يعتبر مرض الربو أحد الأمراض الشائعة في العالم كله ونسبة المصابين به في ازدياد في جميع دول العالم. والربو عبارة عن نوع من أنواع الحساسية للعوامل الخارجية التي قد يستنشقها المريض وينتج عنها تغيرات داخل القصبات والقصيبات الهوائية وينتج عنها أعراض الربو المعروفة للجميع وكما يعلم القارئ فإن للربو أدوية علاجية تؤدي إلى اختفاء الأعراض وعودة المريض إلى حالته الطبيعية. في هذا المقال أود أن أناقش بعض الظواهر التي واجهتها مع كثير من المرضى وواجهها كثير من الممارسين لمهنة الطب. الظاهرة الأولى هي خوف المرضى من كلمة ربو وعدم تقبلها وفي المقابل سهولة تقبل وصف حساسية في الصدر. أما الظاهرة الثانية فهي عدم تقبل المرضى لحقيقة أن مرض الربو أو حساسية الصدر في كثير من الأحيان مرض مزمن يحتاج لعلاج لفترة طويلة. والظاهرة الثالثة هي اعتقاد بعض المرضى أن علاج الربو يؤدي إلى الادمان بالنسبة للظاهرة الأولى وهي خوف المرضى من اسم الربو فلا أعرف سببه وقد بحثت عن أصل الكلمة في اللغة العربية، حيث يعود أصلها إلى كلمة ربا، والربو هو النفس العالي وتواتر النفس الذي يعرض للمسرع في مشيه وحركته، أي أن كلمة ربو في اللغة العربية تعبر بشكل جيد عن حالة المرض. ما أود ذكره أن بعض المعتقدات لدى المرضى بأن مرض الربو لا يمكن علاجه أو أنه معد أو مقارنته بمرض الدرن، جميعها معتقدات غير صحيحة، فمرض الربو يمكن علاجه بصورة جيدة وتتوفر الكثير من الأدوية لعلاج هذا المرض وبالانتظام على العلاج يمكن أن يعود المريض طفلاً كان أو كبيراً إلى حالته الطبيعية وممارسة الرياضة والعيش كأي إنسان طبيعي. أما بالنسبة للظاهرة الثانية، فعلى مرضى الربو أن يدركوا أن مرض الربو قد يكون مزمناً في كثير من الأحيان أو بمعنى آخر يحتاج للعلاج المنتظم لفترات قد تطول ويحتاج للمتابعة الطبية المنتظمة. فمن المهم أن يدرك مريض الربو أنه لا يوجد علاج يقضي على المرض نهائياً، وهذا ينطبق على أكثر الأمراض الشائعة كمرض السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى الدهون في الدم وغيرها من الأمراض التي تحتاج للعلاج لفترات طويلة، لذلك يجب أن لا يوقف مريض الربو علاجه عند اختفاء الأعراض وأن يستمر في متابعة الحالة من طبيبه والالتزام بالخطة العلاجية التي يضعها الطبيب المعالج لأن ايقاف العلاج يؤدي إلى عودة الأعراض في كثير من الأحيان. وبالنسبة للظاهرة الثالثة فإني اطمئن المرضى بأن أدوية الربو يتم تداولها عالمياً لسنوات عديدة ولم يثبت وجود أي من هذه التخوفات. وفي اعتقادي أن تناول علاج الربو عن طريق الاستنشاق هو أحد أسباب تخوف المرضى من ادمان العلاج وفي الواقع أن جرعة الأدوية التي تتناول عن طريق الاستنشاق أقل بكثير جداً من الأدوية التي يتم تناولها عن طريق الفم مما يجعل احتمال ظهور الأعراض الجانبية أقل بكثير.