مع تصاعد وتيرة التهديد الإسرائيلي بالرد الموجع والمؤلم على قصف المقاومة الفلسطينية لمواقع حساسة داخل الخط خلال الأيام القليلة الماضية، وإصابة خمسة جنود إسرائيليين، وفي الوقت الذي يجري فيه الحديث عن نية سلطات الاحتلال الإسرائيلي شن عدوان على قطاع غزة، على غرار العدوان الذي شنته حكومة شارون على الضفة الغربية في 29 آذار 2002، ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن وزير الحرب الإسرائيلي شاؤول موفاز اصدر قرارا واضحا للأجهزة الأمنية الإسرائيلية في ختام جلسة التقييم الأسبوعية التي أجراها يوم الخميس الماضي، بإقامة حزام امني شمال قطاع غزة يمنع فيه تحرك الفلسطينيين تماما في الوقت الذي سيتم فيه تصعيد عمليات الاغتيال والقصف والعمليات النوعية المحدودة. وقالت الإذاعة ان موفاز أصدر تعليماته بمواصلة قصف مواقع في العمق الفلسطيني في قطاع غزة ضد أهداف مرتبطة بإطلاق صواريخ القسام وتصعيد عمليات الاغتيال فيما قامت قوات الاحتلال بإطلاق نيران المدفعية بكثافة باتجاه مواقع المستعمرتين اللتين تم إخلاؤهما في إطار خطة فك الارتباط، دوغيت، وإيلي سنياي، بذريعة أن الفلسطينيين يستغلون خرائب المستعمرات كملاذ للخلايا التي تقوم بإطلاق صواريخ القسام. وأشارت إلى أنه على غرار الحزام الأمني الذي أقامته قوات الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان، سابقاً، يبدو أنها تسعى إقامة ما يشبه الحزام الأمني في شمال قطاع غزة، وآخر في جنوب القطاع بذريعة وقف عمليات إطلاق صواريخ القسام. كذلك تقرر أيضا بأن يقوم جيش الاحتلال بتنفيذ عمليات لتقييد حرية حركة الفلسطينيين في المناطق التي يشتبه بأنه يتم إطلاق الصورايخ منها، ومواصلة سياسة الاغتيالات ضد عناصر المقاومة الفلسطينية، كما أشارت المصادر إلى أنه لم يتم اتخاذ قرار بتنفيذ عملية عسكرية برية في قطاع غزة. من جهتها قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي يبني حزاماً أمنياً آخر في العمق الفلسطيني في شمال وجنوب قطاع غزة، حيث يتم إطلاق صواريخ القسام باتجاه جنوب عسقلان والقواعد العسكرية المجاورة، وجنوب النقب زاعمة أن من شأن إقامة مثل هذا الحزام تقليص إطلاق الصواريخ إلا أنه لن يمنعها بشكل مطلق حسب الصحيفة. ونقلت الصحيفة عن قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قولهم ان الأضرار والإصابات جراء الصواريخ قليلة نسبيا، ولكن الضرر الإعلامي كبير حيث يستهتر الجهاد الإسلامي حسب الصحيفة بتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي وكبار رجالات جهاز الأمن الإسرائيلي الذين زعموا قبل فك الارتباط في أنه بعد الانسحاب من غزة لن تحتمل إسرائيل إطلاق النار على أراضيها. وقالت الصحيفة ان جيش الاحتلال تبنى خطة تقضي بتحويل اراض في شمال غزة من حيث تطلق النار في الايام الاخيرة الى «منطقة نقية» والهدف هو ايجاد «حزام أمني» بالتحكم من بعيد عن طريق الطيران وسفن من سلاح البحرية الاسرائيلي وجنود من الوحدات المختارة الخاصة الذين سيحاولون صيد مطلقي الصواريخ فيما يعرف بالمناطق النقية حسب الصحيفة. وقالت صحيفة معاريف الاسرائيلية ان الجهاز الامني الاسرائيلي قرر تصعيد عمليات التصفية ضد رجال الجهاد الاسلامي وغيرها من المنظمات التي لا تلتزم بالتهدئة مثل كتائب الاقصى ولجان المقاومة الشعبية. وذكر الناطق العسكري باسم جيش الاحتلال في حديث للإذاعة الإسرائيلية، بأنه سيتم إبلاغ السلطة الفلسطينية، أن حركة الفلسطينيين تحظر تماما في