أقام مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية مساء الاثنين الماضي وضمن نشاطه الثقافي لهذا الموسم محاضرة بعنوان (العلاقة بين العربية والفصحى والعربية الجنوبية - اللغة الجبالية انموذجاً) القاها الدكتور محمد سالم المعشني أستاذ اللغة العربية بجامعة السلطان قابوس، وقدمهما الدكتور سلطان القحطاني الذي استعرض اسهامات المحاضر العلمية وتحدث عن كتابي الدكتور المعشني «لسان ظفار الحميري» و«إماطة اللثام عن أصول الأرقام». وذكر الدكتور المعشني في بداية حديثه ان اهتمامه بالبحوث والدراسات في مجالي اللغة واللهجات هو اهتمام بالثقافة والمحافظة عليها لأن الدراسات المقارنة تفتح آفاقاً أخرى للباحثين لمعالجة القضايا اللغوية برؤى عربية منهجية. وأوضح ان اختلاف الألسن واللهجات وتنوعها سنة الله عز وجل في خلقه قال الله تعالى: {ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم} بالإضافة إلى الانعزال الجغرافي والصراعات في جزيرة العرب والهجرات وتعاقب الممالك والدول والحضارات. وأضاف الدكتور المعشني بأن اللسان العربي بدأ عند جرهم ثم تدرج عبر القبائل العربية حتى وصل إلى أعلى مستوى وأفضل صورة بنزول القرآن الكريم على محمد صلى الله عليه وسلم. وأكد على أن اللغة الجبالية مرتبطة باللغة العربية التي تسمى لسان ظفار الحميري حيث تنحدر من لغة حمير، وعلل الدكتور المعشني بقاء هذه اللغة بسبب البعد الجغرافي لمنطقة ظفار وانعزال القبائل التي تتحدث بها وتوافر أسباب اعتمادهم على الذات مثل الزراعة والصناعة وغيرها، كذلك نفورهم وانعزالهم بسبب الصراعات المتتالية. بعد ذلك استعرض أقوال العلماء والمؤرخين في هذه اللغة، وفي نهاية الأمسية ساهم الحضور بمداخلاتهم وأسئلتهم.