علمت «الرياض» من مصادر قريبة من التحقيقات أن «جماعة التوحيد والجهاد» التي تم تفكيكها منذ أسابيع وأحيل عناصرها على قاضي التحقيق المختص في قضايا الإرهاب كانت تستهدف تصفية شخصيات سياسية وثقافية معروفة في المغرب كما ربطت اتصالات مع جماعات متطرفة أجنبية خاصة في إسبانيا من أجل التنسيق لضرب مصالح مغربية وإسبانية حيوية. وقالت المصادر إن الجماعة المذكورة وضعت مخططها القاضي بتصفية شخصيات سياسية وثقافية رأت أنها «تحارب الإسلام» و«تنشر الزندقة وتشجع على الانحلال وسط المجتمع». ولم تفصح الجهات الأمنية عن لائحة الشخصيات التي تعتزم «جماعة التوحيد والجهاد» تصفيتها مكتفية بالإشارة إلى أن أغلب عناصرها ممن يحاربون التطرف في البلاد. وكان قادة من حزب الاتحاد الاشتراكي تلقوا تهديدات عبر رسائل إلكترونية من الجماعة المذكورة. ونعتت الرسالة القادة الاشتراكيين ب «الكفر» و«الزندقة». وكانت الجماعة تعتزم التنسيق مع خلايا متطرفة تشكلت في إسبانيا تابعة هي الأخرى لتنظيم القاعدة من أجل ضرب مصالح حيوية مغربية وإسبانية. وذكرت المصادر أن العمليات التي تم الإعداد لتنفيذها كانت مبرمجة خلال الاحتفال بأعياد رأس السنة الميلادية. ويذكر أن المغرب وإسبانيا كانا دخلا في تنسيق لمكافحة الإرهاب في شمال إفريقيا وإسبانيا منذ تفجيرات الدارالبيضاء الإرهابية وتعزز هذا التعاون بعد تفجيرات مدريد. وكان اتهم في الوقوف وراء هذه التفجيرات مهاجرون مغاربة. وفي نفس الإطار ذكرت مصادر صحافية إسبانية أن خلايا تابعة لتنظيم القاعدة تم توقيف أغلب عناصرها وضعت هي الأخرى مخططا للقيام بعمليات إرهابية خلال رأس السنة الميلادية. ولم يتسن معرفة ما إذا كانت الخلية التي تشكلت في إسبانيا هي نفسها التي كانت دخلت في تنسيق مع الخلية المغربية التي تم تفكيكها منذ أسابيع. وعلمت «الرياض» من مصادر مسؤولة أن فريقا من المحققين انتقل إلى إسبانيا من أجل التنسيق والتعاون في التحقيقات الجارية مع الخلية الإسبانية. وكان قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بالرباط قام بجولة في عدد من الدول الأوروبية التي يعتقل فيها مغاربة متهمون بالإرهاب من أجل التحقيق معهم وفق الإنابة القضائية التي أصبح معمولاً بها مؤخرا خاصة في قضايا الإرهاب. وقالت مصادر عليمة إن نتائج التحقيقات أفضت إلى معرفة أمور مهمة متعلقة بتورط عدد من المهاجرين المغاربة في خلايا إرهابية وكذا المخططات التي كانت تعتزم تنفيذها. وذكرت ذات المصادر أن المصالح الأمنية المغربية رفعت من درجة تنسيقها مع نظيراتها في تلك الدول الأوروبية حتى يتم توقيف باقي المشتبه فيهم ومنهم من ذكرت أسماؤهم في التحقيقات. وأضافت المصادر أن مذكرة بحث دولية ستصدر قريبا تضم لائحة تحمل أسماء المبحوث عنهم ممن يشتبه في تورطهم في الإرهاب.