مسيرة السلام والمواقف الحادثة إزاءها.. الوضع في الشيشان وموف الأممالمتحدة من أحداث البوسنة والهرسك.. كلها دلائل تشير إلى عدم حسن النوايا للعالم العربي والإسلامي؟! فما رأيكم؟! وجه هذا السؤال قبل عدة سنوات للدكتور عصمت عبدالمجيد أمين عام الجامعة العربية سابقاً في برنامج لقاء الأشقاء الذي كانت تبثه الفضائية المصرية. فأجاب الدكتور عصمت عبدالمجيد حينها بصحة ذلك التفسير ولكن الى حد ما، مؤكداً بأنها ليست بالقدر الذي يرعبنا، كما أشار إلى نقطة هامة وهي ضرورة التوحد العربي والإسلامي من خلال توثيق العلاقات العربية العربية. والمتأمل لواقع العالم العربي والإسلامي يلمس بصمات المخططات الغربية لتفكيك القوة العربية الإسلامية والسعي لقمع الوحدة التي ما تزال في مهدها لهذا لابد للعالمين العربي والإسلامي من اعادة تعديل سياساتها بحيث تتجه إلى مسار إعداد القوة الموحدة لتكون ثقلاً لا يستهان به تماماً مثلما هي الآن ثقل اقتصادي حيوي للغرب. إنتهى. وقد قال أحد رؤساء أمريكا السابقين في كتاب له تحت عنوان «فلننتهز هذه الفرصة» والذي أصدره ايضاً منذ عدة أعوام حيث قال في سطوره بأن الغرب قد انتهى من معركته ضد الشيوعية وأن القرن القادم هو قرن المواجه بين الغرب والإسلام»! انتهى. ولا أبلغ من دليل كهذا يفسر لنا ما حدث وما يحدث على مساحات العالمين العربي والإسلامي بل ويجيب على كثير من تساؤلاتنا حول تجاهل مجلس الأمن.. وهيئات الأممالمتحدة عما حدث ويحدث وآخرها جعل الإسلام مرادفاً للإرهاب الذي استغل في سفك دماء المسلمين في أفغانستان والعراق وفلسطين وكشمير والفلبين وغيرها تحت شعار القضاء على الإرهاب!!! بل يؤكد لنا أيضاً بأنه زمن المواجهة مع الغرب ومما يدعو للغرابة حقاً هو تجاهل المسلمين لهذه النوايا التي ولدت مع انبثاق الدين الإسلامي والتي وردت في كتاب الله بأن اليهود والنصارى هم أشد الناس عداوة للذين آمنوا كما ورد بأنهم «ما يزالون يقاتلونكم حتى يردونكم عن دين الله». ولعل ما أصاب قطراً إسلامياً مثخناً بالمآسي قديماً في البوسنة والهرسك امتد إلى العراق ليصل إلى قطر آخر لأية دولة إسلامية. ولنعتبر بالدول الغربية من أمريكية وأوروبية وروسية وحتى اليهودية على اختلاف دساتيرها وأحزابها إلا أنها توحدت في محاربة الكيان الإسلامي. لذا علينا كمسلمين أن نعي بأن حقيقة الصراع إنما هو صراع «عقائدي» يلزمنا المسارعة في الاعتصام والتوحد واعادة توجيه للفكر الإسلامي وترسيخ مبادئه ومحاربة هجمات التغريب التي يتفاقم خطرها في مجتمعاتنا ومن ثم إعداد القوة امتثالاً لقوله تعالى {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ترهبون به عدو الله وعدوكم}. وبلاشك أن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في دعوته للقمة الإسلامية الاستثنائية في مكةالمكرمة ستكون انطلاقة لتضامن عربي وإسلامي يهزم التحديات التي يواجهها دون انتظار لمواقف خارجية لحلها. ص.ب 25513 الرياض 11476 [email protected]