منطقة إطلاق القسام، بما في ذلك دخول افراد من الشرطة الفلسطينية إلى هناك وإذا ما شوهدت شخوص مشبوهة في المنطقة، فان الجيش الاسرائيلي سيضربها من البحر، ومن الجو أو من قبل قوات برية خاصة. وقال: ان جيش الاحتلال سيعرض على السلطة الفلسطينية الخرائط التي تشير إلى المناطق الدقيقة التي سيحظر على الناس الدخول إليها فيما ستنقل رسالة فرض القيود على الحركة إلى السكان الفلسطينيين من خلال طائرات سلاح الجو الإسرائيلي. من جهة أخرى، لم تمنع الاحوال الجوية الماطرة والباردة اهالي قرية بلعين غرب رام الله ومن معهم من متضامنين اجانب واسرائيليين من المرابطة على اراضيهم المهددة بالجدار وبآلاف الوحدات الاستيطانية، وخرجوا ظهر امس في تظاهرة حاشدة حيث اصطدموا مع قوات الاحتلال التي اعتدت عليهم بوحشية. وكانت الليلة الفائتة شهدت مواجهات عنيفة بين المواطنين والمتضامنين وقوات الاحتلال التي اقتحمت «الكرفان» الذي نصبوه على اراضيهم المهددة خلف الجدار على مقربة من مستعمرة «موديعين عيليت»، وقامت باخلائه بالقوة. وذكر عبدالله ابو رحمة منسق لجنة مقاومة الجدار الذي كان من بين المعتصمين في «الكرفان» ل«الرياض» ان قوة كبيرة من جيش الاحتلال حاصرت الموقع عند السابعة من الليلة الماضية، في الوقت الذي كان يتواجد عنده العشرات من المواطنين والمتضامنين الاسرائيليين والاجانب، حيث وجه الجنود نداءات عبر مكبرات الصوت لاخلائه واعلنوا المنطقة مغلقة عسكريا. وقال ابو رحمة عندها اغلقنا الباب علينا وكنا سبعة بداخله اربعة من ابناء القرية وثلاثة اسرائيليين، فقامت رافعة اسرائيلية برفع الكرفان بمن فيه قبل كسر بابه والاعتداء بالضرب المبرح على من بداخله، فيما اعتقلوا سبعة متضامنين اسرائيليين. واثر ذلك خرج المئات من ابناء القرية في تظاهرة حاشدة باتجاله موقع الجدار حيث اعتدت عليهم قوات الاحتلال، بقنابل الغاز والهراوات واندلعت مواجهات عنيفة، قبل ان تتدخل لجنة مقاومة الجدار باعادة المتظاهرين حفاظا على حياتهم. وبعد ظهر امس خرج المئات ايضا في تظاهرة باتجاه الجدار حيث كان بانتظاهرهم اعداد كبيرة من الجنود، وقد حاول المتظاهرون الوصول الى موقع الكرفان لاقامة خيمة فيه، الا ان الجنود اعتدوا عليهم بوحشية بالهراوات واصابوا اربعة بينهم اسرائيلي اصيب بكسور في ذراعه. وقد قام المواطنون بنصب الخيمة قرب مسار الجدار من جهة القرية، ورابط البعض داخله فيما تواصلت المواجهات العنيفة حتى ساعات ما بعد الظهر واسفرت عن اصابة العديد برضوض وحالات اختناق. الى ذلك شهدت الليلة الماضية وفجر امس المزيد من حملات الدهم والتفتيش في غير قرية ومدينة ومخيم في الضفة الغربية. وفي بيت لحم التي اعلنت اسرائيل بالامس نيتها وقف عمليات الدهم فيه لمناسبة اعياد الميلاد المسيحية، توغلت قواتها فجر امس على مقربة من كنيسة المهد، وشنت حملة دهم للمنازل، اعقتلت خلالها الشاب نصري محمود ابو حديد. كما دهمت هذه القوات صباح امس بلدات عنزة وكفر راعي وقباطية بمحافظة جنين وشنت فيها حملات دهم للمنازل دون ان يبلغ عن اعتقالات. من جانب آخر، أفاد مصدر عسكري اسرائيلي ان خبراء متفجرات اسرائيليين يعملون على تفكيك سيارة مفخخة عثر عليها عند مدخل مدينة بيت لحم جنوبالقدس أمس الجمعة. وعثر على القنبلة في سيارة متوقفة قرب قبر راحيل الذي يعتبر مزارا لليهود. وقالت متحدثة باسم الجيش ان خبراء في المتفجرات يتعاملون مع القنبلة. ويتوقع وصول آلاف من الزوار الى بيت لحم، مهد السيد المسيح، بمناسبة عيد الميلاد.