تتربع «سيتي جروب» C مركز الصدارة على قائمة الشركات المالية العملاقة في الولاياتالمتحدة، والصروح العملاقة لا يمكن أن تأتي من فراغ، وإنما نتاج عوامل من بينها عملية تزاوج بين عملاقين أو أكثر، وهو فعلا ما حدث عندما نشأ اندماج بنك سيتي كورب العملاق و«ترافلر جروب»، إحدى كبريات شركات التأمين في الولاياتالمتحدة. وتعد «سيتي جروب» حالياً أضخم شركة للخدمات المالية في الولاياتالمتحدة، بسبب قيمتها السوقية وأدائها الإيجابي، بل تتصدر المؤسسات المالية على المستوى الأمريكي، كما تحتل المركز الخامس بين الشركات الأمريكية العملاقة، إذ تغطي خدمات المجموعة القابضة المتعددة الأغراض، جميع ألوان الطيف المالي للمستهلكين والشركات في جميع أنحاء العالم، حيث تشمل نشاطاتها الخدمات الاستثمارية الخاصة، خدمات البطاقات الائتمانية، تأمين الخدمات الاستثمارية - بواسطة أكثر من 4464 فرع منتشرة في أكثر من 100 دولة، خدمات السمسرة - عبر «سلمون سميث بارني»، منح سلفيات للمستهلكين، بواسطة وحدة خدماتها «سيتي فاينانشال» و«برايميركا» Primerica، كذلك خدماتها عبر الإنترنت. لامست القيمة السوقية ل«سيتي جروب» 247,50 مليار دولار، حسب إقفال سهمها الجمعة الماضية عند 48,92 دولار، توزعت هذه القيمة على نحو 5,06 مليار سهم، نصيب المؤسسات والشركات منها نسبة قاربت 66 في المائة، وهي نسبة تؤكد ثقة المستثمرين الكبار والمؤسسات في أسهم الشركة. كان مجال سعر السهم خلال الأسبوع الماضي بين 48,30 و49,58 دولاراً، بينما تراوح خلال 52 أسبوعا مضت بين 42,91 دولاراً و49,99، بتذبذب بلغ 15,24 في المائة، وجاء متوسط التداول اليومي 15 مليون سهم، ما يشير إلى أن سهم «سيتي جروب» من الأسهم ذات المخاطر المنخفضة. في مجال الإدارة تشير جميع أرقام الشركة إلى أنها في وضع جيد، فبلغت نسبة نمو العائد على حقوق المساهمين 20 في المائة للعام الماضي، 18 في المائة للأعوام الخمسة الماضية، وعلى صعيد الإيرادات، كانت نسبة النمو عند 17 في المائة للعام الماضي، ونسبة 0,60 للسنوات الخمس الماضية، وبلغ العائد على الأصول 1,44 للعام الماضي، و13,5 في المائة للسنوات الخمس الماضية، ويتوج ذلك كله أن الشركة حققت نموا في الدخل بلغ 34,6 في المائة العام الماضي، ونسبة 8,69 في المائة للسنوات الخمس الماضية، وهي نسب ممتازة، كما وزعت الشركة أرباحا سنوية بواقع 3,6 في المائة، وهي نسبة ممتازة في ظل سعر الفائدة الحالي، والبدائل الاستثمارية الأخرى، وأفضل من الحد الأدنى لقطاع المؤسسات المالية، البالغ 1,1 في المائة، علاوة على ذلك، منحت «سيتي جروب» 3,24 سهما خلال الأعوام العشرة الماضية بلغت نسبتها 0,32 أسهم لكل سهم، أي 32,4 في المائة من السهم لكل سهم سنويا، دون احتساب التراكمات لهذه الأسهم، الأمر الذي يبرر قبول سعر السهم عند 49 دولاراً، حيث إن الشركة تحول جزء كبيراً من أرباحها إلى أسهم تمنحها المستثمرين. وفي مجال السعر، يعد السهم واعدا في مجال الاستثمارات طويلة الأجل، ومقبولا في حدود 50 دولاراً، مقارنة بجميع مؤشرات أداء السهم، البيانات المالية، نسب النمو، والأداء الإداري. وأقفل سعر السهم الجمعة الماضية عند 48,92 دولاراً، وإذا قارنا هذا السعر بقيمة السهم الجوهرية التي تداعب 50,48 دولاراً، قيمة السهم المستهدفة خلال عام البالغة 52 دولاراً، مكرر الربح البالغ 11,10 ضعفاً، ومعدل مكرر الربح إلى النمو عند 1,23، يكون السعر مبررا، كما يعزز ذلك قيمة السهم الدفترية التي تقارب 22 دولاراً، أي أن مكرر القمة الدفترية عند 2,24 ضعفا يعتبر مغريا للغاية، لأنه جاء دون ثلاثة أضعاف، وكل هذه الأرقام تعني أن سعر السهم الحالي دون السعر العادل للسهم بل يعتبر مغريا. بلغ عدد المحلين على سهم سيتي جروب 18، أوصى ستة منهم بالشراء المرجح، خمسة بالشراء، وسبعة محللين أوصوا بالمحافظة على السهم، وبهذا جاء متوسط رأي المحللين عند الشراء شبه المرجح. ويستطيع المستثمر المتمكن شراء سهم هذه الشركة بأي سعر، في أي وقت، وحسبما تقتضيه استراتيجيات محفظته، أما المضارب فمجاله ليس هنا. وبالنسبة للمستثمر المبتدئ، فيفضل مراقبة سعر السهم، فهو جدير بأن يضاف إلى محفظة كل مستثمر، ولكن يبقى دور تحديد السعر، الوقت، الكمية، وطريقة الشراء، والتي تعتبر مسؤولية المشتري، أو مستشاره.