ارتبط اسم حي الباطن بنادي أهلي الرياض (الرياض حالياً) بعلاقة تاريخية عريقة والتصق السواد الأعظم من أبناء هذا الحي برباط انتماء قوي للنادي الأهلي وتناقله أكثر من جيل منذ تأسيس النادي وقيامه على يد عدد من أبناء الشميسي والباطن في عام 3731ه ونشأت بينهم علاقة رياضية ذات صبغة اجتماعية وطيدة وعزز أواصرها التحاق عدد من مواهب هذا الحي - الكروية - بصفوف أهلي الرياض وظل ملعب حارة الباطن نشيطاً في دوراته الكروية ومنافساته الساخنة لسنوات عديدة قبل أن تمتد يد البناء إلى ذلك الملعب المحاذي لنخيل الباطن المطلة على وادي حنيفة - غربي الرياض - وظل ذلك الملعب منذ عام 1931ه وإلى عهد قريب ملاذاً يقصده عدد من قدامى اللاعبين المعتزلين بهدف مزاولة كرة القدم عصر كل يوم أمثال زيد وراشد بن مطرف وعبدالرحمن بن موزان ومحمد سعد العبدلي وإبراهيم الشايب. كما تدرب على هذا الملعب وخاض مباريات حواري عدد آخر من مشاهير اللاعبين أمثال: سامي الجابر، فهد الهريفي، يوسف الثنيان. وعلى الصعيد الاجتماعي شهد ملعب الباطن حضوراً لنجوم وشخصيات تعشق روح الدعابة والمواقف الطريفة التي كانت تجدها (مجاناً)!! لدى البعض من أبناء الباطن اللاعبين أمثال (إبراهيم الشايب) و(سعد بن كريديس) وخاصة عندما يجتمعون مع نجم الشباب السابق والظريف.. (نادر العيد) فضلاً عن (مبارك الناصر). ولسبر اغوار هذا الحي الرياضي القديم ومعرفة جانب من تاريخه والطبيعة الاجتماعية لأهله وأبرز اللاعبين وأشهر العائلات التي تقطنه.. تحدث ل «نجوم الأمس الرياضي» أحد أبناء هذا الحي.. لاعب أهلي الرياض والحكم الدولي السابق الزميل الأستاذ عبدالرحمن الموزان (86 عاماً) عن ذكريات عمرها 85 سنة عاشها بين مزارع وأزقة حي الباطن قائلاً:أهل الباطن أجد لزاماً علي الحديث عن حي الباطن وما استقطبه من رجال حتى عرف هذا الحي بأنه أرض ولاّدة عاش عليها اكابر قوم عرف عنهم سمات خير وصفات محمودة اشتهروا بها كما الآباء والكرم وعزة النفس والنخوة والتعاون الكامل والتكافل الاجتماعي والتواضع والتآخي وحزمة من كل الصفات الحميدة. لقد عشت في هذا الحي في كنف خالي المغفور له بإذن الله «محمد بن سعيد» منذ عام 1368ه وكنت آنذاك في العاشرة من عمري وتعرفت بعد ذلك على الأسر الكريمة التي لها تاريخ ناصع وعطاء وافر قد اعجز عن حصره في هذا الحديث لأن بداياته بعيدة وليس لدى مراجع مكتوبة اخذ منها معلومات مكتوبة لاطلاع القارئ الكريم عليها ولهذا التمس العذر مسبقاً أن نسيت أو اهملت ذكر من يستحقون الذكر والأسر التي اعرفها هي: - آل شويش - آل مطرف - آل سعيد - بيت الشايب - آل جليل - آل عمير - الحكير - آل مطرف (أهل المفيجر) - العمانات - آل كريديس - آل أبو هاشل - آل سلطان - آل عياف - آل صالح - السعيبي وغيرهم كثير.. وعلى الساحة الرياضية فقد أنجب هذا الحي لاعبين كبار في مقدمتهم راشد بن مطرف (المسمار)، وزيد بن مطرف وإبراهيم الشايب وعلي بن مطرف وسعد أبو هاشل وسعد بن سعيد. القوى الاقتصادية في الباطن وفي مجال التجارة والاقتصاد انجب حي الباطن عبدالمحسن الحكير، فواز الحكير، وليد الحكير، ماجد الحكير. شويش بن ضويحي وأضاف الموزان في حديث ذكرياته عن أهل الباطن: أخص بالذكر