قال الحسين بن الضحاك: غضب علي المعتصم في شيء جرى علي وقال: والله لأؤدبنه، وحجبني، فكتبت إليه: غضب الإمام أشد من أدبه وقد استجرت وعذت من غضبه أصبحت معتصماً بمعتصم أثنى عليه الله في كتبه لا والذي لم يبق لي سبباً أرجو النجاة به سوى سببه ما لي شفيع غير رحمته ولكل من أشفى على عطبه إلا كريم طباعه وبه أرجو الذي أرجوه في نسبه فلما قرئت عليه، التفت إلى الواثق، وقال: بمثل هذا الكلام يستعطف الكرام، ما هو إلا أن سمعت أبيات حسين هذه، حتى زال ما في نفسي عليه. فقال الواثق: هو حقيق أن يهب له أمير المؤمنين ذنبه، ويتجاوز عنه، فرضي عني، وأمر بإحضاري. قال الصولي: إن هذه الأبيات إنما كتب بها إلى المعتصم لأنه بلغه عنه أنه مدح العباس بن المأمون، وتمنى له الخلافة، فطلب، فاستتر، وكتب بهذه الأبيات إلى المعتصم على يدي الواثق، فأوصلها، وشفع له، فرضي عنه، وأمنه، فظهر، ثم استدعاه، فدخل عليه، وهجا العباس بن المأمون، فقال: خلّ اللعين وما اكتسب لا زال منقطع السبب يا عرّة الثقلين لا ديناً رعيت ولا حسب حسد الإمام مكانه جهلاً هداك على العطب وأبوك قدّمه لها لما تخيّر وانتخب ما تستطيع سوى التنفُّ س والتجرّع للكرب لا زلت عند أبيك من تقص المروءة والأدب