الإداريون العاملون في كرة القدم بدرجاتها المختلفة وألعابها المتعددة كثيرون. يرحل رجال ويأتي آخرون دون أي ضجيج خاصة في قطاعات الناشئين والشباب الأقل تسليطاً للأضواء، غير أن إداري فريق شباب النصر فيصل الدعيرم أقيل من منصبه قبل نحو أسبوعين ومازال حديث النصراويين بين مؤيد لقرار إقالته ومعارض، فقد جاء القرار بعد أيام قليلة من تسلم الإدارة الجديدة مهام تسيير أمور النادي. الدعيرم تحدث عن حقيقة الميول الهلالية التي اتهم بها داخل النادي وأبدى وجهة نظره حول الهزيمة الثقيلة التي تعرض لها شباب النصر من الاتحاد بسبعة أهداف دون مقابل، ثم الفوز بعد أيام على الهلال بهدف وحيد والاتهامات التي وجهت له بإهمال خمسة لاعبين تغيبوا عن التدريبات وترك الفريق وتوزيع تذاكر مباراة للفريق الأول ودافع عن نفسه وعلَّق على عدة قضايا تهم المتابع النصراوي. ٭ ما هي أسباب إقالتك الحقيقية من إدارة الكرة بفريق شباب النصر؟ - حضر المشرف الجديد على قطاعي الناشئين والشباب بالنادي ناصر الكنعاني لأول مرة لمتابعة فريق الشباب ولم يجدني حيث كنت في مهمة أخرى تتعلق بالنادي ولم أكن وقتها نائماً في منزلي ولا في خدمة ناد آخر غير النصر. ٭ وما هي هذه المهمة وما صحة ما أشيع حول أن سبب إقالتك ميولك الهلالية؟ - قد يكون من أهم الأسباب الاعتقاد بأن ميولي هلالية وسعى لترويج ذلك أشخاص داخل النادي، والحقيقة التي يعرفها الجميع أني شبابي وسبق أن لعبت لنادي الشباب وخدمته إدارياً في القطاعات السنية سنوات طويلة لكن للأسف هناك في النصر من لم يتقبل وجودي لأمور لا أعلمها، والحمد لله ان الفترة التي عملت بها في نادي النصر قدمت جهداً طيباً وساهمت في تسجيل عدد من الموهوبين ولو وجدت مساعدة الموجودين لكانت النتائج أفضل ولا أنسى أن أشيد بجماهير النصر التي تقف على كل صغيرة وكبيرة وتدرك من يعمل ومن لا يعمل وبعد أن صدر قرار إقالتي تلقيت اتصالات بالمئات من جماهير النصر التي وقفت معي كما أن هناك من أعضاء مجلس الإدارة من وقف معي ولم يقصر معي مثل حسام الصالح عضو الإدارة المشرف السابق على لعبة كرة القدم وأشكر كذلك فهد المشيقح رئيس النصر السابق الذي طلب مني العمل في النادي بعد أن سمع عن جهودي في اكتشاف المواهب رغم بعدي عن الأضواء حيث كان آخر هؤلاء اللاعبين نجم الهلال الدولي عبداللطيف الغنام الذي انتقل من الشباب قبل موسمين وكذلك عبدالعزيز السعران وعبدالله الشهيل وطارق الحرقان ويوسف الموينع وعبدالله الدوسري ومحمد الهليل وسعيد الحربي حارس المرمى. ٭ لكن ما يعرفه الرياضيون أن من وراء هذه الأسماء أو معظمها الشبابي المعروف سلطان خميس - مشكلتي أنني خلف الإعلام وأعمل لمصلحة الشباب ولا أبحث عن الأضواء وحقوقي ضائعة في هذا المجال وسرقت مني. ٭ ولماذا يأخذ سلطان خميس ما ليس له؟ - هذا السؤال يوجّه لسلطان خميس فأنا أول من استقطب هؤلاء اللاعبين للشباب بعد أن شاهدتهم في ملاعب الأحياء ومسابقات المدارس. ٭ نعود لموضوع الإقالة ما هي المهمة التي توجهت لإنهائها وجعلتك تترك عملك الأساسي في متابعة لاعبي فريقك شباب النصر؟ - اتصل عليّ سكرتير النادي محمد المنزلاوي وطلب مني إيصال تذاكر مباراة النصر والوحدات الأردني في ذهاب البطولة العربية التي أقيمت بالرياض لرئيس مجلس جماهير النصر المتواجد في الاستاد، وعندما وصلت إلى الاستاد طلب مني مساعدته في توزيع هذه التذاكر. ٭ لكن المنزلاوي ليس مرجعك الرسمي حتى تأخذ الأوامر منه ثم كيف توزع تذاكر ولديك مباراة هامة لفريقك أمام الاتحاد في جدة؟ هذا صحيح لكن تعاملت مع الأمر على أن خدمة النصر هي الأهم، ثم إن مباراة الاتحاد بعد يومين ومعسكر الفريق غداً وأنا أعترف أنني أخطأت. والأمر في النهاية لا يستدعي قرار إقالة، فقد ذهبت من أجل الجماهير وتسهيل مهمة دخولها وللأسف أقلت بسبب هذه الجماهير!! ٭ ماذا عن اللاعبين الثلاثة القادمين من الأحساء والذين سجلوا بأكثر من سبعمائة ألف ريال دون الاستفادة من خدماتهم؟ - بدر الخليف سجل بنصف مليون، وحسين الجاسم بمائة وسبعين ألفاً، وأيمن العوض بمائة ألف، كل هؤلاء اللاعبين لم يكن لي أي دور في تسجيلهم ولم أستشر أبداً حولهم. ٭ لكنك إداري الفريق وتتحمل جزءاً من المسؤولية؟ - أنا فعلاً إداري الفريق لكن صدقني هناك مسؤولون أكبر مني هم الذين أصروا على التوقيع معهم. وبالنسبة للخليف كان يتدرب في النادي قبل أن أنضم لجهاز الكرة، أما العوض فقد تم تسجيله بتوصية من المدرب الوطني خالد القروني، حيث كان وقتها مدرباً لشباب النصر وأنا شخصياً أتوسم في اللاعب العوض خيراً، فهو صغير السن وبنيته الجسمانية ممتازة وليس شرطاً أن يلعب أساسياً هذا العام بل سيكون برأيي مفيداً الموسم القادم ومشكلتنا الاستعجال وللنصر سجلت ثمانية لاعبين خلال الأشهر الماضية نصفهم قد لا يبرز هذا الموسم ومنهجي عند البحث عن المواهب النظر لإمكانية الاستفادة من خدماتهم خلال ثلاثة أعوام وليس ما يحدث في النصر حيث يتم تسجيل اللاعب ويطلب منه البروز فوراً حتى اللاعب الجديد والصغير في السن إذا انضم للفريق وفي مخيلته أن مسؤوليه يريدون منه العطاء بعد أسابيع من تسجيله الرسمي، وهذا خطأ وسلبياته كثيرة، فحين يصعد هؤلاء اللاعبون إلى الفريق الأول تجد فريق شباب النادي بلا لاعبين لأن كل من تم تسجيلهم استفيد منهم خلال سنة واحدة فقط ولم يركز على من يخدمون هذه الدرجة سنوات، وهذا يعتبر سوء تخطيط من الأجهزة المشرفة على الناشئين والشباب وبصراحة حاولت أن أنقل خبراتي ومنهجي في نادي الشباب إلى النصر حيث كنا نسجل مواهب بأعمار مختلفة وعندما يكتمل العدد في الكشوفات وتتوفر لنا مواهب جديدة نبادر إلى تسجيلهم في ألعاب مختلفة حتى نضمن الاستفادة منهم وعدم ضياعهم. بصراحة كان لديَّ طموح كبير لخدمة النصر وضحيت بعملي مديراً لإحدى مؤسسات الاتصالات لتسويق أجهزة الهاتف النقال واستجبت لدعوة فهد المشيقح بعد أن عرض علي مرتباً شهرياً وقبلت لأنني أعشق الرياضة وكرة القدم واكتشاف المواهب. ٭ لماذا أثيرت الميول الهلالية وأنت الشبابي المعروف؟ - أنا لا أدري من أين خرجت الميول الهلالية وهي ليست عيباً ولا خطأ أن يعمل هلالي في الشباب أو النصراوي في الهلال أو العكس، لكن شبابيتي لا يمكن التشكيك فيها فقد لعبت في درجة الناشئين مع المدرب الوطني بن سالم وخدمت بإخلاص القاعدة الشبابية سنوات طويلة ولدي شهادات تقدير من إدارات مختلفة بنادي الشباب. ٭ ما هي أبرز المعوقات التي واجهتك في عملك بالنصر؟ - هلاليتي التي احترت فيمن ألصقها بي وجعلها تهمة وكنت دوماً أحاول إقناع النصراويين بأن يتركوا كل شيء ويركزوا على عملي فقط. والغريب أنني تمكنت بعد جهود مضنية من إقناع الجماهير الواعية التي نظرت لمصلحة النادي وركزت على عملي كإداري فتفاجأت بالإدارة الجديدة لا تتقبل وجودي ثم تصدر قرار إقالتي. ولا أدري لو كنت هلالياً هل الهلال ناد غير سعودي؟! أنا أتشرف بالانتماء للهلال كما تشرفت بالانتماء لنادي الشباب الذي أفتخر به ولي بصماتي فيه وتشرفت بالعمل في النصر والانتماء له وكل أندية الوطن. ٭ ألم تحاول الاجتماع مع سمو رئيس النادي الأمير فيصل بن عبدالرحمن لتوضيح وجهة نظرك؟ - لم أستطع أبداً لأنني تفاجأت بالقرار وسرعة تنفيذه وتفاجأت بما ذكر حول اهمالي خمسة لاعبين وعدم السؤال عنهم بعد غيابهم عن التدريبات وهو ما ذكره الأمير فيصل بن عبدالرحمن في مقابلة وهو غير صحيح اطلاقاً وهناك من نقل معلومات خاطئة اتخذ بعدها قرار إبعادي. وأنا استغرب حقيقة موقف المشرف على الناشئين والشباب الجديد الأخ ناصر الكنعاني فقد استقبلني بداية تكليفه بالإشراف على القطاعات السنية وأشاد بما قدمته للشباب وما أقدمه حالياً للنصر وأنه سمع عني وفاجأني بالإقالة التي يبدو أنه عمد إليها لإرضاء الجماهير المتعصبة التي انساقت وراء تهمة الميول الهلالية فهو شبابي معروف وأنا كذلك وكنت أتمنى لو أن الأمور أخذت طريقها الصحيح واجري تحقيق في القضية التي ظلمت بسببها وكم كنت أود أن أخدم النصر وأن أعمل مع الأمير فيصل بن عبدالرحمن والأمير وليد بن بدر الشخصيتين الرياضيتين المرموقتين. ٭ من هم الذين تعمدوا العمل على تشويه صورتك أمام الإدارة؟ - إداريون في النادي فقد سبق أن قابلت أشخاصاً كثيرين يؤكدون لي أنني أقدم عملاً جيداً وأن هناك إداريين يخشون أن تقودني نجاحاتي إلى الفريق الأول والعمل مع خالد القروني مدرب الفريق الذي كان له دور أيضاً في أن تتعرف إدارة المشيقح علي وتطلب مني العمل معها، وهذا للأسف تفكير قاصر لا يخدم مصلحة النادي بل هدفه مصالح شخصية فقط، وقد تحقق لهم ما يريدون. ٭ بعد إقالتك بيوم واحد خسر شباب النصر من الاتحاد سبعة أهداف دون مقابل ثم كسب في المباراة التي تليها المنافس التقليدي الهلال بهدف وحيد. كيف تفسر ذلك؟ - قد يكون اللاعبون تأثروا نفسياً من خبر إقالتي خاصة أنه حصل ليلة المباراة التي أقيمت في جدة. كما كان هناك لاعب مصاب هو بندر النخلي وآخر موقوف هو مشعل المطيري إضافة إلى إبراهيم شراحيلي الذي استدعي للفريق الأول وأصبح عضواً هاماً فيه فقد كان تواجد شراحيلي مع شباب النصر كفيلاً بتحقيق نتيجة إيجابية، ومشكلة الفريق أن فترة إعداده لم تكن كافية وعندما استلم القروني المهمة كانت المدة بسيطة جداً وأنقذتنا فترة توقف لترتيب الأوضاع لكن واجهتنا مشكلة تحويل القروني للفريق الأول وأول مباراة لعبناها أمام الشباب رغم كل هذه الظروف قدمنا أمام الشباب مباراة جيدة وخسرنا بصعوبة بهدف وحيد، وبعد تلك المباراة بدأ الفريق يهبط مستواه تدريجياً ونتائجه كذلك. ٭ المصري محمد سعد جاء خلفاً للقروني، وكان مدرباً للفريق الذي هُزم بسبعة من الاتحاد ورحل بعد أيام، كيف تم اختياره ولماذا رحل؟ - المدرب المصري اختاره نائب الرئيس السابق د.سعد الطمرة وهو مدرب ليس سيئاً وجاء لفترة مؤقتة في ظل الظروف التي تحدثت عنها. ٭ لم تجب على سؤالي حول فوز النصر على الهلال بهدف بعد أيام من خسارته بسبعة من الاتحاد؟ - أعتقد أن الغريب ليس فوز النصر على الهلال بل الهزيمة الكبيرة بسبعة أهداف فقد كنا في حالات أسوأ وظروف أصعب ولم نخسر بهذه النتيجة، ولم نكن حتى لنخسر بنصفها. والفريق النصراوي صدقني لديه لاعبون جيدون ومستقبله جيد وأنا أختلف مع من يقول بأن شباب النصر قد يهبط لدوري الدرجة الأولى لأنني متأكد من امكانيات الفريق وأن الظروف وحدها هي التي حرمته من الدخول في المنافسة على بطولة الدوري. كلمة أخيرة رغم أن فترة عملي قصيرة بالنصر إلا أنني افتخر بعلاقات واسعة خرجت بها وأشكر كل من دعم القطاعات السنية وفي مقدمتهم الأمير محمد بن عبدالله، وفهد المشيقح، وحسام الصالح، وعبدالله المناع، وكذلك عمران العمران، وأتمنى أن تجد القاعدة دعماً مستمراً من الإدارة حتى تتحقق الأهداف المرجوة بدعم الفريق الأول قبل إحراز بطولات للناشئين والشباب.