يتحرك رئيس الوزراء البريطاني توني بلير لنفي كافة التوقعات عن تركه السلطة هذا العام. وقد قام بخطوة تؤكد بقاءه لفترة طويلة حتى يحقق الاصلاحات التي يقودها، ويظل على مقعد الزعامة حتى نهاية عام 2008 ثم تنتقل القيادة بعد ذلك إلى وزير المالية جوردن براون. وأعطى «بلير» تأكيدات على استمرار الحزب الحاكم تحت قيادته لفترة متميزة، في اشارة واضحة على الاستقرار السياسي ولا توجد اضطرابات على الاطلاق رغم التمرد الداخلي من كتلة معارضة في قلب الحزب الحاكم نفسه، تسعى للانتقام وتصفية حسابات بسبب معارضتها للحرب على العراق وعدة سياسات اخرى يطرحها رئيس الوزراء. وقد اراد رئيس الحكومة العمالية تأكيد أن قيادته مستمرة، وقال انه لا يمكن ترك مقعد الزعامة بعد ان منحه الرأي العام تأييده في مشهد مايو الماضي، خلال الانسحابات العامة. ويتحرك بلير لامتصاص اثر صعود قيادة جديدة في حزب المحافظين المعارض يمثلها ديفيد كاميرون، الذي خطف الأضواء السياسية، وتمنحه استطلاعات الرأي مكانة متميزة تشير بقدرة الحزب المعارض على الفوز في الانتخابات العامة المقبلة. ويسعى رئيس الوزراء للقول بأن الحزب الحاكم سيتولى السلطة لفترة رابعة تحت قيادة وزير المالية جوردن براون. وقد ذكر «بلير» للمرة الأولى الى انتقال زعامة العمال الى الرجل القوي في الحكومة والحزب والذي يتطلع الى تولي مهمة استمرار «العمال» على رأس السلطة والفوز في انتخابات عامة مقبلة. وقد تحرك «بلير» للرد على كافة التكهنات التي تتحدث عن احتمال خروجه من السلطة هذا العام. وهناك اتجاه تعديل وزاري يعطي الحكومة قوة في مواجهة معارضين بشأن سياسات التعليم ومنع التدخين في الأماكن العامة والاعتماد على التقنية النووية لتوليد الطاقة. ويشتهر «بلير» بقدرة قوية على الصمود، والتحدي وقد أعلن استمراره حتى نهاية فترته الانتخابية وهذه الاشارة تعزز الاستقرار الاقتصادي وبقاء حكم العمال كما هو دون تغيير. ويحكم «بلير» منذ عام 1997. ورغم كل الانتقادات لأسلوبه، لايزال يتمتع بتأييد كبير داخل الرأي العام. وهو يسعى في خطوة سياسية لمساندة حزبه للفوز للمرة الرابعة تحت قيادة وزير المالية براون، عندما تنتهي فترة زعامة بلير. وقد تدخل رئيس الوزراء لوقف الحديث بالكامل عن هزات سياسة قد تلقى به خارج السلطة. ووزير المالية رغم تطلعه الى السلطة يعلن الولاء ل«بلير» ولا يتحرك لاقصائه بانقلاب أبيض يطيح بزميله الذي قاد معه تحديث الحزب الحاكم وتجديده ومنحه فرصة الفوز بثقة الرأي العام بعد 18 سنة في خنادق المعارضة الباردة. وهناك توقعات باعلان «بلير» عن تعديل وزاري يعيد به هيبة الحكومة وينهي خلافات داخلية أدت إلى فشل الحكومة في تقرير مشروعات قوانين في مجلس العموم، ولعل أهم هذه الأزمات التصويت ضد القانون الجديد لمكافحة الإرهاب. ويسعى «بلير» لاختتام سنواته السياسية بانجاز طموحات الاصلاح كاملة، وهو لا يريد الخروج من الحكم بأزمة تجبره على الاستقالة، ودخول التاريخ بهذا الموقف السلبي، حتى لا يؤثر ذلك على انجازات حققها لحزبه ولحكومته منذ عام 1997. وبريطانيا مع تصريحات «بلير» الاخيرة مستمرة تحت قيادته ونفوذه السياسي فلا تنحي ولا تراجع عن السلطة، على الأقل هذا العام.