شهدت الأيام الأولى من الاكتتاب في أسهم شركة «ينساب» منافسة نسائية للرجال، من خلال توافد أعداد كبيرة من السيدات على فروع البنوك المحلية رغبة في إنهاء إجراءات الاكتتاب. وأكدت مديرة فرع أحد البنوك أن الإقبال كان كبيرا جداً خاصة الفترة الصباحية، وقالت: (إن هذا الإقبال لم نواجه مثله رغم أن «ينساب» لم تقم بحملة دعائية مثلما حصل في الاكتتابات السابقة حتى أن بعض العميلات سحبن من أرصدة الاستثمار الخاصة بهن ليتمكن من المساهمة لهن ولأبنائهن). وأوضحت أنه مازال هناك عدم وعي كامل من المساهمات فيما يخص الاكتتاب بأسماء أبنائهن وما هي الأوراق المطلوبة لتتمكن من ذلك فضلاً على أننا مازلنا نواجه الإقبال الهائل في الأيام الأولى رغم أنه في كل مرة تحصل عملية اكتتاب نحاول جاهدين توعية العملاء أنه لا داعي للازدحام، فالوقت يكفي للاكتتاب خاصة أنه محدد مسبقاً بكمية الأسهم لكل شخص، ومن جهة الناحية الشرعية والحديث حولها أوضحت مديرة الفرع أنهم لم يلمسوا أي شيء بهذا الخصوص فالنساء الحاضرات للاكتتاب لديهن المعلومة قبل حضورهن. تضارب المعلومات سألنا إحدى العميلات عن اكتتابها فكان ردها قاطعا بأنها لم تكتتب بعدما سمعت الفتوى بتحريم الاكتتاب. ثم التقينا بأحد البنوك بسيدة تعبئ استبيانا وسألناها إن كانت قد قامت بالاكتتاب فأوضحت أنها تنهي أمورا أخرى، أما المساهمة فقد قامت بها عن طريق الإنترنت وقالت (ما الحاجة للتزاحم وهناك وسائل أخرى للمساهمة أكثر سهولة ويسر). ومن ناحية أخرى قالت إحدى مديرات الفروع (لقد جهزنا موظفات خصيصاً لهذا الأمر، فمن تجاربنا السابقة مع الاكتتاب عرفنا مدى الإقبال الذي سنواجهه في هذه الفترة، فهناك خطة طوارئ تستعين بها البنوك في مثل هذه الحالات). والتقينا بالسيدة أم خالد التي حضرت مع ابنتها للاكتتاب قائلة: (هذه التجربة الثانية لي في الاكتتاب فقد لمست نفعها في المرة الأولى لذا كررتها في هذه الشركة). وسألناها لماذا حضرت من أول يوم وأمامها أسبوعان، فذكرت أن هذا أفضل فطالما أن الناس بدأوا الاكتتاب فلماذا نؤجل العملية خاصة أنها لم تواجه أي متاعب بل على العكس الموظفات تعاون معها لا سيما أنها لا تقرأ ولا تكتب. كما التقينا مديرة لفرع آخر والتي قالت: (الازدحام كان شديداً ومنذ الساعات الأولى لافتتاح البنك حتى أن الكثير من العمليات البنكية أوقفناها وفرغنا الموظفات للتعامل مع احتياجات الراغبات بالاكتتاب، ورغم أن متطلبات الاكتتاب فتح حساب بنكي إلا أننا لم نعد نقوم بتلك العملية خلال فترة الاكتتاب. وعن مسألة الشبهة الشرعية للاكتتاب بشركة ينساب علقت قائلة: (الإقبال الكبير على الاكتتاب يعكس أن الناس لم تعد تأخذ بكل ما يُقال بلا أدلة دامغة). وتبين خلال الحملة وجود تردد من بعض السيدات بسبب مدى حلال المساهمة في الشركة أم لا، حتى أن البعض أجلن المساهمة حتى تتصل بأكثر من شيخ تستفتيه في الموضوع لا سميا أن الآراء الشرعية قد تضاربت في هذه المسألة كما ذكرت إحدى المساهمات أنها رأت في قناة فضائية شيخا معروفا يبيح المساهمة ويرى أنها جائزة ويعتبرها استثمارا لا غبار عليه، وأثناء تقليبها في القنوات في نفس الوقت وجدت شيخا آخر يحرِّم المساهمة في الشركة ويعزز تحريمه بعدة قضايا مما جعل الناس في حيرة من أمرهم.