تمكن مراهق أمريكي من ولاية فلوريدا من الوصول سراً إلى العراق هذا الشهر للوقوف على ويلات الحرب عن كثب. ومول المراهق فارس حسن-61 عاماً- رحلته التي استغرقت ثلاثة اسابيع من مدخراته الخاصة التي جمعها من تجارة الأسهم حسب رواية والدته شاثا عطية من فورت لودرديل بولاية فلوريدا. وقال شقيقه الأكبر حيدر حسن بان فارس غادر ساوث فلوريدا في يوم 11 ديسمبر ليصل إلى مدينة الكويت جواً ومن هناك توجه براً إلى العراق والذي وصله في يوم 25 ديسمبر. وقال بان المسئولين الأمريكيين قاموا باستجواب فارس في العراق قبل ان يسمحوا له بالعودة إلى عائلته. وكانت عائلة فارس قد علمت بمغامرته من الرسائل الإلكترونية التي بعث بها بعد وصوله إلى مدينة الكويت والتي طلب منهم فيها عدم الانزعاج من غيابه لانه سيعود حالاً. وذكّر فارس شقيقه الآخر مهدي حسن بان لا ينسى إطعام قطته اثناء غيابه. وكتب فارس الذي هاجر والداه من العراق قبل عشرات السنوات في مقال بأنه يشعر ب «الذنب» لانه يعيش في منزل كبير ويقود سيارة جميلة ويذهب إلى مدرسة مرموقة ويريد أن يقف بنفسه على المصاعب التي تواجه العراقيين ومساعدتهم في «إعادة بناء حياتهم» حتى لو يعني ذلك المخاطرة بحياته. وقال حيدر حسن بان شقيقه فارس استغل سيارة أجرة من الكويت إلى الحدود العراقية وحاول التسلل عبر الصحراء ولكنه لم ينجح في ذلك بسبب الإجراءات الأمنية المشددة. وإثر ذلك قام فارس بالاتصال بوالده الذي رتب له زيارة عائلة أحد أصدقائه في بيروت لمدة أسبوع والتوجه من هناك إلى بغداد جواً. وبالفعل تمكن فارس من الحصول على تأشيرة دخول إلى العراق بسبب أصوله العراقية. وقال والده رضا حسن لصحيفة (صن سنتنيل) الصادرة في ساوث فلوريدا بأنه شعر بان عدم تحقيق فارس لرغبته ربما تترك أثرا في نفسه وتصيبه بالإحباط ولهذا لم يأمره بالعودة فوراً. وقال القنصل الأمريكي العام في العراق ريتشارد هيرمان لوكالة الأسوشيتد برس أمس الأول(الجمعة) بان فارس غادر بغداد إلى موطنه وجدد تحذير وزارة الخارجية الأمريكية لمواطنيها بعدم السفر إلى العراق. وقال رضا حسن وهو طبيب تخدير بأنه كان ينوي اخذ فارس إلى العراق في الصيف القادم. وبعد قضاء ليلتين بأحد فنادق العاصمة العراقية زار فارس مكتب الوكالة في بغداد ليحكي للعاملين به عن تجربته. وسارع العاملون بالمكتب بالاتصال بالسفارة الأمريكية في بغداد والتي أرسلت بدورها فريقا أمنيا منها التقط فارس ورتب عودته إلى بلاده. وقال حيدر حسن بان اخاه فارس مثالي التفكير ومهووس بالتاريخ والسياسة ويأمل في الالتحاق بجامعة هارفارد أو معهد مساشوستس للتقنية. واشار إلى ان فارس عبر من قبل عن رغبته في زيارة بغداد غير انهم لم يحملوا الأمر على محمل الجد. وقال فارس بانه يعرف بالضبط ما سيقوم به عند عودته «تقبيل الأرض وحضن الجميع». ٭ (نيو يورك تايمز)