احتفلت زعيمة حزب المؤتمر الهندي وحاكمة الهند الفعلية سونيا غاندي عيد ميلادها الستين مع ضحايا الزلزال المدمر الذي تأثر به مئة ألف بيت في الجزء الهندي من كشمير بما فيه تهدم نحو 42000 بيت بصورة كاملة. وقد التقت سونيا غاندي بضحايا الزلزال في عدة أمكنة من المناطق الأكثر تضررا مثل (تانغدهار) و(تيتوال) وحرصت على الجلوس مع اليتامى والأرامل وأكدت لهم أن الحكومة لن تدخر جهدا لإعادة إعمار بيوتهم وتأهيلهم في أقرب فرصة. وقد تجولت سونيا غاندي خلال هذه الزيارة - التي دامت يومين - في عدد من مناطق الزلزال بواسطة طائرة هيليوكوبتر عسكرية وزارت خط وقف إطلاق النار بحيث لم يفصلها عن الجانب الباكستاني من كشمير سوى نهر (كيشان غانغا) وقد جرت العادة أن كبار القادة الهنود لا يقتربون من خط وقف إطلاق النار الى هذا الحد. وقالت سونيا غاندي انها مطمئنة إزاء أعمال الإعمار التي جرت حتى الآن إلا أنها لا تكفي وأضافت أن أعمال الإعمار ستستمر الى أن يتم إعادة تأهيل كل متضرري الزلزال. وكانت هذه زيارة سونيا غاندي الثانية لمناطق الزلزال وكانت قد زارتها مباشرة في اليوم التالي للزلزال. وكان يرافقها عدد من كبار مسؤولي الحزب والحكومتين المركزية والإقليمية بما فيهم كبير وزراء ولاية جامو وكشمير (غلام نبي آزاد) والأمينة العامة لحزب المؤتمر السيدة أمبيكا سوني. وقامت سونيا غاندي أيضا بإرسال 500 يتيم من ضحايا الزلزال، ممن فقدوا آباءهم وبعضهم معوقون، الى ملجأ للأيتام في مدينة (بونا) بولاية ماهاراشترا الهندية لتنشئتهم وتعليمهم هناك. واحتضنت سونيا غاندي طفلا يسمى (وسيم بابا) الذي فقد والدَيه خلال الزلزال. وقال هذا الطفل انه يريد أن يعود الى قريته يوما ما بعد أن يصبح طبيبا، وقال: إن قريتي تحتاج الى طبيب ولو كان لدينا طبيب لأمكن إنقاذ والديّ. وقد تكفلت منظمة تابعة لأتباع الديانة (الجينية) بتحمل نفقات هؤلاء الأطفال. وقال أحدهم واسمه عاشق حسين - 17 سنة -: «كنت في طريقي الى المدرسة في ذلك اليوم المشئوم وشاهدت قطع الأحجار وهي تتدحرج من أعالي الجبال وتسقط على الأرض وخلال ثوان كانت كل البيوت قد سويت بالأرض بما فيه مبنى مدرستي. وقد فقدت والديّ في ذلك اليوم. وأنا أريد أن أبدأ حياة جديدة ولذلك قررت أن أذهب الى مدينة بونا». ومن جهة أخرى أكدت باكستان على لسان مفوض الإغاثة الفدرالي الجنرال فاروق أحمد أن التغيرات الجغرافية التي وقعت على خط وقف إطلاق النار في كشمير مثل سقوط التلال وتغير مجرى الأنهار وتكون بحيرتين نتيجة الزلزال الذي وقع يوم 8 أكتوبر الماضي - والتي راح ضحيتها نحو ثمانين ألف شخص في الجانب الباكستاني - لم تغير من خط وقف إطلاق النار شيئا.