النشأة والتكوين: يعود تاريخ نشأة محافظة رياض الخبراء إلى القرن الحادي عشر الهجري وتعني في مدلولها أنها مجموعة رياض تقع على الضفة الشمالية لوادي الرمة الشهير ويقول الرواة إنه عند ارتفاع منسوب الماء في الوادي أثناء جريانه يفيض إلى تلك الرياض مما أكسبها خصوبة في التربة ووفرة في المراعي وصلاحية الزراعة ونشأ تجمع سكاني أصبح مجتمعاً حضارياً فيما بعد وتعتبر محافظة رياض الخبراء إحدى حواضر المنطقة وتنفرد بكونها حاضرة الجهة الغربية من المنطقة. الطبيعة الجغرافية: تشتمل محافظة رياض الخبراء على خمس خصائص جغرافية: 1 - حيز كبير من الضفة الشمالية المنبسطة لوادي الرمة المتميز بخصوبته والتي أعطت انتاج محافظة رياض الخبراء شهرة كبيرة في جودة انتاج القمح والتمور والبرسيم وغيرها من الثمار، وتميزت في تربية الحيوانات ويمثل ذلك الحيز ما مقداره 27*7 كيلومترات 2 - حيز عمراني سكني مأهول حضارياً يشتمل على عدة أحياء ويشغل ما مقداره 7*3 كيلومترات. 3 - حيز المنطقة الزراعية الحديثة الواقعة خارج ضفة الوادي وتقدر مساحته ب12*5 كيلومترات. 4 - حيز الحدائق والمتنزهات والغابات وتعنى بذلك البلدية وتقدر مساحته ب 6*3 كيلومترات. 5 - حيز المراعي وتقدر مساحته 50*35كيلومتراً. الحياة والجهاد: يضرب المثل بأهالي رياض الخبراء بالبطولة والشجاعة في الدفاع عن النفس والكرامة وحفظ العرض والمال والأرض في تاريخهم الماضي ولا يذكر الرواة أنهم غلبوا أو انتقص حقهم أو دفعا اتاوة لأجل الحماية من غارات المعتدين في وقت السلب والنهب والنزاعات القبلية. ورحم الله نفوساً زهقت بسبب مواقفها في ميادين الشرف والكرامة دفاعاً عن راية التوحيد وولاء للدولة السعودية منذ نشأتها قناعة من الأوائل بأن الله سيمكِّن لهذه الدولة وسوف يظهرها لأن مؤسسها الإمام محمد بن سعود - يرحمه الله - قد تعاهد مع المصلح المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب على إظهار الدين الصحيح ونبذ البدع والخرافات. وقد كان الأوائل من محافظة رياض الخبراء وأولادهم لهم مواقف مشرِّفة مع المجاهد الشجاع مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز آل سعود يرحمه الله. وقد كان الآباء والأبناء من بعدهم وأحفادهم ومازالوا على العهد والولاء والسمع والطاعة. ولقد كان لأبناء ومزارعي ووجهاء محافظة رياض الخبراء مساهمة كبيرة كجنود للملك عبدالعزيز في غزواته وحروبه ودعم الجهاد معه وبذلوا في ذلك النفس والنفيس. رياض الخبراء في عيون الشعراء: كان تفاعل شعراء رياض الخبراء مع محافظتهم كبيراً حيث قيل في رياض الخبراء العديد من القصائد والأبيات الجميلة التي تدل على صدق الانتماء وروح المحبة لبلدهم ومجتمعهم، وهذه قصيدة للشاعر محمد بن ناصر العريني قالها في رياض الخبراء في بداياته الشعرية قبل أكثر من عشرين عاماً ويقول مطلعها: مدينة غرب القصيم ومعروفه يحدها ساق الجواء من شمالي وجنوبها واد عراض طروفه رياض كاسيها البها والجمالي يرتاح من يسكن بها أو يشوفه بالحسن كملها عزيز الجلالي الديره الي يا عرب ذي وصوفه يحن لها قلبي إلى جا مجالي أهلها رجال ومكرمين ظيوفه هم في كرمهم مغرب للمثالي ياليت من يقدر وتسمح ضروفه يلحق جزاها قبل وقت الزوالي البذل بك يا دار ما هو حسوفه أنتي غذيتينا وصرنا رجالي تم الكلام مكملاً في حروفه من شانها سجلت مما طرا لي