منذ عامين أنتج التلفزيون السعودي الجزء الثاني من مسلسل (خلف خلاف) والذي شارك فيه عدد من النجوم السعوديين وهم حسن عسيري وبشير الغنيم وفيصل العيسى وإبراهيم جبر وإبراهيم السويلم وعلي السبع وعلي إبراهيم ونجوم آخرين من الخليج والوطن العربي وهم الفنان القدير محمد الجناحي والفنانة سعاد علي والفنانة عبير أحمد وآخرين. هذا المسلسل الذي أنتج وصور في الاردن تم بناء قرية خاصة له وديكورات كاملة حيث تدور الاحداث في زمن غير واضح وقد أخترع له الملابس والاكسسوارات وينطبق عليه مسمى المسلسلات الفنتازية. هذا المسلسل وحسب تقديرات عدد من المتابعين للإنتاج التلفزيوني يرجحون انه كلف 3 ملايين ريال تقريباً إذ لم يكن أكثر. ولكن لم يبث هذا المسلسل على القناة السعودية ولا على أي قناة اخرى وقد أشيع أن السبب هو وجود عدد من المشاهد التي ترمز لعدد من الاحداث الدولية الحالية وهذه الرموز كانت سبب عدم عرض المسلسل، وهذا يثير عدداً من التساؤلات وهي إذا كانت هذه الرموز سبب منع المسلسل من العرض لماذا لم يعترض جهاز الرقابة في التلفزيون قبل تصوير المسلسل واضاعة هذه الملايين في مسلسل غير قابل للعرض. والتساؤل الثاني هو هل كانت هذه الرموز خطيرة جداً وقد تضر بالدراما السعودية في ظل وجود مسلسلات عديدة تناولت هذه الاحداث وبمبشارة في الطرح وبدون رموز وهل كان دور الرقابة مغيباً كلياً عندما قدم النص للتلفزيون. ومن ناحية اخرى عرض التلفزيون السعودي خلال شهر رمضان مسلسل (خارطة أم راكان) ومن خلال العنوان فقط يستطيع المشاهد أن يستشف مدلولات العنوان الذي لا ينقصه سوى حرف الياء ليصبح خارطة أمريكان مع حزف الألف ويمكن نطقها كالتالي خارطة أمركان. وقد حوى المسلسل اسقاطات سياسية عديدة ولم يتعرض للمنع أو التقطيع في المونتاج حيث تدور القصة حول عبير أحمد التي تهيمن وتسيطر على المنزل ولديها ابن صغير هو راكان تحاول أن تحميه وترعاه رغم ما يفعله مع اخوته في المنزل من مواقف سيئة وأخوته هم من أبوه الذي وقف عاجزاً عن خطط أم راكان وحاول الابتعاد والانعزال عن مشاكل المنزل حيث قامت أم راكان بهدم الجدار الواقع بين منزلها ومنزل أم زوجها لتوسع الملعب لابنها الصغير كل هذه الرموز قدمت على التلفزيون ولم تمنع ولكن منع مسلسل (خلف خلاف).. هل قام المخرج عامر الحمود بمعالجة أكثر تمويهاً من أجل تمرير اسقاطاته في الوقت الذي فشل مسلسل (خلف خلاف) بالقيام بمثل هذا النوع ووقع في فخ المباشرة؟.. ربما يكون هذا السبب ولكن هل وصلت الرسالة للجمهور؟ هذا هو الأهم.