واصل اللقاء الوطني الخامس للحوار الفكري صباح أمس الأربعاء 12 ذي القعدة الجاري الذي يعقده مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بمدينة أبها تحت عنوان: «نحن والآخر: رؤية وطنية مشتركة للتعامل مع الثقافات العالمية» واصل عقد جلساته التي يناقش فيها تبديات العلاقة مع الآخر، وكيفية النظر إلى ما ينتجه ثقافياً وتقنياً وحضارياً، وبحث الأسس والقواسم المشتركة بيننا والآخر، وقد عقدت الجلسة الأولى برئاسة الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني معالي الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر لتناقش في حضور أكثر من 70 مشاركاً ومشاركة المحور الخاص بدور المؤسسات الاجتماعية في بناء العلاقة مع الآخر. وقد استهل اللقاء المهندس عمر بن عبدالله قاضي حيث دعا إلى إنشاء موقع على الإنترنت وأن تتم تغذيته بالمعلومات المختلفة عن مكةالمكرمة وأن تقوم وزارة الحج ووزارة الثقافة والإعلام بالاستفادة من وجود الحجاج في مكة.. كما دعا إلى إنشاء قناة فضائية تنطلق من مكةالمكرمة وتنقل وقائع الحج من مكة والمشاعر المقدسة، ليس من الصعب تحقيق ذلك فالمال متوفر ولله الحمد ووجود قيادة رشيدة تسعى لتقديم خدمات لضيوف الرحمن. وقالت فاطمة بنت سعيد: في رأيي الخاص فالمحور الذي نتحدث به هو المهم الذي يقدم لنا اقتراحات وتوصيات لتوصيل الصورة الصحيحة عن الإسلام إلى الغرب، وطالبت بأن تصدر كتباً تصحح صورة الإسلام بلغات مختلفة، وعقد المناظرات بين علمائنا وبين رجال الدين المسيحي، ونطالب المركز بتكليف نخبة من الكتاب الكبار لتوضيح صورة الإسلام للغرب، وأن نوضح للآخر أن الإسلام أتاح الحرية والديمقراطية. - ورأى عبدالعزيز عبدالله كامل: أن المهمة الواضحة هي الرؤية لدى الآخر سواء متعاطفاً أو متحيزاً ضد المملكة، لا نخاطب المتعاطف بل العدائي.. الغرب والشرق أوجدوا لأنفسهم آليات وعلوماً، وهذه تدعمها جهات غير حكومية، لا يوجد لدينا مثل هذه الجمعيات، لدينا 25 جمعية علمية لو أن الدولة دعمت هذه الجمعيات، ودور الوقف الإسلامي في دعم هذه الجمعيات لتوضيح وجهة النظر لدى المهندسين مثلاً، ونستطيع أن نجمع بين علم الدنيا وعلم الدين.. لماذا لا نبدأ من حيث انتهى الآخرون، وقد درس هو علمنا الإسلامي دراسة جيدة من قبل الغرب، لم أجد دراسة انثروبولوجية في السعودية لأي دولة من الخارج، ونوضح لهم أن الإسلام فعّال وله حلول لكل المشكلات. لدينا متخصصون في العلوم الاجتماعية، وهي من العلوم المهمة جداً التي قد تبرز واقعنا. وطالب بأن توضع ميزانيات ضخمة للأبحاث. وقد جاءت المداخلات التالية كالتالي: - د. نورة آل مهباد: باختيارنا محور نحن والآخر، اخترنا الطريق لتعزيز ثقافة الحوار... وفي عصر ثورة المعلومات هناك من يرفض هذا التعامل مع الآخر، لماذا النموذج الذي يطالب بالانفتاح في الغرب غير موجود أو غير محفز.. وطالبت بتجديد الخطاب الإعلامي لدينا، فنحن عاجزون عن إظهار الجوانب الحضارية لدينا حتى الآن. تبقى المشكلة في بقاء بعض الشخصيات البيروقراطية، في مناصبها، لا بد من تجديد هذه المناصب والشخصيات. - د. محسن العواجي: اعتقد أن عنوان وتوقيت هذا اللقاء له مدلولاته التي سيكون لها انعكاساتها على الوضع الدولي.. علينا أن نركز ونقول قولاً سديداً.. كل مسؤول عمّا نحن فيه من وضع الآن، ولا نلقي باللائمة على جهة معينة، علينا أن نواجه المشكلة بشكل جماعي.. إننا حين نتحدث عن مؤسسات المجتمع المدني ودورها في تحديد علاقتنا