حذرت الدكتورة ايمان بنت صالح اسماعيل رئيسة قسم التغذية في كلية التربية بمنطقة جدة من انخفاض مستوى الرضاعة الطبيعية بين الامهات السعوديات، بعد انتشار بدائل حليب الام في المستشفيات الحكومية بمباركة وزارة الصحة، وطالبت الدكتورة اسماعيل بزيادة الرقابة على التموين الطبي والمستشفيات لعدم قبول أي عينة مجانية من بدائل حليب الام. وقالت ان الرضاعة الطبيعية تعتبر طريقة لا تضاهيها طريقة لتقديم الغذاء للرضيع، ويعد حليب الام الغذاء الافضل لتغذية الرضيع وتطوره الامثل، اضافة الى الاعتبارات الغذائية والنفسية للرضاعة الطبيعية والتي بدورها تزود الرضيع بالمناعة ضد الامراض الخاصة بالانسان في وقت يكون فيه اشد احتياجاً للوقاية من الامراض. وأوصت الدكتورة ايمان (دكتوراه في الرضاعة الطبيعية) على تغذية الرضيع من حليب الام خلال الاربعة الى الستة اشهر الاولى بعد الولادة ثم تضاف الاغذية التكميلية مع الاستمرار في الرضاعة الطبيعية، واشارت الى ان المؤسسات العلمية والصحية وكذلك الجمعيات الصحية والتغذوية المهتمة بصحة الرضيع والاطفال مثل مؤسسة الاممالمتحدة لرعاية الطفولة وجمعية الحمية الأمريكية والاكاديمية الأمريكية للاطفال ومنظمة الصحة العالمية توصي بالاقتصار على الرضاعة الطبيعية في تغذية الرضع طيلة الشهور الستة الاولى من العمر لتحقيق المستوى الأمثل للنمو والتطور والصحة، وبعد ذلك ينبغي ان يتناول الاطفال تغذية تكميلية ملائمة لتلبية احتياجاتهم للنمو مع الاستمرار في الرضاعة الطبيعية حتى سن عامين او ما بعد هذه السن. واضافت: انه في اوائل التسعينات من القرن الماضي تبنت منظمة الصحة العالمية واليونيسيف مبادرة المستشفيات الصديقة للاطفال على مستوى دول العالم ومنها المملكة العربية السعودية لزيادة نسبة ومدة الرضاعة الطبيعية، وتؤكد هاتان المنظمتان على ان يتم تطبيق المدونة الدولية لقواعد تسويق بدائل حليب الام وصدر قرار مجلس الوزراء الموقر رقم 260 وتاريخ 18/9/1425ه القاضي بالموافقة على نظام تداول بدائل حليب الام وكذلك المرسوم الملكي الكريم رقم م/49 وتاريخ 21/9/1425ه الصادر بالمصادقة عليه، وتنص المادة الثالثة عشرة من «نظام تداول بدائل حليب الام» على التالي: على مؤسسات الرعاية الصحية عدم قبول أي عينة مجانية او منخفضة الاسعار من حليب الاطفال الرضع واغذيتهم للحد من انتشار بدائل حليب الام، وتلعب المؤسسات الصحية الحكومية وغير الحكومية دوراً اساسياً في مدى انتشار الرضاعة الطبيعية وقد لوحظ في السنوات الاخيرة انخفاض في نسبة الرضاعة الطبيعية. وأكدت الدكتورة اسماعيل ان من أبرز عوامل هذا الانخفاض توفر عينات مجانية من بدائل حليب الام السائل في المستشفيات الحكومية وغير الحكومية. وذلك لأسباب شخصية او نظير خدمات يشوبها الشك بين بعض الشركات (التي لا يهمها غير المصلحة المادية) وبين ضعاف النفوس من العاملين في المجال الصحي، وقالت: ان بدائل حليب الام السوائل متوفرة بالتموين الطبي وشركات محدودة ومن ثم تورد الى المستشفيات الحكومية ان لم تورد اليها مباشرة، وفي كلا من الحالتين فهي متوفرة وموجودة في المستشفيات الحكومية في حين لا يوجد بند للشراء المباشر وكذلك لا توجد مناقصات عامة طرحت وبالتالي فمن أين الفواتير لاثبات شرائها؟ والمشكلة تكمن في ان الامهات عندما تقدم لهن العينات المجانية من بدائل حليب السائل تعتقد انها الطريقة الصحيحة الامثل لتغذية الرضيع وخصوصاً انها مقدمة او موزعة من المستشفيات ومن ثم تنخفض نسبة الرضاعة الطبيعية حيث تعتمد عليها بعد خروجها من المستشفى بعد الولادة.