أعرب رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة عن إدانته واستنكاره الشديد للتطورات العسكرية التي شهدتها الأراضي والأجواء اللبنانية والتي تمثلت بإطلاق الصواريخ عبر الحدود الجنوبية الدولية للبنان وبالغارة المعادية للطيران الإسرائيلي على تلال بلدة الناعمة وباستمرار التحليق المعادي لهذا الطيران في أكثر من منطقة لبنانية. واعتبر الرئيس السنيورة أن هذه الأعمال، إطلاق الصواريخ والغارات الإسرائيلية والانتهاكات الجوية هدفها في النهاية زعزعة الاستقرار في لبنان وصرف النظر عن الجهود المبذولة لمتابعة الحوار الداخلي حول القضايا والمسائل التي تهم اللبنانيين وجر لبنان إلى معارك تلهيه عن قضاياه الأساسية الملحة. وشدد في المناسبة على ضرورة «أن يبادر الأخوة الفلسطينيون إلى إدانة واضحة لهذه الأعمال، وأن يعملوا بقوة وفعالية وصدق للتعاون مع الحكومة اللبنانية لتطبيق قرار مجلس الوزراء رقم 41/ تاريح 13/10/2005م بما في ذلك إيجاد آلية محددة لإنهاء تواجد السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، باعتباره مسألة تحظى بدعم واهتمام جميع اللبنانيين وكونه يمس المصالح الوطنية العليا للبنان، خاصة أن استمرار تواجد هذا السلاح خارج المخيمات لا يخدم إلا مصلحة العدو الساعي إلى ضرب استقرار لبنان. ورأي الرئيس السنيورة أن التطورات العسكرية الأخيرة تثبت مرة أخرى صوابية موقف الحكومة اللبنانية في هذا الشأن، مشيراً إلى التداعيات المتأتية عبر المحاولات التي يقوم بها البعض لتبرير استقرار تواجد السلاح الفلسطيني خارج المخيمات أو المماطلة والاستنكاف عن معالجة هذا الموضوع بصورة كاملة ونهائية. وأكد أن الأخوة الفلسطينيين يدركون نيات العدو المبيتة، وبالتالي يجب أن يكونوا بتصرفاتهم أكثر الأطراف وعياً وحرصاً على تفويت الفرصة على أعداء لبنان وأعداء القضية الفلسطينة، وأن يقفوا حائلا دون من يحاول أن يقوم بهذه الأعمال، وأن يعملوا على دعم الاستقرار في لبنان خدمة لمصالحهم ومصلحة قضيتهم المقدسة. من ناحية أخرى أصدر مركز الأممالمتحدة للإعلام في بيروت بياناً أشار فيه إلى أن الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان غير بيدرسون أعرب عن بالغ قلقه تجاه إطلاق صواريخ من قبل عناصر غير محددة ليل أمس (الأول) من الأراضي اللبنانية عبر الخط الأزرق في اتجاه إسرائيل، وتم التأكد أن أربعة صواريخ، على الأقل، أطلقت من داخل لبنان مما أدى إلى أضرار مادية جسيمة في منطقة سكنية في بلدة كريات شمونه. ردت إسرائيل بغارة عند الساعة الرابعة والنصف صباحاً على منطقة الناعمة حوالي 12 كيلو متراً جنوببيروت. وحث بيدرسون مرة أخرى حكومة لبنان على نشر سلطتها على كل الأراضي اللبنانية، وأن لها القرار الحصري باستعمال القوة. مذكرا جميع الأطراف أن خرقاً واحداً لا يبرر خرفاً آخر، ودعاهم إلى الامتناع عن أي تصعيد إضافي.