أكملت العاصمة السودانية ترتيباتها لانعقاد قمة الاتحاد الأفريقي بالخرطوم في الثاني والعشرين والثالث والعشرين من شهر يناير الجاري، معتبرة ما خرج من قمة (سيماك) التي عقدت الأربعاء الماضي بالعاصمة التشادية انجمينا مجرد عبارات مجاملة للبلد المضيف، وشككت الخرطوم في امكانية تأثير الحملة المضادة التي انخرط فيها الرئيس التشادي ادريس دبي لعرقلة انعقاد قمة الخرطوم، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية السفير جمال محمد ابراهيم ان محاور القمة كافة قد أجيزت، وأن قمماً فرعية ستنعقد على هامشها بين الزعماء الأفارقة المشاركين فيها، بجانب اجتماع السيدات الأول في القارة الأفريقية. وتوقع وكيل وزارة الخارجية الدكتور مطرف صديق بأن تكون المشاركة الأفريقية في قمة الخرطوم كاملة مما يزيد فرص نجاحها خاصة وأنها تتزامن مع احتفالات السودان باليوبيل الذهبي لاستقلال البلاد والذكرى الأولى لتوقيع اتفاقية السلام في نيفاشا، وقال إن السودان قام بإيفاد وفود لكل الدول الافريقية وتم توجيه الدعوات لها لحضور القمة والمشاركة في إعداد أوراقها وموضوعاتها. وأشار مطرف إلى أن ترتيبات القمة تتم بالاشتراك مع الاتحاد الأفريقي الذي قام بإرسال وفود للخرطوم للاطمئنان على استعدادات السودان، وقلل من محاولات الرئيس التشادي لنقل القمة خارج الخرطوم، واعتبرها محاولة للتشويش على القمة ولن تؤثر على انعقادها، حيث هناك قناعة بأن ما يجري في تشاد مسألة داخلية لا دخل للسودان فيها. وأشار مطرف الى ان القمة ستتناول موضوعات محورية وستركز هذه المرة على الثقافة والعلوم في أفريقيا، وأعرب عن أمله في أن تخرج القمة بإعلان أو آلية للثقافة والعلوم في اطار الاتحاد الأفريقي، وأكد أن البطء الحالي في محادثات السلام بدارفور لن يكون له تأثير على القمة، حيث إن هذا البطء هو موقف تكتيكي من بعض الحركات المسلحة والقوى السياسية التي تساندها، كما أنه ناتج عن عدم وجود الرغبة الأكيدة للوصول الى سلام من بعض الحركات المسلحة، بالاضافة الى حالة الانقسام التي تعاني منها، وتعدد التيارات داخل الحركة الواحدة منها، وعدم وجود كفاءة في بعض وجوه التفاوض. ورأى مطرف أن التقدم في مفاوضات أبوجا سيتم حينما تكون هناك رغبة أكيدة في السلام، وترتفع قدرات المتفاوضين من الحركات المسلحة، بالاضافة الى عدم ربط ما يحدث في تشاد بهذه المفاوضات.