بالآخر، إنما نتحدث عن المؤسسات الفعّالة ومنها الإعلام، والخطاب الديني.. فالإعلام سلاح فتاك، والآخر استطاع أن يقنعنا بأن كارثة سبتمبر هي كارثة التاريخ مع أنه هو الذي ابتكر أعظم كارثة في هيروشيما ونجازاكي.. ليس الحوار معناه تلمس رضا الآخر حتى نفصل مشاريعنا على مقياس الآخر، بل علينا أن نحرر الجانب المشرق من تراثنا ومن ديننا الحضاري وأن نعرضها بصورة مشرِّفة، فإن قبل بها الآخر فهذا حق إنساني لنا وله، فإذا لم يرض فلن نذهب أنفسنا عليهم حسرات. - د. سمر السقاف: ما المقصود بمؤسسات المجتمع التي لها علاقة مع الآخر وتقدِّم له الصورة؟ ماذا نريد أن يعرف عنّا نحن؟ عندما نتعرف على هذه المؤسسات نستطيع أن نضع الأسس والمقترحات. أطالب بإعادة هيكلة للأندية، وبناء العلاقات العامة، في السفارات ومراكز الإعلام، أهمية المؤسسات الاقتصادية لبلورة رؤية إيجابية، والإنتاج الفكري والبحثي.. فما تنتجه الدول العربية في سنة واحدة تعادل ما تنتجه دولة واحدة هي إسبانيا.وتحديد جوائز عالمية تخدم العلم والدين، إنشاء مؤسسات المجتمع المدني باستقلال نسبي مثل الهيئات الشبابية والنقابات ومنظمات بلا حدود. وهذه الصورة موجودة لدينا في التراث العربي الإسلامي.. وأن يتبنى المركز ندوة لاستشراف مؤسسات المجتمع المدني. - سامية علي الإدريسي: خلق فرص للشابات والشباب للاشتراك في اللقاءات الدولية. - سليمان الهتلان: ضرورة التفكير جدياً لتأسيس مراكز للبحوث، وهذا الطرح طرحه في بداية تسعينيات القرن الماضي الدكتور إدوارد سعيد، ومن النادر أن تجد في أي بلد عربي مراكز دراسات لدراسة الغرب أو الصين أو الهند.. لدينا إمكانيات مادية وأكاديمية قادرة على تأسيس مراكز للدراسات، وهناك بعض الإخوة لم يزر الغرب ويتحدث عن وضع المرأة في الغرب.. هناك فرق بين المرأة في السياسة والمرأة في المجتمع.. هناك مؤسسات وجامعات ومراكز مهمة في الغرب علينا التواصل معها. ومن الخطورة أن نقول إن الإسلام زاد انتشاره بعد 11 سبتمبر، لكن هناك اهتماماً بالإسلام لا انتشار له. وأطالب بأن تؤسس المؤسسات الغربية مكاتب صحفية لها هنا وهي ستخدمنا كثيراً. - د.نعيمة بنت بكر بوقري: يجب بناء هذه العلاقة مع مؤسسات الآخر، ولتسويق أفكارنا لا بد من دراسة المجتمعات التي نريد التعامل معها بطريقة عملية ووضع الخطط الملائمة لذلك، وضرورة وضع الأبحاث المتخصصة. فتح مجال السياحة العالمي، وبالتالي الفرصة تتاح للآخر للتعايش معنا في المملكة، وأركِّز على فتح التفاعل الحضاري مع الآخر من خلال الزيارات المتبادلة وعقد مؤتمرات دولية مع الآخر لنتعرف عليه ويتعرف علينا. - الشيخ عبدالعزيز الحميد: إقامة الندوات التي كانت تُقام في أوروبا وأمريكا في الجامعات الغربية والأمريكية وفي افريقيا وآسيا، وأن يكون هناك حوار دائم يشارك فيه الأدباء والعلماء، والاستفادة من مقولة طرح الإسلام بصورة صحيحة وأن يكون باللغة الإنجليزية، ولا مانع من استقبال الآخر في بلادنا، والاطلاع على ما لدينا من قيم وأخلاق. الآخر يعيش بيننا فآمل أن تُتاح لنا الفرصة في مكاتب توعية الجاليات والدولة شجعت هذا الطريق ممثلة في وزارة الشؤون والأوقاف. - د. منى الدامغ: إن دراسات المستقبل تعطي نتائج متوقعة، ترسم الاستراتيجيات وتحدد الأهداف منطلقين من رؤية عالمية، وتوجيه الجامعات إلى قضايا الاستغراب، زيادة عدد المنح الدراسية في الجامعات السعودية للدراسة في الخارج فهم سيكونون سفراءنا في الدول الأخرى. ووضع مشاريع بحثية تتقدم بها