حذر البطريرك الماروني الكاردينال نصر الله صفير من قوى خفية ماتزال تحاول زرع الفتنة في لبنان لتقويض اركان استقلاله، مؤكداً ان المأساة لم تنته بعد، وان رص الصفوف خير ما يمكن فعله لوضع خطة رشيدة تجمع بين اللبنانيين. وقال البطريرك صفير في رسالة وجهها ادعو اللبنانيين بمناسبة عيد الميلاد «لقد تنفسنا الصعداء عندما اعانتنا السماء فساعدت على وضع حد لما عرفناه من مآسي وفواجع طوال ثلث القرن المنصرم، وقلنا: الحمد لله لقد انتهت فصول المأساة، لكن المأساة لم تنته،على الرغم مما كان من تحسن ملموس في الاوضاع، فاستعدنا قرارنا الحر، واخذنا مصيرنا بيدنا وشعرنا باننا مسؤولون عن ذواتنا وعن بلدنا، وعن موقعه في هذا الشرق والعالم، لكن هناك قوى خفية تخشى نور الشمس فتعمل في الظلام وتزرع الفتنة وتنشر الخوف وتقوض أركان الاستقلال اللبناني لتثبت ان اللبنانيين ليس باستطاعتهم ان يحكموا ذاتهم بذاتهم، أو قد فقدوا القدرة على القيام بذلك لاستكانتهم إلى سواهم ليقوموا مقامهم، فيما يجب ان يكون دورهم وما فيه كرامتهم، وإلى هذا ترد هذه التفجيرات المتتالية والاغتيالات المتكررة التي تحصد في غالب الاحيان قادة الرأي وأهل الفكر، لتحرم الناس من اولي امرهم فيصبحوا قطعان غنم لا راعي لها. ولاحظ ان هذا ما كان يقوم به النظام الشيوعي الذي زال من بلد منشئه، لكنه لايزال فاعلا في بعض بلدان المنطقة. وتساءل هل قليل ان يقع عندنا خمسة عشر تفجيراً في أقل من سنة، فلا نلملم جراحاً اصابتنا حتى نفاجأ بحدوث جراح جديدة تمزق أجساد مواطنينا؟ وكم تهدم من مؤسسات تجارية وسياحية وسكانية؟ وكم سقط من ضحايا كلها في مقتبل العمر وسخاء العطاء؟ واكد أن التباكي لا ينفع ولا يفيد، وخير ما كان بالامكان فعله لوضع حل لهذه الحالة من الضياع رص الصفوف ونبذ الخلافات وتوحيد الرأي لوضع خطة رشيدة تجمع جميع اللبنانين على هدف واحد هو اعادة الطمأنينة إلى النفوس ونشر السلام في الربوع لاستعادة جميع الطاقات التي هجرت لبنان لتضافر الجهود، وتمتد الايدي إلى المصافحة الاخوية، وإلى العمل معاً بثقة واخلاص لترميم ما تهدم في النفوس قبل ترميم ما تهدم في البناء والمؤسسات، ومتى خلصت النيات وقطعت الطريق على أهل الفتن وزارعي الشقاق والدمار والموت يستعيد اللبنانيون ثقتهم بذاتهم وببلدهم ويمدون ايديهم إلى جيرانهم ليتعاونوا معهم على قدم المساواة لما فيه خيرهم المشترك ومستقبل اجياله الطالعة.