«بات روبرتسون» كان مرشحاً لانتخابات الرئاسة الأمريكية، ويعد من مثيري الصخب الحاد في الدوائر الاجتماعية الأمريكية، فقد دعا إلى قتل الرئيس الفنزويلي شافيز، وقال: «إن الرب يعاقب شارون، لأنه كان يقسم أرض الرب» ويقول: ويل لكل وزير إسرائيلي يتخذ منهجاً مماثلاً لإرضاء الأممالمتحدة، وأمريكا وأوروبا، لأن الرب يقول بأن هذه الأرض أرضي، والأفضل أن تتركها وحدك.. لو وجّه هذا الحديث أي إنسان مسلم أو مسيحي، هندوسي، أو بوذي تجاه إسرائيل، وزعمائها، لوصم بمعاداة السامية، والتعصب الأعمى والخارج عن دائرة الإنسانية وتسامح الأديان.. التعصب ليس مولوداً حديثاً، فقد ثارت حروب طويلة قامت بين الضعفاء من أجل أرض، أو ماشية، وتطورت مع نشوء الامبراطوريات، إلى استباحة حرمات الآخرين واحتلال ممتلكاتهم وأراضيهم، ومع الأديان قامت حروب شرسة يقودها عناصر متطرفة، والتاريخ مليء بسير الحوادث المؤلمة، لكن أن يخرج إلى العلن ومن وسط أكبر قوة في العالم غنية في كل شيء، وتتقدم بمشروعات ديمقراطية، وإطلاق الحريات، ويتحرك من داخلها من يملك التأثير بنشر التعصب والعداوات ويفسر العالم من منظور مسيحي متطرف، ومتقارب الرؤية والخطوط مع التعصب الصهيوني، فلا لوم على الرئيس الإيراني، ولا من يعتبرون الصهيونية رمزاً للتعصب الأعمى، إذا ما كانت المبادرات تأتي من أجناس روبرتسون ولا يحصل على عتاب أو حتى لوم، إذا كان من يحميه هم المحافظين الجدد.. الدلالات هنا أن التطرف لا يرمز لنظام أو دين، أو عرقية معينة، لأن وجود شخصيات نافذة في مجتمعاتها، وذات تأثير على تيار عريض لا يختلف بين ابن لادن والزرقاوي، أو أي متعصب يهودي، أو مسيحي، والقضية أن منابت كثيرة بدأت تتكاثر بين قوى تريد معاكسة التسامح والتعايش الإنساني، والمؤشر الخطر ماذا لو وصل روبرتسون إلى الرئاسة الأمريكية وهو بهذه الحالة من التشنج والعداء المتواصل لكل ما هو غير مسيحي متطرف، ألا نشهد قائد حروب صليبية جديدة تماثل منهج وفلسفة هتلر بالتفوق العرقي، لأن محركات الدين في أي شعب يمكنها أن تستقطب الكثير من القوى، وخاصة في بلد مثل أمريكا يشهد حالات تحول غير عادية بالاتجاه إلى الكنيسة وتعاليمها السمحة والمتطرفة..