رفعت المصالح الأمنية المغربية من درجة تأهبها بمناسبة قرب حلول احتفالات رأس السنة الميلادية خاصة بعد ثبوت استهداف تنظيم القاعدة للمغرب. وكانت التحقيقات مع خلايا تابعة لتنظيم القاعدة تم تفكيكها مؤخرا كشفت عن مخطط إرهابي بضرب مصالح ومراكز سياحية خلال أعياد رأس السنة الميلادية. وشددت المصالح الأمنية من مراقبتها لمجموعة من المراكز السياحية خاصة في مدن مراكش وأغادير والدار البيضاء والتي تعرف توافدا مهما للسياح الأجانب في هذه الفترة بالذات. وتم تجهيز جل الفنادق والمركبات السياحية بكاميرات مراقبة بالإضافة إلى الحراسة الأمنية المشددة. ورغم تفكيك خلايا تابعة لما يسمى «جماعة الدعوة والجهاد» التي تشكلت بحسب المصادر الأمنية بدعم من تنظيم القاعدة ووضع أغلب عناصرها رهن الاعتقال وإخضاعهم لتحقيقات دقيقة فإن التهديد بالقيام بأعمال تخريبية بحلول رأس السنة الميلادية لا يزال قائما. وكشفت مصادر أمنية أن مشتبهاً فيهم لا يزالون في حالة فرار ، وهناك آخرون لم يتم الكشف بعد عن نواياهم الإرهابية يخشى قيامهم بأعمال تخريبية بهذه المناسبة، وأضافت ذات المصادر أن ذلك استدعى يقظة دائمة للمصالح الأمنية وتأهبا مستمرا وتشديد المراقبة على المشتبه فيهم. وكانت أعطيت تعليمات بإعادة اعتقال عدد من المفرج عنهم من «تيار السلفية الجهادية» وإخضاعهم للتحقيق من جديد بعد تفكيك خلية «جماعة الدعوة والجهاد» التي قالت المصادر الأمنية إن لها علاقة بمنتمين لتيار السلفية الجهادية تم الإفراج عنهم مؤخرا بعد عفو من العاهل المغربي. وتفيد المعلومات الأمنية أن المصالح الأمنية نجحت في تفكيك هذه الخلية الخطيرة بفضل معلومات تلقتها من استخبارات أجنبية.وفي الإطار نفسه توجه في جولة أوروبية تضم بلجيكا وفرنسا وإسبانيا وهولندا قاضي التحقيق المغربي المكلف بقضايا الإرهاب من أجل الاستماع إلى متهمين بالعلاقة مع الإرهاب من أصول مغربية معتقلين في تلك الدول. وبحسب المعلومات التي حصلت عليها «الرياض» فإن مجموعة من المشتبه فيهم في هذه الدول تم استقطابهم من طرف تنظيم القاعدة في إطار مخطط يرمي إلى تشكيل قاعدة خلفية لهذا التنظيم في شمال إفريقيا يصدر المقاتلين إلى العراق. ويشار إلى أنه في بلجيكا وحدها يوجد حوالي 13 متهما من أصل مغربي يعرضون على القضاء لهم صلة بتنظيم القاعدة تم اعتقالهم مؤخرا وهم متابعون بتهمة التخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية في بلجيكا وهولندا. وأعدت السلطات المغربية لائحة بأسماء مغاربة كانوا توجهوا إلى سوريا بينهم طلبة يتابعون دراستهم في المعاهد الدينية بدمشق يشتبه في أن بعضهم شكل خلايا لتصدير المقاتلين إلى العراق. وتلقت السلطات السورية استفسارات من عدة دول من بينها بلجيكا وفرنسا بعد ورود معلومات تفيد بأن معتقلين لديها مغاربة يحملون جنسيات هذه الدول، إلا أن السلطات السورية نفت ذلك وأوضحت أن ليس في سجونها معتقلون يحملون جنسيات أوروبية. ومن بين أخطر العناصر الذين تبحث عنهم السلطات البلجيكية والمغربية شخص مغربي يعتقد أنه وراء استقطاب الانتحارية البلجيكية زوجة المغربي (عصام غوريس) والتي كانت فجرت نفسها في العراق بعد أن قتلت قوات المارينز الأمريكية زوجها في بعقوبة. واختفى هذا الشخص مباشرة بعد تنفيذ الانتحارية البلجيكية لعمليتها ضد القوات الأمريكية وكان أقام في سوريا مدة أربع سنوات عمل خلالها على استقطاب مقاتلين للعراق. في السياق ذاته ينتظر أن ترحل السلطات السورية إلى المغرب قريبا ثلاثة مغاربة معتقلين لديها في سجن بضواحي دمشق. ووجهت إلى المعتقلين تهم الإقامة غير المشروعة بسوريا وتشكيل خلية تهدف إلى استقطاب مقاتلين إلى العراق.