تبدأ قوافل الحجيج غداً الأحد بالتوجه صوب مشعر منى لقضاء يوم التروية اقتداء بسنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ليصلوا فروضهم الخمسة من ظهر وعصر ومغرب وعشاء وفجر يوم الوقفة. الخطوات الأولى لتحرك الحجيج تمثلت في الحافلات التي بدأت في الخروج من مخازنها استعداداً لنقل الحجيج الى منى بعد أن وضعت الادارة العامة للمرور خطة سير خاصة للتصعيد الى منى اعتمدت على نشر الضباط والأفراد بالشوارع والميادين لتنظيم حركة السير وإفساح المجال أمام حافلات نقل الحجاج للوقوف أمام المباني لنقل الحجيج بشكل جيد ومنظم. وفي الرحلة من أي موقع بمكةالمكرمة نرى أن فرق المرور قد تمركزت بشكل جيد ووضعت مسارات خاصة وميسرة للحافلات تسلكها مباشرة صوب مشعر منى سواء من الطريق الدائري الثالث أو عبر أنفاق أجياد محبس الجن أو من أنفاق الششة منى. وإذا كانت في هذه الرحلة متعة للحجاج ينظرون من خلال نوافذ الحافلات الى ما هم فيه من أجواء روحانية وفرتها حكومة المملكة لهم فإن أجمل تلك الصور ما تحمله الخدمات التي تقدمها كافة أجهزة الدولة لينعم الحجاج بأداء الفريضة بيسر وسهولة. من جانبها قامت شرطة العاصمة المقدسة بنشر دورياتها الأمنية لتسهل على ضيوف الرحمن حركة تصعيدهم الى منى وتوفير كل سبل الراحة والأمان لهم. مؤسسات الطوافة من جانبها ومن خلال مكاتبها الميدانية والمعنية بالحجاج بتقديم الخدمات المباشرة للحجاج وضعت اللمسات الأخيرة لتنفيذ خطط التصعيد من مكةالمكرمة الى المشاعر المقدسة ومن خلال تأمين حافلات النقل التابعة للنقابة العامة للسيارات والتي من خلالها تتم عملية تصعيد الحجاج الى مشعر منى وفق آلية تضمن وصول جميع الحجاج الذين يريدون المبيت بمنى بكل يسر وسهولة ودون حدوث أي تأخير كما تم تدعيم الحافلات بمرشدين تم اختيارهم بعناية وهم على دراية كاملة بكافة الطرق والمواقع الخاصة بالحجاج في مشعر منى وعرفات ومن شأنهم الإسهام بشكل مباشر في توفير أقصى سبل الراحة لضيوف الرحمن من خلال إيصالهم الى مخيماتهم والى إسكانهم بأسرع وقت ممكن. كما قامت مكاتب الخدمة الميدانية بتوزيع الحافلات على مقار سكن الحجاج منذ وقت مبكر وتوفير العمالة اللازمة لحمل حقائب الحجاج الى الحافلات اضافة الى توزيع الأساور على الحجاج والمشتملة على معلومات السكن في مكة ومنى وعرفة وأرقام هواتف الخدمات الميدانية التي تقدم الخدمة للحاج وذلك تسهيلاً على الحجاج في الوصول الى مقر سكنهم في حالة عدم معرفتهم بأماكنهم. أما وزارة الصحة فقد اتخذت آخر الاستعدادات لاستقبال ضيوف الرحمن في المشاعر المقدسة من خلال تهيئة الخدمات الطبية داخل المشاعر المقدسة ودعمها بالكوادر البشرية والمعدات الطبية المتطورة والأدوية اللازمة وكل ما من شأنه توفير العناية الصحية الطبية الكاملة لضيوف بيت الله الحرام في المشاعر المقدسة ولكل من يحتاج إليها. كما قامت أمانة العاصمة المقدسة بنشر كافة المعدات والآليات الخاصة بالنظافة اضافة الى توفير أعداد هائلة من عمال النظافة وتوزيعهم في الأماكن التي يقطنها الحجاج في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة وذلك للقيام بعمليات التنظيف ورفع المخلفات أولاً بأول لتوفير البيئة الصحية النظيفة المناسبة لضيوف بيت الله الحرام. وفي الجانب الرقابي قامت صحة البيئة منذ وقت مبكر بجولة رقابية على المحلات التجارية كافة في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة والتأكد من سلامة كل الوجبات الغذائية وصلاحيتها للاستخدام الآدمي لها اضافة الى القيام بجولات متواصلة على البقالات والمطاعم والمخابز والأفران وأخذ عينات من الأغذية والمياه للكشف عليها في مختبرات الخاصة بأمانة العاصمة المقدسة. وقد تمكن حجاج بيت الله الحرام يوم أمس من أداء صلاة الجمعة بالمسجد الحرام بكل راحة ويسر وسط أجواء روحانية مفعمة بالخشوع والطمأنينة ترعاهم عناية المولى عز وجل ثم الأعين الساهرة التي تقدم لهم كل مستلزمات الراحة التي وفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حيث أدى أكثر من مليون حاج صلاة الجمعة بالمسجد العتيق. وقد شهدت المنطقة المركزية للحرم الشريف توافد الضيوف منذ الساعات المبكرة حتى يتسنى لهم إيجاد الأماكن داخل الحرم المكي وقد أم المصلين فضيلة الشيخ الدكتور سعود الشريم إمام وخطيب المسجد الحرام. هذا وقد بدأت الجهات الحكومية بالعاصمة المقدسة بالاستمرار في تنفيذ خططها داخل مكةالمكرمة حيث قامت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف بتكثيف جهودها لاستقبال زوار المسجد الحرام من ضيوف الرحمن وهيأت كافة ساحات الحرم والمناطق المحيطة بها لكي تكون جاهزة للمصلين كما قامت بزيادة أعداد الموظفين عند مداخل وأبواب المسجد الحرام لتنظيم دخول وخروج المصلين بالاضافة الى تكثيف الوعاظ والمرشدين من أصحاب الفضيلة والعلماء من أجل استقبال جميع الاستفسارات والإجابة عن التساؤلات الخاصة بالحج وقامت بتجهيز عربات السعي المجانية لتسليمها للعجزة وكبار السن وتوفير نحو ثمانية آلاف حافظة لمياه زمزم ونشر المياه المباركة أمام المصلين حيث يعمل بإدارة سقيا زمزم 29 موظفاً و33 من المؤقتين موزعين على ثلاث ورديات خلال الأربع والعشرين الساعة لمتابعة الأعمال على الوجه الأكمل ومراقبتها والإشراف على تهيئة السقاية داخل المسجد الحرام وتجهيزها. ومن جهتها قامت شرطة العاصمة المقدسة بنشر العديد من رجال الأمن والدوريات على كل الطرق المؤدية الى مكة والمسجد الحرام والاستفادة من الأنفاق والجسور لفك الاختناقات المرورية وتسهيل الحركة المرورية وتوفير أعلى درجات الانسيابية كما منعت الوقوف نهائيا في المنطقة المركزية وتخصيص هذه المنطقة للتحميل والتنزيل فقط.