سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الجبير: الراحل كان حريصاً على متابعة أحوال الأمة العربية في أصعب ظروفه الصحية آل خليفة: سعود الفيصل ارتقى بالدبلوماسية السعودية إلى مصاف المدارس العتيدة
أكد نائب رئيس مجلس الوزراء بمملكة البحرين الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، أن صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل فقيد الدبلوماسية العربية والإسلامية والدولية سيبقى حاضراً دائماً من خلال إنجازاته ومواقفه الشجاعة في خدمة وطنه وأمته ودماثة أخلاقه التي جعلته قريباً من القلوب. لم يكن يغضبه سوى أن الشعب الفلسطيني لم ينل حقوقه المشروعة وأضاف نائب رئيس مجلس الوزراء البحريني في كلمته بمؤتمر سعود الأوطان الذي ينظمه مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية تكريماً للأمير سعود الفيصل – يرحمه الله – أن الفقيد العزيز لم يكن وزيراً عادياً، تهمه وجاهة المنصب أو اللقاء بكبار قادة العالم، وإنما كان ناسكاً في محراب مهنة صعبة، لا يغتفر فيها الخطأ مهما كان صغيراً، مشيراً إلى أنه فقد برحيل الفيصل أخاً وصديقاً عزيزاً وإنساناً نبيلاً، كريم النفس عفيف اللسان، نقي الضمير. وزير خارجية بنجلاديش: مواقف شجاعة لسعود الفيصل تجاه القضايا العالمية وأشار نائب رئيس مجلس الوزراء البحريني أن أي حديث عن الأمير سعود الفيصل أو محاولة لاختصار ذكراه العطرة لا ينبغي أن تقف عند حدود الثناء والإشادة الصادقة بما اتصف به من شيم وشمائله وإنما تجاوز ذلك إبراز مقومات وركائز الدبلوماسية السعودية التي أكمل صرحها – يرحمه الله، ورسخ لها نهجاً فريداً في ممارستها بأسلوب راقٍ في التعاطي مع قضايا السياسة الخارجية، مؤكداً أن ما يميز سعود الفيصل طوال مسيرته أنه لم يفصل بين الدبلوماسية العربية والإسلامية، ووضعهما في منظومة مهما كثرت الخلافات والنزاعات فأسدى بذلك خدمات جليلة لوطنه بكل إخلاص وتفانِ وتضحية، أشاد بها الكثير من قادة العالم وتعامل بنفس الأقدام أيضاً مع القضايا العربية والإسلامية مما يجدر معه القول أن جبهتنا الدبلوماسية العربية تشعر باليتم لفقد هذا الفارس والمحارب الذي لم يتوان عن خوض المعارك دفاعاً عن الحقوق المشروعة. وأشار نائب مجلس الوزراء بالبحرين إلى أنه من الصعب نسيان مواقف الأمير سعود الفيصل في الدفاع عن قضايا العرب العادلة وفي مقدمتها قضية القدس الشريف في كل المحافل الدولية. كما لا يمكن أبداً عدم التوقف عند مساهماته في توثيق العلاقات البحرينية السعودية، والدفاع عن البحرين ضد الأطماع الإيرانية وإنهاء الخلاف الحدودي بين البحرين وقطر، فضلاً عن إسهامه القوى في إنشاء جسر الملك فهد الذي يربط المملكة بالبحرين، فضلاً عن دوره في انطلاق عاصفة الحزم، والتي حملت رسالة للعالم أجمع بأن دول مجلس التعاون بقيادة المملكة هي القوة الحقيقية والأساس في المنطقة. وختم نائب رئيس مجلس الوزراء بالتأكيد على أن الأمير سعود الفيصل ارتقى بالسياسة الخارجية للمملكة إلى مصاف المدارس الدبلوماسية العتيدة وجسد ما يسمى بالقوة الإنسانية الناعمة للحفاظ على الموقع الجدير ببلاده على الساحة الإقليمية والدولية. وقدم معالي وزير الخارجية الأستاذ عادل بن أحمد الجبير محاضرة تطرق خلالها إلى علاقته بالأمير سعود الفيصل والتي امتدت على مدى 30 عاماً، مؤكداً أنه – يرحمه الله – كان بمثابة الرئيس في العمل والأستاذ والمعلم والأخ الأكبر. وأضاف وزير الخارجية في كلمته ضمن جدول الفعاليات العلمية لمؤتمر سعود الأوطان، والذي ينظمه مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية تكريماً للأمير سعود الفيصل، رأيت خلال عملي إلى جواره لمدة 3 عقود حكمته في التعامل مع الناس والأزمات، وشجاعته وتفانيه في دفاعه عن حقوق الأمة العربية والإسلامية بكل حنكة وصبر. مؤكدً أن الأمير سعود الفيصل كان شديد الإخلاص ويمتلك قدرة هائلة على استشراف المستقبل بنظرة ثاقبة، إضافة إلى محبته الغامرة لوطنه ودينه. وأشار وزير الخارجية إلى أن الأمير سعود الفيصل كان في غاية الانضباط في تعامله مع الناس، فلم يلغ موعداً واحداً ولم يتأخر يوماً عن موعد حتى وهو في أصعب أوضاعه الصحية كان يسأل عن الأمور السياسية العربية والإسلامية، ويصر على معرفة آخر الأخبار حولها مما يدل على عظيم إخلاصه وحرصه على الدفاع عن مصالح الوطن والأمة. وتطرق الأستاذ عادل الجبير إلى أن التحديات التي تعامل معها الأمير سعود الفيصل طوال مسيرته كوزير لخارجية المملكة بدء من الحرب الأهلية في لبنان ، مروراً بالثورة الإيرانية والحرب الإيرانية العراقية، والغزو العراقي للكويت، وأحداث 11 سبتمبر ومبادرات السلام بين العرب وإسرائيل، لافتاً إلى أنه كان يتعامل مع كافة هذه التحديات بحكمة بالغة إلى جانب اهتمامه بالتحديات الإنسانية والبيئية دون أن تؤثر هذه الأعباء والمشاغل على شخصيته السمحة وتواضعه في التعامل مع الناس. وقال وزير الخارجية لم أراه – يرحمه الله – غاضباً على أحد لم يكن يغضبه سوى أن الشعب الفلسطيني لا ينال حقوقه المشروعة أو التدخل في شؤون الدول العربية. وختم معالي الأستاذ عادل الجبير حديثه معرباً عن فخره واعتزازه باختيار القيادة الرشيدة له لإكمال مسار الأمير سعود الفيصل، متمنياً تحقيق جزء بسيط من إنجازات هذا الرجل العظيم. من جانبه وصف وزير الخارجية البنجلاديشي السيد أبوالحسن محمود علي، الأمير سعود الفيصل بأنه من أكثر الشخصيات الدبلوماسية تأثيراً وحكمة على المستوى الدولي، مضيفاً أنه كان ذا نظرة ثاقبة ودهاء سياسي وشجاعة في اتخاذ المواقف، واتخاذ مواقف شجاعة تجاه القضايا العالمية التي يتعامل معها. الشيخ محمد آل خليفة (عدسة / حسن المباركي) المتحدثون تطرقوا إلى جوانب من سيرة الراحل العملية والشخصية