الجهات الشرعية مثل الذي تقوم به مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية من مشاريع علمية، والتركيز على المناظرات العلمية والدينية. وتصميم برنامج وطني لتثقيف الآخر عن حضارتنا، وأن يتم طرحه في مواسم الحج والعمرة، والاستفادة من الدبلوماسيين والعمالة الموجودة في بلادنا. - د. صالح العايد: هناك مقولة معروفة وهي أن اللغة مفتاح المعرفة، ويعيش بيننا أعداد كبيرة لا تعرف اللغة العربية، فأتمنى من وزير التعليم فتح المدارس في المساء لتعليم اللغة العربية لهذه الأعداد. - دلال عزيز ضياء: تقلص دور الإذاعة الإسلامية من مكةالمكرمة، أعتقد أنها يمكن أن تكون نواة مناسبة بدعمها مالياً ومد إرسالها 24 ساعة وأن تتحدث بأكثر من لغة، وتقدم صورة الإسلام المعتدل الذي تمثله المملكة، وأن تستقطب العلماء للحديث بلغة المذاهب الثمانية التي تم الاعتراف بها في بيان مكة، وتقدم صورة الإسلام المستنيرين. - د.عبدالرزاق بن حمود الزهراني: المؤسسات الرسمية وغيرها موجودة لدينا في الإعلام والتربية والجمعيات الخيرية، ركَّز على نوعين من المؤسسات الاجتماعية.. حان الوقت لتفعيل دور الجامعات، وأعتقد أن أعضاء الجامعة هم الأقدر في الحوار مع الآخر عبر المؤتمرات الدولية، وتفعيل مراكز البحث العلمية. - عبدالله الكعيد: هناك في الفضائيات حرية أكبر، بحيث تقوم بدورها في الحوار مع الآخر، كذلك دعم الإعلام المحلي ورفع مستواه المهني ليحظى بثقة الآخر، ودعم توجّه وزارة الإعلام والثقافة الحالي للانفتاح، وتعزيز مشاريع التنمية والتنوير وتقديمها للآخر على أنها تمثل الحراك الفكري في بلادنا. - نورة البقعاوي: قيام وسائل الإعلام للتوعية بالأساليب التربوية والدينية وللعلاقة مع الآخر، وتحديد المفاهيم المتعلّقة بمعرفة الآخر. زيادة التواصل بين مؤسسات التعليم العالي من خلال الزيارات المتبادلة، وتفعيل دور الملحقيات الثقافية في الخارج لتوضيح الصورة الحقيقية. - د. عبدالرحمن الجعفري: في مجال الاجتهاد في الفروع لا يمكن لأي منا أن يملك الحقيقة، وما نقوله هنا هو الاجتهاد، والتعايش مع الآخر يتمثل في مراجعة النفس بأننا نملك الحقيقة. في القرن الماضي برزت الحضارة الغربية العالمية، وبالتالي هي نتاج الفكر الغربي وتأثيرنا فيها كان قليلاً، وتمثلت هذه الحضارة في هيئة الأمم، وقوانين حماية البيئة والطفل والمرأة وغسل الأموال، هذه المبادئ التي تبرز في الاتفاقيات الدولية المختلفة تمثل فكراً عالمياً. والهيئات المسؤولة عن هذه الاتفاقيات تتابع الدول التي لا تطبق هذه الاتفاقيات. انتظرنا 11 سنة للدخول في منظمة التجارة الدولية، وعند توقيعنا كانت الاشتراطات لهم علينا. إن غيابنا عن المنظمات الدولية ليس في صالح المملكة. المملكة ينظر لها كدولة لها القيادة في العالم الإسلامي. يجب أن نكون ممثلين في كافة المنظمات الدولية. ودخولنا فيها يمثل التزامات مثل تمثيل المرأة في هذه المنظمات. - رحاب القرني: يفضل أن توجه المداخلات على دور المؤسسات في التعامل مع الآخر.. إن أهم مؤسسة هي الأسرة فهي القادرة على تنشئة أفراد لديهم رغبة في احترام الآخر وتقبل التعددية. - د.يوسف العثيمين: يجب ألا نحمل الدولة مسؤولية التعامل مع الآخر، فهذا دور المؤسسات، ويجب استثمار المجال الذي يتيحه موسم الحج والعمرة، وكذلك الاهتمام بمنظمة المؤتمر الإسلامي وتفعيل دورها فيما يتعلّق بالحوار مع الآخر، وكذلك الاستفادة من القنوات الفضائية والإنترنت في نقل الصورة الحقيقية للآخر.