اكد وزير الخارجية البريطاني جاك سترو امس السبت خلال زيارته بغداد ان انسحاب قوات بلاده من العراق «مسألة اشهر». وقال لوكالة فرانس برس «سنبقى طالما الحكومة البريطانية تريد بقاءنا. عمليا نامل ان نبدأ بسحب قواتنا تدريجيا على مسؤوليتنا لا من البصرة اولا بل من محافظات اخرى». واضاف «يجب ان ننسق هذا الانسحاب مع العراقيين عندما يتاكدون بان قواتهم اصبحت قادرة على تحمل كامل المسؤولية في هذه المناطق. انها مسالة اشهر. نحن هنا لتحرير العراق لا لاستعماره». وعلى الصعيد السياسي شدد سترو على ان تكون الحكومة العراقية المقبلة حكومة وحدة وطنية حقيقية لا تكون ان مجرد واجهة. وقال «لا يكفي ان يؤكد المسؤولون السياسيون، كما هو الحال في الوقت الراهن، على ضرورة حكومة وحدة وطنية. يجب ان نتاكد من الاسلوب الذي عليها اتباعه». واضاف «عليهم (القادة العراقيين) التفكير بالكيفية التي ستعمل وفقها حكومة مبنية على توافق عريض وكيف سيمكنها اتخاذ القرارات. فالحكومة اذا عكست فقط انقسامات البلد لن تكون فعالة». وكان سترو بدأ السبت محادثاته مع كبار القادة العراقيين في بغداد حيث التقى الرئيس جلال طالباني ورئيس الحكومة المنتهية ولايتها ابراهيم الجعفري. وقال سترو اثر اجتماعه بالجعفري «تلقيت بسرور بالغ ما قام به مع كبار القادة السياسيين من اجل تشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركة كل الطوائف» في اشارة الى المشاورات التي جرت خصوصا في شمال العراق بين الاكراد والاطراف الاخرى من اجل تشكيل الحكومة المقبلة. من ناحيته قال الجعفري للصحافيين ان الحكومة المقبلة يجب ان تضم «كل الفرقاء بعد ان شاركت كل الشرائح في الانتخابات» التي جرت في 15 كانون الاول - ديسمبر في اشارة الى السنة العرب الذين قاطعوا الانتخابات التي جرت مطلع 2005 والاستفتاء على الدستور. واشار مصدر من السفارة البريطانية في بغداد الى ان سترو سيلتقي كذلك بعدد من قادة الاحزاب سياسية خصوصا المعترضة منها على نتائج الانتخابات وغالبيتهم من السنة العرب والشيعة الليبراليين. واوضح المصدر ان المحادثات تهدف الى «دعم العراقيين في سعيهم لتشكيل حكومة جديدة تضم كل الفرقاء». وكان سترو وصل مساء الجمعة الى البصرة في جنوب العراق في زيارة مفاجئة آتياً من لبنان.