوم يوميا بطباعة نحو 70 ألف طلب اكتتاب، مشيرا إلى ان اللجنة طبعت حتى الآن 300 ألف طلب اكتتاب منذ بدء عملية الاكتتاب يوم الأحد الماضي، وتوقع ان يصل عدد طلبات الاكتتاب مع نهاية أمس الخميس إلى نحو 500 ألف طلب، مشيرا إلى ان جميع الطلبات تستنفد من قبل المكتتبين نظراً لأن البعض يأخذ اكثر من حاجته بكثير، رغم ان مواطني دول الخليج مروا بتجارب عمليات اكتتاب عامة لأسهم الشركات والبنوك طيلة العام الماضي، وكان حريا بهم الا يقعوا بمثل هذه الهفوات ويترفعوا عن مثل هذه التصرفات. هذا وكانت قد رشحت انباء متضاربة حول تدخل اجهزة الامن لتفريق حشود افتعلوا الفوضى في نادي قطر الرياضي المقر الرئيسي والوحيد للاكتتاب في اسهم مصرف الريان الاسلامي، الا أن آخرين ذكروا ان هذه الانباء عارية عن الصحة، اذ نفى القائمون على الاكتتاب حدوث أي أعمال شغب وعنف مؤكدين ان الوضع القائم كان عبارة عن حالات من التدافع وإصابات من جراء الانتظار، دون ان تشكل ظاهرة أو حالة صعبة . وقد تم الكشف عن قائمة مؤسسي مصرف الريان الاسلامي القطري والتي ضمت 17 مستثمراً سعودياً يشاركون في التأسيس، إضافة إلى 13 خليجياً و98 قطرياً وبذلك يصبح المؤسسون 128 فردا ومؤسسة. وامتلك المؤسسون السعوديون 40,5 مليون سهم، فيما جاء الكويتيون في صدارة المؤسسين الخليجيين غير القطريين ب 60 مليون سهم، فالبحرينيون ب 29,625 مليون سهم ثم الإماراتيون ب 19,875 مليون سهم، ويتكون المؤسسون القطريون من مؤسسات حكومية وشبه حكومية وشركات خاصة وأفراد. وضمت قائمة المؤسسين السعوديين عددا من رجال الأعمال من بينهم: صالح علي عبد الرحمن الراشد 7,5 مليون سهم، عبد اللطيف بن حمد الجبر 3,75 مليون سهم، صالح محمد الحجاج 3,75 مليون سهم، شركة نات للتنمية والتطوير (شركة عبد العزيز الصغير) 3,75 مليون سهم، وعبد الله بن سعد الراشد 3,75 مليون سهم. كما اشتملت القائمة على: عبد القادر المهيدب وأولاده 3,75 مليون سهم، وصاحبي السمو الملكي الأمير نايف بن أحمد بن عبد العزيز آل سعود 3,75 مليون سهم، والأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز آل سعود 2,25 مليون سهم. واحتوت القائمة أيضا على: فهد عبد الرحمن عبد العزيز الثنيان 1,5 مليون سهم، شركة عبد الرحمن سعد الراشد وأولاده المحدودة 1,5 مليون سهم، عبد الله محمد الرميزان 750 ألف سهم، عبد العزيز محمد عبد القادر 750 ألف سهم، عمران محمد العمران 750 ألف سهم، ماجد منير التنمر 750 ألف سهم، مازن إبراهيم العنقري 750 ألف سهم، إبراهيم عبد العزيز الطوق 750 ألف سهم، وعبد العزيز سليمان العفالق 750 ألف سهم. وعلى ذات الصعيد زادت السلطات المختصة في منفذ سلوى الحدودي من الجانب السعودي زادت من عدد طاقمها العامل هناك لمواجهة الزحام الذي كان من المتوقع حدوثه من أول يوم في الإعلان عن استقبال طلبات اكتتاب بنك الريان القطري. وذكر عبد الله الغامدي مدير جمارك منفذ سلوى أن أعدادا كبيرة من مواطني دول الخليج عبروا المنفذ الحدودي السعودي القطري باعتباره المنفذ البري الوحيد الرابط بدولة قطر في الوقت الذي يلقي فيه اللوم البعض على الجانب السعودي وأطلق البعض اتهامات غير صحيحة على الجانب السعودي والسلطات السعودية. من جهة أخر اعلن رسميا عن اتفاق هيئات الرقابة الشرعية على جواز مشاركة البنوك الإسلامية في تمويل الاكتتاب في أسهم مصرف الريان، وفي الوقت ذاته بدأت البنوك الإسلامية والفروع الإسلامية بالبنوك التجارية المساهمة في عملية تمويل اكتتاب مصرف الريان. وأعلن ناظم عمارة المدير التنفيذي لبنك الدوحة الإسلامي انه بفضل توجيهات هيئة الفتوى والرقابة الشرعية استطاع الدوحة الإسلامي أن يوجد آلية شرعية بتمويل مصرف الريان الإسلامي، وذلك بأسلوب التورق المنضبط والمشاركة والمضاربة الشرعية، كما قال عبدالباسط الشيبي مدير عام بنك قطر الدولي الإسلامي إن البنك سوف يبدأ في تمويل اكتتاب أسهم الريان ابتداء من يوم السبت القادم. الي ذلك أصدر مصرف قطر المركزي تعميماً جديداً برقم (16/2006) حول تمويل الاكتتاب في رؤوس أموال الشركات تحت التأسيس وقام فيه بتعديل الفقرة رقم (1) من التعميم السابق الذي صدر يوم 5 يناير الجاري حول نفس الموضوع. وقد سمح مصرف قطر المركزي بتمويل البنوك سواء للشخص أو أقاربه من الدرجة الأولي وهو ما يعد توسيعاً في عملية التمويل من قبل البنوك لدي المكتتبين مما سيعود بالفائدة علي عملية الاكتتاب بمصرف الريان الاسلامي. في غضون ذلك أعلن السيد علي شريف العمادي الرئيس التنفيذي بالوكالة لبنك قطر الوطني عن رفد كادر اضافي في اكتتاب مصرف الريان ب 50 موظفا جديدا من كوادر البنك العاملين في فروع مختلفة واشغال مساحات جديدة من صالات نادي قطر الرياضي لاستيعاب عدد المكتتبين، وقال العمادي ان هذا الاجراء جاء بسبب التزايد المطرد في اعداد المكتتبين الوافدين من دول مجلس التعاون الخليجي وبعد تقييم شامل للوضع المستجد على أرض الواقع واحصاء عدد المكتتبين الذي بلغ الآلاف منوها بأن معظم المكتتبين لم يقتصر اكتتابهم على طلب واحد بل فاق عدد الطلبات التي قدمها بعضهم الألف جواز ولم نجد من يحمل اقل من عشرة جوازات الا عددا قليلا من المكتتبين.