كان الطب في الاربعينيات وما قبلها يعتمد عادة على الوصفات البدائية التي تمارس داخل البيوت من قبل الامهات والجدات اللاتي توارثن هذه الوصفات العلاجية من امهاتهن جيلاً بعد جيل وهناك بعض الرجال الذين يلجأ الناس اليهم في المسائل الصحية ومن هذه العلاجات: ٭ فصد العين: وهي من اخطر انواع العلاج في ذلك الزمان حيث يعالج العمى الذي ينتج عن ظهور الماء في احدى العينين او كلتيهما وهو علاج قديم ظهر قبل مئات القرون وهذا العلاج يعتمد على فصد العين المصابة بالماء وكان له بعض الاطباء المتخصصين من البدو وهم قلة نادرة وكانوا يقومون بعملهم هذا سراً بعيداً عن اعين الدولة لخطورة العضو بالكشف على العين المصابة ومن ثم فصد العين واخراج الماء الذي تكون فيها ثم يحجب المريض في غرفة مظلمة تماماً لمدة طويلة قد تصل الى اربعين يوماً.. وكان الفصد يتم بآلة حديدية صغيرة تشبه المخيط الذي كان يستعمل للخياطة وله طرف مدبب رفيع مسنون فتفصد العين بهذا المخيط ثم تلف العين تماماً بحيث يحجب عنها الضوء ويبقى المريض في الغرفة المظلمة لحين يقرر الطبيب فإذا فك الرباط عن العين تظهر النتيجة اما نجاحاً يستطيع به المريض ان يرى الناس والحياة التي كان محجوباً عنها واما ان يفقد بصره للأبد. ٭ العلاج بالكي لذات الجنب كان هناك مختصون لعلاج ذات الجنب بالكي.. وذات الجنب كان الناس يسمونها (الجنبة) وهي الالتهاب الرئوي او ذات الرئة ولم تكن المضادات الحيوية قد عرفت في ذلك الوقت.. فإذا اصيب الإنسان بذات الرئة اسرع اهله في احضار الرجل المختص بعلاج هذا المرض بالكي.. وطريقة العلاج ان يكشف الطبيب الذي يتولى العلاج صدر المريض وظهره ويتحسس المواضع ثم يضع عليها علامة بالفحم فإذا تأكد من وجود المرض وحدد مواضعه احضر اناء به جمر متوهج فيضع فيه الاداة الحديدية التي يحملها معه وهي عبارة عن قطعة من الحديد الرفيع فإذا توهجت هذه القطعة بفعل بقائها في النار سارع الرجل فكوى بها المريض في مواضع الالم التي حددها ويتم هذا الكي دون تخدير وبعض المرضى يحتاج الى سبع كيات والبعض يحتاج الى اكثر او اقل بحسب الحالة.