يتفق أكثر المربين على أن التخطيط المسبق لدرسنا اليومي يُعد من أهم العوامل التي تلعب دوراً مهماً في مساعدة المعلم على تنظيم درسه، وتحديد أهدافه، وحسن تنفيذه، بينما يختلف بعض المربين فيما بينهم حول إعداد الخطة، إذ يصر بعضهم على ضرورة كتابة خطة مفصلة، ويعتبر آخرون أن كتابة العناصر المختصرة أمر كاف، وترى فئة ثالثة أن التخطيط لدرسنا اليومي هو مسألة فردية وأن المهم في الأمر هو ما يحدث فعلاً داخل غرفة الصف، ويذهب فريق رابع إلى أن وجود خطة قد يعيق المعلم ويحد من مواهبه الإبداعية لأنها تقضي على عنصر الإبداع لديه. وهذه الإشكالات السابقة هي محط اهتمام المعلمين، وكثيراً ما تكون هي محور استفساراتهم نظراً لأهميتها بالنسبة إليهم، ولمناقشة وجهات النظر السابقة من حيث الاتفاق والاختلاف ينبغي أن نسأل أنفسنا هل التخطيط لدرسنا اليومي مهم بالنسبة للمعلم؟ لا شك أن تحقيق النجاح في مجال التدريس يعتمد بصورة أساسية على التخطيط الجيد لهذا العمل، حيث إن المعلم يضطلع بمسؤوليات جسام تتمثل بإعداد الإنسان الصالح المنتمي المتميز المتسلح بكل متطلبات العصر، لذا فإن التخطيط لدرسنا اليومي يُعد حجر الأساس لتحقيق الأهداف التربوية المنشودة. أما ما أشير إليه بأن وجود الخطة قد يعيق المعلم ويحد من مواهبه الإبداعية فإن ذلك قد يتحقق إذا جمد المعلم على خطته أثناء التنفيذ، وأما إذا كانت الخطة مرنة بحيث يجري المعلم فيها ما يلزم من التعديلات ليتمكن من مواجهة المواقف المستجدة أثناء التنفيذ فلا يكون ذلك وارداً، أما تفصيل الخطة أو اختصارها فليس ثمة ما يدل على أن أحدهما يفضل الآخر، ويختلف ذلك من معلم لآخر، وليس شرطاً أن يسجل المعلم في خطته كل ما يطلع عليه أثناء رجوعه إلى المادة العلمية والمصادر والمراجع، لأن ذلك قد يرهقه لكثرة الحصص التي يشرف عليها على افتراض أنه قد يدرس ما لا يقل عن أربع حصص يومياً، وأما ما تشتمل عليه الخطة فيمكن حصره في خمسة عناصر: الأهداف، والأساليب، والوسائل، والأنشطة المقترحة لتحقيق الأهداف، ووسائل تقويم مدى تحقق الأهداف، والزمن، وأخيراً التغذية الراجعة، حيث إن الأهداف هي الأساس لكل موضوع وفي ضوئها يستطيع المعلم أن يحدد أساليبه ووسائله وأن يقوم عمله، وأما الأساليب والأنشطة، فهي الأرضية التي يسير عليها المتعلم ليتوصل إلى الأهداف المرجوة من الدرس، ولهذا لا بد أن يحدد المعلم الأهداف التي يجب أن يتوجه إليها الطلاب، وماذا يتوقع منهم أن يفعلوه ليحققوا هذه الأهداف، وكيف يجب عليهم عمل ذلك، ولا تقاس المسألة بكثرة الأهداف أو قلتها، ولكن بما يتحقق منها في الدرس. كما أنه من المهم جداً التركيز على ما يسمى بمنطلقات الخطة - حتى إذا كانت الخطة قصيرة لدرسنا اليومي - أو على الأقل رسم ذلك في ذهن المعلم مثل: ٭ الابتعاد عن النمطية والتكرار ومحاولة الإبداع في الخطة لدرسنا اليوم وأن يكون التدريس من خلال إعدادها ممتعاً. ٭ تجويد عملية التدريس. ٭ التركيز على المتعلم باعتباره المحور الأساس للعملية التربوية، والعناية بتنمية شخصيته بصورة شمولية. ٭ اعتبار الجانب القيمي والسلوكي ركيزة أساسية في بناء شخصية المتعلم. ٭ مواكبة التطورات المعاصرة في بناء المعلوماتية واستخدام التقنية. ٭ الإفادة من التغذية الراجعة من تقييم المعلم اليومي لخطته. وإذا ما تحقق هذا الأمر من قبل المعلمين فإنهم بذلك سيتفقون على أهمية إعداد الخطة وربما يبتعدون عمّا يسمى بالاختلاف عن (هم وروتين التحضير). ٭ رئيس قسم التربية الوطنية