صَبْرُ يا جُدَةُ إني ساكنٌ قرب بيت الله والسكنى تطيب حالما تسنح لي الفرصة أن آتينّ اليم فالوعد قريب قادني الشوق لشاطيك الذي فيه شَبَّ الحسنُ، ما يوماً يشيب فجمال البحر مستول على حُسُنُك، والناس والجو الرطيب أقبل الموج وفي فورته دَعْوَةٌ للبوح بل دبَّ دبيبْ إنما الَصدرُ لسرِّ العاقل مثل صندوق يُغلفهُ اللبيب أيها الموج وخزت العين من ملحك الذائب والوخز يصيب فلقد آلمت عيني كما ألم الذائب جنبيه المذيب مثلما في الحب محبوبٌ ولم يكن الظن يذوبه حبيب جئت يا أبحر شاطيك فلم أرك اشتقت كما اشتاق الأريب أذكر، أنَّ ريالاً دَسَّهُ أصبعي في الرمل والبحر مهيبُ كلما امتد تعالى جرسُهُ يطرب السمعَ فيشدو العندليب كنت طفلاً وعيون الطفل لا تُكثرُ التحديق بل لا تستجيب كنت بالأمس هنا بل ها هنا بل هنا ألعب والشمس تغيب هل تذكرت الشعاع الأحمر عندما يرمقه الوجه الكئيب؟ والتراب الأبيض الشفاف إذ مرغ الأنف عليه المستطيب؟ وهواء ريحُهُ المسك وفي شمِّه العنبر والعود وطيبُ؟ لكن اليوم تغيّرت فهل تذكريني؟ أم أنا اليوم غريبُ؟