قد تأتيك رسالة SMS لجوالك تخبرك بقوله «مبروك لقد اختير رقمك للفوز بسيارة أو لقد ربحت مبلغ 5000 ريال» اتصل لتستلم جائزتك، وطبعاً تلك الرسائل ما هي إلا أساليب تمويهية وحيل مبتكرة لكي تجذبك وتجعلك تقوم فوراً بالاتصال على الرقم المرسل في الرسالة والذي يبدأ ب(700) حيث إن تسعيرة هذه الخدمة لا تقل سعر الدقيقة الواحدة عن خمسة ريالات تلك الأرقام تحدد بالرقم الذي يليه لقيمة الاتصال فمثلاً 7009 معناه تسع ريالات للدقيقة، وهكذا، وعند اتصالك بالرقم تسمع رسالة صوتية مسجلة مع بعض المؤثرات السمعية التي تغريك بسماعها وتقوم بشدك لكي تزيد احتساب الدقائق عليك وأنت لا تشعر بذلك الوقت لأنه يغمرك إحساس الفرحة والبهجة كونك متفائل للربح وتسرح في خيالك الواسع وفي أحلام اليقظة ويمر الوقت وأنت تنتظر كيفية استلام جائزتك الوهمية وتحسب عليك الدقيقة تلو الدقيقة، وفي النهاية لم يحدث شيء وتأتيك الصدمة عن صدور فاتورة الهاتف مثل صاعقة الكهرباء تفاجئك بأسعارها الفلكية التي تصل إلى ألوف الريالات فقط بسبب خدمات (700) التي تعتبر دخيلة علينا. وإذا نظرنا إلى حجم معاناة الكثير من المواطنين المتذمرين لهذه الخدمة الدخيلة حول مدى مصداقيتها وألاعيبها لوجدنا أن الكثير منهم بل أغلبهم قد احتجوا على هذه الخدمة وتكشف مأساتهم الحقيقية، لأنها استنزفت جيوبهم وأرهقتهم مبالغ تلك الفواتير، وهنالك مواقف واقعية حدثت لبعض المواطنين من ضحايا تلك الخدمة، فعلى سبيل المثال مواطن متفائل باع سيارته الخاصة ليتفرغ لهذه الخدمة تفرغاً تاماً وربما يحالفه الحظ ويفوز وكل مرة يقوم بالاتصال بهذه الخدمة يفشل وهكذا إلى أن تراكمت عليه الديون والفواتير من جراء كثرة الاتصالات على تلك الخدمة وعندها شعر بالإحباط وضيقة الخاطر بسبب خسارته الفادحة. وطالبة قامت باتصالات مكثفة لتلك الخدمة بشكل يومي ربما هي الأخرى يحالفها الحظ وتكسب الجائزة لتعم الفرحة وبدلاً من ذلك غمت عليها الحزن والأسى لأن الفاتورة جاءت بمبلغ يفوق ال5000 ريال وتفاجأ بها والدها ليصب عليها غضبه وينهال عليها ضرباً. وآخرون قاطعوا الجوال بسبب هذه الخدمة التي فاجأتهم بفواتيرها المرهقة. نلاحظ أن الفئة المستهدفة من هذه الخدمة هم المراهقون والسذج الذين يتدافعون لها بشكل مستمر دون الأخذ بالعواقب الوخيمة المترتبة من جراء الاتصال على هذه الخدمة التي تعتبر أساساً مثل القمار المحرّم شرعاً تحت مظلة المسابقة لأنك تتصل وعداد الفاتورة يحسب عليك المبلغ وبالتالي إما أن تكسب وإما أن تخسر، وهذا هو الغالب. تعتبر هذه الخدمة وباءً دخيلاً ونقمة على مجتمعنا يتوجب علينا إيجاد حل لها، لذا نتمنى من شركة الاتصالات السعودية إيقافها حفاظاً على استهلاك المشتركين، أو على الأقل يا حبذا أن تقوم هيئة الاتصالات السعودية بفرض الرقابة الصارمة على هذه الخدمة والتأكد من مصداقيتها وتحديد ضوابط وشروط لها حتى لا يكون المشتركون ضحية حتمية لتلك الخدمة.