لم يعد سرطان المبيض داء صامتا. إذ فتحت دراسة جديدة الباب أمام الأطباء لمعرفة العلامات الأولية التي تنذر بوجود المرض، في المرحلة التي يمكن فيها علاجه. ونزف لقرائنا الأعزاء هذه المعلومة الحيوية مصحوبة بالنصائح التي يقدمها الخبراء حول الوقت الذي يجب فيه السعي لطلب الرعاية الطبية، على أمل أن تحصل حوالي مئات الآلاف من حالات سرطان مبيض يتم اكتشافها سنويا على العلاج المبكر، عندما يكون الأمل في الشفاء بنسبة 90في المائة. والسبب في صعوبة تشخيص سرطان المبيض في مراحله الأولى أن أعراضه من انتفاخ البطن وتورمه، والشعور بالألم في منطقة الحوض، والإمساك وكثرة التبول يمكن ملاحظتها عند ملايين من النساء غير المصابات بالسرطان. وأخيراً اكتشف الباحثون في مدرسة الطب بجامعة واشنطن طريقة للتفريق بين الحالتين، واحتمال أن تكون تلك الأعراض بسبب سرطان المبايض عندما تحدث فجأة، وتكون أكثر حدة وتكرارا، وتكون الشكوى من أكثر من عرض في وقت واحد. وقالت الدكتورة لين مانديل، الباحثة المشاركة في الدراسة الجديدة، «هناك العديد من العلامات التحذيرية المبكرة مرتبطة ببداية الإصابة بسرطان المبيض. وهو بالتأكيد ليس مرضا «صامتا». وهذه الأعراض شائعة بين كثير من النساء، لكنها أكثر حدة وتتكرر بمعدل أكبر عند النساء المصابات بسرطان المبيض، وهذه الأعراض تحدث عند بداية الإصابة بالداء وتكون في شكل مجموعة من الأعراض المجتمعة، أكثر من حدوث عرض واحد منعزل. وإذا دقق الطبيب الذي تراجعه المرأة بشدة في نوع الأعراض وتكرارها وحدتها، فإنه يستطيع بصورة أفضل التمييز بين احتمال الإصابة بالسرطان القاتل والانتفاخ العادي أو أي أمراض أخرى، حسب ما ذكرت الدكتورة مانديل. وعند الشك في الإصابة بالسرطان تجرى تحاليل للدم، وتؤخذ صور بالكمبيوتر، والموجات الصوتية، وجراحة مجهرية في الخصر لأخذ عينة من نسيج المبيض للتأكد من دقة التشخيص. ويعتبر التشخيص المبكر والجراحة أو العلاج بالأدوية الكيماوية أو الأشعة أمرا حاسما في القضاء على السرطان. ولكن عندما يجد السرطان الوقت الكافي للانتشار ينخفض معدل العيش لمدة خمس سنوات من 90 في المائة إلى 25 في المائة. وسنويا تسعى عشرات الآلاف من النساء للعلاج عندما يكون السرطان في مراحله المتأخرة ويفقدن حياتهن بسببه. وقالت الدكتورة مانديل «قد ترغب النساء المهتمات بالأعراض التي تصيبهن أيضا بحفظ سجل مفصل للأعراض التي يشعرن بها لمدة شهر، ومع تسجيل كل مرة يحدث فيها عرض ورصد حدته على مقياس يتدرج من 1 إلى 5 درجات. وإذا تكررت الشكوى من عرض أوعرضين أكثر من مرتين أو ثلاث مرات في الشهر، فعليهن التفكير في مراجعة الطبيب وجعله ينظر بيان الأعراض التي تنتابهن. وعلى المرأة الاهتمام بوجه خاص بعرض الانتفاخ، وازدياد حجم البطن، وألم البطن والحوض، وكثرة التبول، والإمساك، ويعتبر هذا السجل حاسما في الحوار الذي يدور بين المرأة وطبيبها، وله أهمية لا تقدر بثمن بالنسبة للتشخيص». ولكن الدكتورة مانديل تنصح النساء بعدم القفز إلى النتائج وجعل أنفسهن فريسة للقلق. حيث تقول « من المهم التركيز على أن غالبية النساء اللائي يشكين من تلك الأعراض على قائمتها التي تضم 20 سيدة غير مصابات بسرطان المبايض». وتضيف قائلة، «ومع ذلك تقدم هذه الدراسة الأولية تعريفا للأعراض النموذجية المرتبطة بسرطان المبيض، مما يوفر معلومات قيمة لكل من النساء وأطبائهن. ومن الأفضل دائما العمل على توخي السلامة. فسرطان المبيض مرض قاتل، والكشف المبكر ضروري للحصول على فرصة أفضل للتغلب عليه».