هي من أكثر الفنّانات المحصّنات من الشّائعات، أو هكذا كانت قبل أن تطاردها الشّائعة الأقسى التي ما لبثت أن أصبحت طي النّسيان حين تصرّفت حيالها بتجاهل، فسواء كان هذا التّجاهل في صالحها أم لا، فقد نجحت الفنّانة نيللي مقدسي في وأد تلك الشّائعة، التي تصنّعت حيالها بالبرود في لقائنا معها، رغم أنّها جرحتها في الصّميم. فهي فنّانة محاطة دائماً بعائلتها، التي تقدّر طموح ابنتها في وسط مليء بالأشواك. ومع إطلاق ألبومها الجديد «أوف أوف»، تبدو نيللي بأحسن حالاتها وهي تنافس أهم نجوم «روتانا» في عقر دارهم، بعد أن عادت إلى الشّركة إثر سلسلة خلافات انتهت بعقد جديد، بدت أولى بوادره مع الاهتمام والدّعاية الكبيرين اللذين قلّما تحظى بهما نجمة في «روتانا»، خصوصاً أنّها أطلقت ألبومها في وقت فضّل أكثر من نجم عدم إنزال عمله الجديد بالتّزامن مع ألبومات أهم نجوم الشّركة أمثال نجوى كرم ووائل كفوري اللذين تخصّص لهما مساحة واسعة من الدّعاية، نسألها: ألا تعتبرين أنّ نزولك في نفس التّوقيت مجازفة منك؟ - شركة «روتانا» لا تهتم بفنّان على حساب فنّان آخر، فالعمل الجميل هو الذي يفرض نفسه، وثمّة فنّانون جدد أطلقوا أعمالهم في هذه الفترة ووجدوا أصداءً إيجابيّة، فمن صالح الشّركة أن ينجح كل فنّانيها، وما يؤكّد على هذا الأمر هو الاهتمام الكبير الذي توليني إيّاه الشّركة سواء من ناحية الدّعاية أو من ناحية التّسويق للعمل. هذا الاهتمام الكبير هل هو تعويض عن المشاكل التي حصلت بينك وبين «روتانا» العام الماضي؟ - بغضّ النّظر عمّا إذا كان الاهتمام يندرج في إطار التّعويض أم لا، ما يشغلني اليوم هو نتائجه وليس أسبابه, أعتقد أنّ السّبب الأوّل الذي دفع بالشّركة إلى الاهتمام هو اقتناعها بالعمل. تقولين أن ليس ثمّة محسوبيّات في «روتانا» وبأنّ جميع النّجوم متساوون، علماً أنّ زملاءك يؤكّدون العكس وأنّ ثمّة «نجوم صف أوّل» و«نجوم صف ثان» في الشّركة؟ - لا أؤمن بهذا التّصنيف، خصوصاً أنّ وضع الفنّان يتقلّب بحسب نوعيّة أعماله، فهذا العام قد يضرب عمل فنّي يضع صاحبه في الصّف الأوّل، وفي السّنة التالية قد تجدينه في الصّف العاشر. النّجاح توفيق من عند الله، لكن لا ثبات في الفن. لدى لقائنا بك العام الماضي كنت تتحدّثين بصورة مغايرة، وتشكين من إهمال الشّركة لك؟ - لم أكن أتحدّث عن إهمال بل كنت أشكو من موضوع محدّد له علاقة بالفيديو كليب وحصريّته على قناة «روتانا»، لكنّي لم أقل أنّي مهملة من الشّركة، وهذا موضوع انتهى وأصبح من الماضي. اليوم لم يعد ثمّة تقصير، والمعاملة جيّدة وهذا جلّ ما أطلبه. صوّرت كليبا مع المخرج هادي الباجوري بتقنيّات متطوّرة وبتقنيّة عالية، ألا تخشين أن يتم احتكاره فيضيع بالتّالي تعبك؟ - هذا صحيح، لكن الكليب سيوزّع في الأماكن التي توزّع فيها الشّركة كليبات زملائي، وما ينطبق عليّ سينطبق على الجّميع. فلا محسوبيّات في توزيع الكليبات. لماذا رضيت اليوم عمّا كان سبب خلافك الأساسي مع الشّركة، هل اقتنعت أنّه لا مفر من الاحتكار؟ - أفضّل الحديث عن أمور جديدة بعيدة عن موضوع الاحتكار، لكن ما يمكنني قوله باختصار أن «روتانا» انفتحت على عدّة قنوات ولم تعد محصورة بقناة واحدة. راهنت على هذا العمل قبل صدوره بفترة، بماذا يختلف عمّا سبق وقدّمته؟ - دائماً أطمح إلى تقديم الأفضل، وفي هذا العمل، حاولت أن أستمع إلى نصائح المقرّبين منّي، فضلاً عن أنّ الاهتمام الكبير الذي وجدته من الشّركة أعطاني دفعاً معنوياً كبيراً. ومعايير اختيارك للأغنية، هل تغيّرت؟ - أحب التّنويع وفي ألبومي القادم قد لا أغنّي ما غنّيته اليوم، فأنا أطمح إلى إرضاء كافّة الأذواق والتجدّد باستمرار، لأكسب جمهورا جديدا من دون أن أخسر جمهوري. في مؤتمرها الأخير الذي عقدته في بيروت، قالت الفنّانة الإماراتيّة أحلام بصراحة أنّ غناء المطرب الخليجي للون اللبناني أو المصري يعتبر انتقاصاً من نجوميّته، فلماذا يغنّي الفنّان اللبناني بغير لهجته التي يحبّها الجمهور العربي؟ - أحترم رأي أحلام رغم اختلافي بوجهة النّظر معها حول هذا الموضوع، برأيي ليس ثمّة مشكلة إذا استطاع الفنّان أن يغنّي لهجات أخرى غير لهجته الأصليّة للوصول إلى الجمهور في كافّة أنحاء العالم العربي. لكنّ السّيدة فيروز وصلت إلى العالم بأغانيها اللبنانيّة والسّيدة أم كلثوم كذلك بلهجتها المصريّة؟ - لا تقارنوني بفيروز وأم كلثوم، هاتان الفنّانتان لا تقارنان بوضعنا الحالي. لماذا لا تتساءلون عن السّبب الذي دفع بالسيّدة صباح إلى غناء اللون المصري؟ ألا يستفزك أن يطلق فنّان لبناني ألبوماً مصرياً بالكامل؟ - لا إطلاقاً، فكل فنّان حر بما يقدّمه، وبالنّهاية كلّنا عرب وأنا لست متعصّبة، فالفن أقوى من كل الحدود. وأنا أكرّم جمهوري حين أغنّي بلهجته. من يحدّد الأغنية التي ستصوّر على طريقة الفيديو كليب؟ - هذه مشكلة نقع فيها نحن الفنّانين لأنّنا نراهن على أكثر من أغنية فنقع في حيرة من أمرنا، من هنا لا بد من استشارة الشّركة والجمهور، وأعتمد أحياناً على حدسي. أطلقت عشر أغان في ألبوم واحد، فهل لا زلت تبحثين عن الأغنية الضّائعة؟ - أنا بحاجة إلى رصيد فنّي يخدمني في حفلاتي، لكنّي لا أبحث بالضّرورة عن الأغنية الضّاربة، لأنّ ثمّة أغان تضرب من دون أن نتوقّع لها، فحدسنا قد لا يصيب مع ذوق الجمهور. أنت من الفنّانات المحصّنات لأسباب عدّة منها أنّك محاطة دائماً بعائلتك، لكن مؤخّراً بدأت الشّائعات تطاردك بصورة مؤذية جداً، فمن يقف وراء هذه الحملة الشّرسة ضدّك؟ - بعيداً عن عائلتي، أنا محاطة بعناية إلهيّة وأشعر أن الله إلى جانبي في كل المواقف، لكن هذا لا يعني أنّه لا يوجد أشخاص يهوون إطلاق الشائعات مجّاناً، وما أصابني لا يقارن بربع ما يصيب زميلاتي. ثمّة مجلّة لبنانيّة نقلت عن لسانك مقابلة إباحيّة أجريتها مع صحيفة أجنبيّة؟ - فليخترعوا ما يشاؤون. طالما أنّهم اخترعوا عن لسانك، لماذا لم تلجئي إلى رفع دعوى قضائيّة؟ - المجلّة نفسها لا تعرف الجّهة التي زوّدتها بتلك المقابلة، فهل أرفع دعوى على جهة مجهولة، هذا الموضوع أصبح من الماضي، وهو لم ولن يؤثّر على مسيرتي ولا على سمعتي، كما أنّي أفضّل عدم الخوض في هذا الموضوع. ألا تشعرين بالإحباط حين تشعرين بأنّك معرّضة لمثل هذه الشّائعات؟ - لا أبداً، بل أقول هذا دليل على نجاحي. ألم يزدد خوف عائلتك عليك، بعدما أصبحت في دائرة الشّائعات المغرضة؟ - الشّائعة لا تعرقل مسيرة الفنّان إذا كان يملك ثقة بنفسه، فالشّائعات تطارد كل فتاة حتّى لو لم تكن معروفة، أنا لست متهمة حتّى أردّ التّهمة عنّي وأهلي يتفهّمون الجو المحيط بي ويثقون بي.