نشرت مجلة وايرد (wired) الشهيرة مقالا عن (أنظمة تقييم الأساتذة في الجامعة) ، حيث تحدث المقال عن موقع يدعى قيم أستاذك RateMyProfessors الذي يحتوي على أسماء أساتذة في 5000 مؤسسة تعليمية في أمريكا وتحتوي على أكثر من 4 ملايين تقييم للأساتذة في المعاهد التعليمية و الجامعات .. وتحدث المقال عن كيف اكتسب الموقع شهرة واسعة خلال الست سنوات الماضية منذ بدايته كفكرة من طالب اسمه Swapceinski في جامعة ولاية سان جويس San Jose تذمر من تصرف أحد الأساتذة معه مما دفعه لخلق الموقع وطلب آراء الطلبة في أستاذهم.. وقد اكتسب الموقع شعبية واسعة خلال هذه السنوات لأنها تعتبر مرجعا للطلبة المقبلين على أخذ كورس دراسي عند أستاذ معين.. حيث يقوم معظم الطلبة بالرجوع للموقع لرؤية الترشيحات وقراءة التعليقات عن أستاذ معين.. حتى أن الموقع قد يضع بعض الرموز المضحكة كصورة (فلفل حار) أمام أحد الأساتذة للدلالة على عصبيته. وبعد أن اكتسح موقع Swapceinski شعبية كبيرة بين أوساط الطلبة، يعمل Swapceinski الآن على بناء نظام شامل لتقييم الأشخاص المحترفين مثل الأطباء أو المحامين أو السائقين وغيرهم في أمريكا. أيضا قام بعض الأساتذة في علم النفس والاجتماع بدراسة الموقع لمعرفة بعض الأسباب التي دفعت بالطلبة للتعليق علاوة على ذلك وجدت الدراسة أن الطلبة المحايدين غالبا لا يقومون بالترشيح!! فقط الطلبة الذين يفضلون أستاذاً معيناً أو على العكس يكرهونه هم الذين يرشحون ..مما يجعل الموقع معتمداً على نظرة غير محايدة (عاطفية أحيانا). وطبعا فكرة التشهير على الملأ لم تناسب بعض الأساتذة.. ولكن هذه هي إفرازات الديمقراطية.. يدفعنا ذلك للتساؤل عن جدوى وضع موقع مشابه لتقييم الأساتذة في الجامعات العربية ولتكن المملكة مثلا: هل ستنجح مثل هذه الفكرة؟ هل سيفيد هذا النظام في تقييم جودة المدرسين في الجامعات أو حتى مدارس التعليم العام وهل سيعمل الموقع على تشجيع الأساتذة على بذل مزيد من الجهد (والإخلاص) في عملهم في ظل غياب هيئات رقابية عليا في كل جامعة لقياس مدى جودة التعليم؟ إن أنظمة تقييم الأساتذة الورقية »طبعا« موجودة في الجامعات وتوزع الآلاف منها كل نهاية فصل على الطلبة لتقييم الأستاذ، ولكن نتائج هذه الأنظمة تبقى حبيسة الأدراج ولا تصل للأستاذ إلا نادراً وحتى إن وصلت فهي لا تحرك ساكناً!!. [email protected]