بالتعاون بين مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات ومركز دراسة الإسلام والديمقراطية بواشنطن، تنطلق وعلى امتداد يومي 17 - 18 ذي القعدة 1426ه - 19 - 20 ديسمبر 2005م فعاليات ندوة الشورى والديمقراطية والحكم الرشيد، والتي في سياق الاهتمام العالمي بقضايا الديمقراطية مفهوماً وآلية وتنظيماً وما قد تتعرض له من التباس أو إشكالات في علاقتها بالمكون الديني الإسلامي مما طرح كثيراً من الأسئلة ذات العلاقة بالمسألة السياسية الإسلامية وتفرعت عن ذلك كثير من المحاور حول الإسلام والدولة الحديثة والإسلام والشورى والديمقراطية ومدى توافقهما وامكانية التأسيس لمنظومة معرفية أصيلة تقوم على مبادئ إنسانية ومعرفة إسلامية لمعالجة المسألة السياسية. وأمام هذه الأسئلة الجوهرية تأتي ندوة «الشورى والديمقراطية والحكم الرشيد» لتناقش تلك الأسئلة ولتعمق الحوار حولها بما يسهم في إيضاح المفاهيم وتقويم الواقع والنظر إلى المستقبل، ويأتي التعاون في هذه الندوة بين مركز الملك فيصل من السعودية ومركز دراسة الإسلام والديمقراطية الأمريكية كنوع من فتح باب التعدد والاستفادة من الرؤى المختلفة والمتنوعة. وتتوزع بحوث الندوة وأوراقها على أربعة محاور أساسية هي: 1- الشورى والديمقراطية، ويتناول الأسس المعرفية للنظم السياسية الإسلامية ومفاهيم الشورى والديمقراطية وإشكالية العلاقة بينهما مفهوماً وتاريخاً، ودورهما في عالم اليوم. 2 - الإسلام والحكم الرشيد، ويتناول هذا المحور الدولة الحديثة والحريات السياسية في الإسلام ومفهوم الحكم الرشيد أو الصالح وما يتميز به من أنواع الحكم الأخرى وموقعه في الحكم الشوري والديمقراطي. 3 - الإصلاح والتحول الديمقراطي في الوطن العربي ويتناول الأبعاد النظرية للتحول الديمقراطي والسياق الدولي لدعوات الإصلاح في الوطن العربي ودور مؤسسات المجتمع المدني في تحقيقه. 4 - التجربة السعودية في الإصلاح السياسي ويدور حول تقويم الخطوات الإصلاحية التي بدأتها المملكة وتجربتها مع نظام الشورى وانتخابات المجالس البلدية. وسيتم افتتاح الندوة مساء يوم الاثنين في قاعة المحاضرات بمبنى مؤسسة الملك فيصل وسيتخلل الافتتاح كلمات للدكتور يحيى بن جنيد ود.رضوان المصمودي، والشيخ صالح بن حمد. وتتناول الجلسة الأولى قضايا الشورى والديمقراطية من خلال أوراق عمل متعددة، إذ تضمن الجلسة ورقة للدكتور نصر محمد عارف عن الأسس المعرفية للنظم السياسية الإسلامية وللدكتور عبدالرحمن الأطرم عن مفهوم الشورى في الإسلام وللدكتور سعد الدين العثماني عن طبيعة الممارسة السياسية في الإسلام وللدكتور محسن بريش عن الديمقراطية والشورى. فيما تقام الجلسة الثانية في صباح يوم الثلاثاء وتتناول موضوع الإسلام والحكم الرشيد وتضم أوراقاً للدكتور محمد الجيش: القيم الديمقراطية وفق قيم الإسلام وتجارب الفقهاء، ود.لؤي صافي: الدولة والحريات السياسية في الإسلام والأستاذ صلاح الدين الجورشي عن أسس الحكم الرشيد بين الإسلام والديمقراطية، ود.احميدة النيفر الذي سيبحث موقع الجامع في العالم المعاصر. ويشهد يوم الثلاثاء كذلك جلسة الإصلاح والتحول الديمقراطي في الوطن العربي والتي يرأسها الأستاذ عبدالعزيز القاسم ويتحدث فيها كل من د.نجيب الغضبان (التحول الديمقراطي وإشكالية الشرعية) ود.صالح الخثلان (السياق الدولي للإصلاح في الوطن العربي، ود.أبوبكر باقادر (دور مؤسسات المجتمع المدني في الإصلاح) وتختتم الجلسات بجلسة قراءة في التجربة السعودية في الإصلاح السياسي يتحدث فيها د.عبدالكريم الدخيل عن التحديث البنيوي والتحولات الإصلاحية ود.صالح المالك الذي سيبحث مكانة الشورى في المملكة، فيما يقدم الأستاذ جعفر الشايب قراءة في تجربة الانتخابات البلدية. ولا تقتصر المشاركة في الندوات على أوراق العمل. فقد تم تخصيص وقت للمشاركين من الحضور للمداخلات والتعقيبات، وتمثل هذه الندوة حدثاً ثقافياً ووطنياً وشكلاً جديداً من أشكال تعاطي مركز الملك فيصل مع القضايا السياسية والمعرفية التي باتت تمثل أبرز المحاور المطروحة للنقاش محلياً وعالمياً.