تبدو اخطاء الأطباء في العمليات الدقيقة والمستعصية أحيانا أمرا مبررا ومقبولا ، لكنها تبدو من الأمور المدهشة والغريبة في العمليات البسيطة ، لكنها عموما أخطاء قاتلة ولها ضحاياها. ومن أكثر العمليات الجراحية التي تشهد أخطاء في مصر ، جراحات التجميل ، والتي باتت تلقى اقبالا شديدا من جانب السيدات بدافع الحفاظ على الرشاقة ، خاصة اذا كانت السيدات اللاتي يلجأن إليها محطا لأنظار الجماهير ، كالفنانات والشخصيات المشهورة ، وحتى كل سيدة ترغب في التمتع بقوام رشيق وجميل . قائمة ضحايا عمليات جراحة التجميل وشفط الدهون طويلة جدا ، ومن بين آخر من انضممن إليها الفنانة ميسرة ، التي لمعت مؤخرا في العديد من الادوار التليفزيونية والسينمائية ، وآخرها فيلم « الفارة في العمارة » مع الفنان عادل امام ثم الفنانة سعاد نصر ، التي طرحت نفسها كفنانة كوميدية تعيد الى الأذهان كوميديانات الزمن الجميل مثل زينات صدقي ووداد حمدي وماري منيب . ويبدو أن هاجس الحفاظ على الجمال والرشاقة طارد الفنانة سعاد نصر فقررت اجراء جراحة لشفط الدهون الزائدة من جسمها ، وهو الهوس الذي يطارد معظم نجمات الفن، بل وأصبحت عمليات التجميل وشفط الدهون، «موضة» أصابت الكثيرات، بحثا عن « نيولوك جديد» . دخلت سعاد نصر الى مستشفى الغولف بمدينة نصر بالقاهرة ، إلا أنها تلقت جرعة مخدر عإلية أدخلتها في غيبوبة كاملة واستدعت حالتها البقاء في غرفة العناية المركزة ، وتدهورت حالتها الصحية بشكل مفاجىء بسبب توقف عضلات القلب لعدة ثوان مما استدعى تنشيطا عاجلا، وعاد النبض مرة أخرى ومنذ تلك اللحظة وهي تفيق من الغيبوبة لتدخل فيها مرة أخرى ، رغم ما أعلن عن تحسن تدريجي لحالتها، واستعادتها التنفس الطبيعي دون الحاجة إلى أجهزة التنفس الاصطناعي . ومهما كانت النتائج، أو المخاوف، أوالتحذيرات الطبية من اجراء مثل هذه العمليات ومضاعفاتها، فإنها ستظل تطرح العديد من التساؤلات أمام «هوس» النحافة وشفط الدهون، ويدفع بالكثيرات إلى تقليد الأخريات من نجمات الفن والسينما اللاتي نجحن في ذلك إلى حد كبير، وتغيرت معالم أجسامهن، وأشكالهن بصورة واضحة وملفتة مما يدفع بالأخريات إلى تكرار التجربة . تساؤل قديم قدم الحياة، فالإنسان دائم القلق من العجز والشيخوخة، فكليوباترا جميلة الجميلات منذ آلاف السنين كان همها الحفاظ على جمالها، وهي القائلة :«لو كان أنفي أقصر لحكمت الكون كله » ، وبقي أمر المحافظة على الجمال هما للمرأة على امتداد الحضارات حتى عصرنا هذا، عصر الاستنساخ وعمليات التجميل . وهكذا باتت سعاد نصر الضحية الجديدة لعمليات التجميل والمستشفيات الخاصة بعدما دخلت في غيبوبتها وتفجر الأمر عندما تقدم السيد راضي رئيس اتحاد النقابات الفنية ببلاغ حول الواقعة فيما حرص عدد كبير من الفنانين على زيارتها بالمستشفى إلا أنهم لم يتمكنوا من رؤيتها ، واكتشف الدكتور أشرف غباشي أستاذ جراحة المخ والأعصاب، والذي اصطحبه الفنان محمد رياض المسؤول الطبي بنقابة المهن التمثيلية للاطمئنان على حالة الفنانة وكتابة تقرير عن حالتها خلال وجودها