تنتشر هذه الأيام في لوحات الإعلانات الموضوعة على الأرصفة ملصقات تثقيفية خاصة بإدارة الإعلام والتوعية الصحية بوزارة الصحة نصها الآتي: لحوم الدواجن والبيض آمنة من انفلونزا الطيور. ومن وجهة نظري فإن هذه العبارة غير صحيحة علميا، وكان ينبغي ان تكتب: يمكن استهلاك لحوم الدواجن والبيض المطهوة جيدا بأمان (وجيدا هذه تعني درجة حرارة 70 درجة مئوية فأكثر). فعلى الرغم من عدم اكتشاف اي حالات من انفلونزا الطيور في المملكة الا ان هذا لا يمنع من احتمال دخول المرض عن طريق الطيور المهاجرة على سبيل المثال. وحتى لو كانت نسبة هذا الاحتمال جزءاً بالمليون فلا احد يضمن الأمان التام للدواجن وغيرها من الطيور والبيض من انفلونزا الطيور. ولعل نية الوزارة طيبة وهي عدم نشر الهلع والرعب في قلوب المواطنين، لكن النوايا الحسنة وحدها لا تكفي احيانا. حيث ان الإيضاح الصحيح هو ما يحتاجه المواطن ليعرف الاحتياطات الواجب اتخاذها للحد من وقوع وانتشار هذا الوباء على الأقل حتى ينتهي هذا الخطر. فمن غير المعقول ان ننتظر حتى تظهر حالات الإصابة لدينا لا قدر الله ثم نبدأ بأخذ الاحتياطات. والوزارة مشكورة على جهد ها لتوعية المواطنين ولكن اتمنى تركيز الجهد على المناطق الريفية حيث قد يقوم اهاليها احيانا بذبح الدواجن المريضة واستهلاكها قبل ان تموت وتكون خسارة عليهم وهذا سلوك خاطيء ينبغي تداركه. كما اتمنى قبلا ان تتدارك الوزارة خطأها وتعدل تلك الملصقات التي لاقت نقدا لاذعا من بعض المختصين في مجال الصحة وعامة الناس في المجتمع المحيط بي. لقد قالت لي احدى الجارات: ماذا لو عطس طير مهاجر علي فوق قفص الدجاج الذي اربيه؟ فقلت لها ضاحكة: فليرحم الله ذلك الطير الذي عطس ويرحمنا برحمته.