هنا رجل له صفات حميدة لا تعد ولا تحصى وأقصد (شويش بن ضويحي المعرقب» وأبناءه: عبدالله، محمد، منديل عليهم جميعا «رحمة الله» وابنه عبدالعزيز، (ابوسلطان) امد الله في عمره واسبغ عليه ثوب الصحة والعافية.. فقد كان المرحوم شويش بن ضويحي أحد رجالات الملك عبدالعزيز «طيب الله ثراه» الذين يعتمد عليهم في المهمات الصعبة.. هذا الرجل علمنا كيف هو التواضع وحسن التعامل مع الصغار، بما يتوافق مع اسلوب التربية الإسلامية.. لقد ساق لنا معلومة تاريخية.. كيف هم رجال الملك المؤسس «رحم الله» لكن هذا الرجل يجلس على (دكة) من الطين في جهة بيته الشرقي المبني من الطين والذي ما يزال كما هو عامرا بأهله من نجله وأحفاده. نصراوي متعصب! لقد ورث منه ابنه عبدالعزيز وأحفاده مكارم الأخلاق فهاهو سلطان يسير على نهج والده وجده يستقبل كل الأصدقاء والرياضيين على مختلف انتماءاتهم رغم انه نصراوي «متعصب» الا أن أكثر أصدقائه من الأندية الأخرى وله من الأحفاد د. منصور بن محمد أمين عام مؤسسة الأمير سلطان الخيرية. ومن العادات الاجتماعية التقليدية المستمرة حتى هذا التاريخ تقديم وجبة العيد في مسجد آل شويش بعد صلاة عيد الفطر فيجتمع الأحبة والأصدقاء والجيران ليعيشوا فرحة جماعية بالعيد السعيد وتغمرهم البهجة والسرور. نخلة لكل بيت ومن الجوانب الاجتماعية المشرفة التي لا زال اتذكرها اليوم ان (شويش) رحمه الله خصص لكثير من أهل حي الباطن ثمرة نخلة لكل بيت في كل سنة من ثمار نخله الموجود حاليا خلف بيته وفي حي الباطن وعلى ضفاف وادي حنيفة.. وكان يفتح باب النخل لكل (حصاد) أو (خرّاف) ليأخذ ما يريد.. ولست مبالغاً بهذا الكلام فتلك بشهادة الجميع وأنا قد رأيت ذلك بنفسي وعرفت من هذا الرجل مكارم الأخلاق واكرام الضيف وبذل المال في سبيل الله، لقد عشت معه سنوات قبل وفاته وتعلمنا منه الصفات الحميدة مع تلك الابتسامة التي لا تفارق محياه. قدرات تحكيمية وأشار ابن الباطن «عبدالرحمن الموزان» ان هذا الحي العامر بأهله قد مول الكثير من الأندية والساحة الرياضية بقدرات ادارية وتحكيمية ومواهب كروية.. ولكن آخر من فقد هذا الحي من الرياضيين ابراهيم بن محمد ابن سعيد «رحمه الله» الذي انتقل إلى جوار ربه خلال شهر رمضان الماضي وقد مثل المملكة في الدورة المدرسية التي أقيمت في الكويت خلال حقبة الثمانينيات الهجرية في لعبة الجمباز ودفع الجلة تاركا وراءه ذكريات جميلة وعادات طيبة قد نفقدها ألا وهي جلسة ما بعد صلاة كل جمعة مع تقديم وجبة الغداء منذ سنوات عديدة وكان لها ماض لدى جميع أهل الحي الذين ألفوا الاجتماع في هذا البيت كل جمعة. النصر والرياض فقط وذكر لاعب أهلي الرياض والحكم الدولي السابق عبدالرحمن الموزان ان اهل الباطن عرفوا بانتمائهم لاهلي الرياض (الرياض حاليا) وقال الكثير منهم كان يشجع الرياض ومنهم من تحول بعد ذلك الى أندية أخرى واكثرهم اتجه لتشجيع نادي النصر مع بقاء تعاطفهم مع نادي «الرياض» الحبيب القديم ولا انسى في هذا الاطار حارس اهلي الرياض السابق سعد عبدالرحمن بن كريديس الذي تحول بعد الاعتزال الى شاعر شعبي اضفى على جلسات أهل الباطن نوعا من المرح وروح الدعابة وعرف عنه هذا التخصص وبات صاحب مؤهلات ومواهب متعددة.