بمستشفى الغولف أن الجلطات قديمة بالمخيخ وهي التي أدت إلى توقف الدورة الدوية في الجزء الخلفي الواصل إلى المخ ورجح أن يكون هذا هو السبب الرئيسي لما حدث من غيبوبة عميقة . وقال الدكتور أحمد البدوي أستاذ التجميل بطب عين شمس ، مدير مستشفى الغولف إن الحالة الصحية للفنانة سعاد إليوم تحسنت بالنسبة لحركة الأطراف والعينين ، كما كلفت وزارة الصحة لجنة من كلية الهندسة الطبية بجامعة القاهرة لعمل قياسات على مدي يومين لكل أجهزة العمليات والعناية المركزة والتخدير بمستشفى الغولف ورفع تقرير بذلك للدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة وأعلن أعضاء اللجنة أن حالة سعاد نصر ما زالت حرجة وأنها تعاني غيبوبة تتراوح درجتها بين 9 إلى 10 درجات بمقياس جلاسجو لقياس درجة الغيبوبة والوعي ، حسب ما قاله اعضاء الفريق الطبي الذي يتابع حالة الفنانة ، ويضم الدكاترة عمرو منسي رئيس اقسام جراحة المخ والاعصاب بطب قصر العيني واحمد زهدي استاذ جراحة المخ والاعصاب بطب قصر العيني والدكتور حسين صبري استاذ التخدير والرعاية المركزة بطب عين شمس والدكتور سعد محمد العزبي مدير عام المؤسسات العلاجية غير الحكومية مقرر اللجنة . وقال أعضاء الفريق إنه توجد علامات تصلب جزئي بالجانب الايمن من الجسم وزيادة في المضاعفات والانعكاسات الصحية على هذا الجانب ، كما أظهرت الفحوصات والابحاث الطبية الاخرى ثبات في الظواهر الحيوية للجسم من ضغط ودرجة حرارة ونبض وتنفس وغيرها مع وجود ارتفاع في انزيمات الكبد . وأضاف أعضاء اللجنة أن الاشعات المقطعية والرنين المغناطيسي للمخ أظهرت وجود قصور جزئي بالدورة الدموية المخية الخلفية.. كما اثبتت اللجنة أن المريضة تلقت العناية اللازمة لمثل هذة الحالات وان اللجنة لا ترى ميزة في نقلها الى اي مكان اخر على ان يستمر ما تلقاه من عناية ومتابعة بنفس المستوى الحإلى . وأوضحت اللجنة انه حول الرؤية المستقبلية لمثل هذة الحالات فانها تختلف من حالة الى اخرى ولا يمكن التنبؤ بمدى وسرعة التحسن حيث إنها تتفاوت في مثل هذه الحالات . وأصبحت حالة سعاد نصر نموذجا للتضارب والتخبط في المعلومات ، فقد أكد زوجها المهندس محمد عبد المنعم أنها بدأت تفيق من غيبوبتها لفترات قليلة جدا واختفت رعشة الوجه التي انتابتها مؤخرا، كما تمكنت من التعرف على الأطباء المعالجين لها وبعض الأقارب، وأصبحت الآن تستمع للموسيقى الهادئة بناء على رغبة الأطباء . بينما يصر زوجها السابق الفنان أحمد عبد الوارث على أن حالتها لا تتقدم ، وأن ما حدث لا يجب أن يمر مرور الكرام ، وأن من أخطأ يجب أن يحاسب . وتعتزم نقابة الممثلين مقاضاة طبيب التخدير الذي قام بتخديرها ،إلا أنه تقرر تأجيل هذه الإجراءات حتى تفيق سعاد نصر من الغيبوبة لأخذ الإذن منها . كان آخر الأعمال الفنية للفنانة سعاد نصر الفيلم السينمائي «منتهى اللذة» الذي يعرض حاليا بدور العرض والذي شاركت في بطولته كل من مع حنان ترك ومنة شلبي واحمد راتب ، كما شاركت الفنانة يسرا بطولة مسلسل « أحلام عادية » ، الذي عرض في رمضان الماضي.