قبل 3 الآف سنة كانت خيوط البروكار الدمشقي تاتي من الصين عن طريق «طريق الحرير» حيث كانت سوريا ملتقى القوافل التجارية العالمية . والبروكار الدمشقي الذي ذاع صيته في العالم كان يصنع بايادي امهر النساجين الدمشقيين وكان غالي الثمن ولا يقتنيه الا الملوك والاثرياء نظرا لتركيبته وحبكته التي يمزج فيها الحرير بالذهب والفضة، وتعتبر صناعة البروكار واحدة من اعرق الصناعات السورية التقليدية، ويقال ان ملكة بريطانيا اليزابيث كان فستان زفافها منسوجا من البروكار الدمشقي . الاستاذ عامر بدر حسون رئيس تحرير مجلة الأيام يعيد نشر مفاصل سياسية واجتماعية مختلفة ومثيرة من ارشيف لديه عمره اكثر من ما ئتي عام، وفي احد اعداد الملحق «ايام الشام» الذي يصدر عن مجلته يضع على الغلاف بعنوان عريض من احد الكتب يقول «ما علاقة البروكار الدمشقي بالثورة الفرنسية» ويتساءل: هل كان بروكار دمشق احد اسباب الثورة الفرنسية ويذهب المقال في السياق العام إلى البذخ والترف الذي كانت الملكة ماري انطوانيت زوجة الملك الفرنسي لويس السادس تقوم به دون النظر إلى شعبها مما ادى إلى قيام الثورة الفرنسية واعدام الملكة والملك، كانت الملكة لا يعجبها أي قماش وكانت تطلب قماشا مختلفا لا يستطيع شراءه الا الاثرياء وتحقق الأمر لها بعد عدة عروض كثيرة قدمها لها عميد تجار الاقمشة لقصر فرساي «وكان قماش» البروكار الدمشقي المسدى بالحرير وخيوط الذهب والفضة نال اعجابها واصبحت تطلب الكثير منه، وفي العام 1782 كانت خزائن البستها تضم 72 نموذجاً من الفساتين، فيما كان الفرنسيون يعانون من الويلات الاقتصادية ويتحدثون عن اسرافها وتبذيرها واهمال الملك لكل مناحي الحياة، وكان هذا احد اسباب اندلاع الثورة الفرنسية منذ اكثر من مئتي عام، ويبقى السؤال قائما هل قدم البروكار الدمشقي خدمة لفرنسا الحديثة .؟؟؟.