اعتبرت السلطة الفلسطينية تصريحات خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، حول عدم تجديد الهدنة، قولاً غير مسؤول ويشكل خروجاً على الإجماع الوطني. وعبر مصدر رسمي في السلطة عن خشيته من وجود اشخاص يريدون تخريب العملية الانتخابية التي اجمع عليها شعبنا. وقال: إن الشعب الفلسطيني وقيادته يتطلعان باهتمام كبير إلى العملية الانتخابية المقبلة، التي تهدف إلى مشاركة جميع أطيافه السياسية في الحياة الديمقراطية على طريق تحقيق أهدافنا الوطنية في الحرية والاستقلال، الأمر الذي يتطلب الحفاظ على وحدة الموقف الوطني الذي تم الاتفاق عليه في القاهرة . من جهته أكد مشير المصري الناطق باسم (حماس) في اتصال هاتفي مع «الرياض»، ان التهدئة لا زالت قائمة لكنها تنتهي بانتهاء هذا العام وهي محل إجماع وطني لكن أمام استباحة الدم الفلسطيني وأمام الإجرام والإرهاب الإسرائيلي ليس هناك ما يدفع او يشجع بتمديد التهدئة لان (إسرائيل) لم تلتزم التهدئة وهو وحده من يتحمل ذلك. واوضح المصري ان حركته ليست علي استعداد للعودة الي تجربة التهدئة بالمعايير والتنصل الاسرائيلي لانها تجربة فاشلة واى حديث عن تهدئة جديدة لا بد ان تكون تهدئة تبادلية ولا بد ان تخضع لضمانات تكفل ما تم الاتفاق عليه على ارض الواقع. واعتبر المصري تصريحات حركته فيما يتعلق بالتهدئة هي رسالة لإسرائيل من جهة بانها لا تعرف لغة السلام والتهدئة وان المقاومة هي الكفيلة بلجم العدوان ورسالة ثانية الى العالم انه يجب ان يدرك ان المشكلة فى الاحتلال وعدوانه وليست المشكلة فى الشعب الفلسطيني . وحول اذا ما كانت هذه التصريحات ستثير اشكالات مع السلطة قال المصرى: «أن حركته تتحاور مع السلطة وبقية الفصائل الفلسطينية موضحا انه اينما تكون مصلحة الشعب الفلسطيني فان الجميع يتفق حولها ولكن بالتاكيد لا يمكن لاى طرف ان يفرض اجندته علي الساحة الفلسطينية. واكد على أن أي حديث عن حوار مقبل لا بد يان يكون حواراً جدياً وليس شكلياً وما يتم التوافق عليه لا بد ان يطبق على ارض الواقع والا فإن ذلك يعنى ان الحوار العقيم لا يفي باستحقاقات الشعب الفلسطيني. يشار إلى أن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» كان صرح يوم الجمعة الماضي أمام حشد في العاصمة السورية دمشق: «كفانا ما مضى من تهدئة». من جانب آخر حذرت ثلاثة أجنحة عسكرية فلسطينية من عواقب ما تقوم به الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية باعتقال عدد من المقاومين، وقالت انها لن تسمح بالمساس بهيبة المقاومة وبسلاحها المشروع. وقالت الأجنحة الثلاثة (سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي وألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية وكتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح) في بيان مشترك تلته خلال مؤتمر صحافي عقدته في مدينة غزة «نحذر من عواقب الخطأ الجسيم الذي ترتكبه السلطة بحق المقاومين في جنين حيث يقوم مئات من جنود السلطة بمحاصرة المخيم بحثا عمن قدموا أرواحهم فداء لشعبهم امتثالا لأوامر و إملاءات العدو». وشددت الأجنحة الثلاث «أنها لن تسمح بالمساس بهيبة المقاومة وبسلاحها المشروع، و لتذهب التهدئة إلى الجحيم و ليذهب دعاتها إلى حيث يشاءون .. ولكن لا نقبل بيننا الجبناء والمستسلمين والخونة». وجاء في البيان «آن الأوان ليتوحد الموقف الفلسطيني على رؤية تحترم كرامة الشعب الفلسطيني ودماء شهدائه و تضحياته أركانها تحرير كامل التراب المغتصب، وعودة اللاجئين، وتحرير الأسرى». ودعا البيان الى «التوحد ضد الاحتلال الذي يخطط لتدميرنا فرادى أو جماعات وليعلم كل ذي كرامة أن الحرية لها ثمن و أن الاحتلال لا يزول إلا بالمقاومة و أن شجرة الكرامة ترتوي من دماء الشهداء». وفيما يتعلق بالتهدئة أكد البيان على أن دماء قادة المقاومة غالية وأغلى مما يتصورون .. ولا مجال للحديث عن تهدئة ممسوخة ذليلة في الوقت الذي يمارس فيه العدو أبشع صور الاعتداء على الإنسان الفلسطيني ..وفي الوقت الذي تنتهك فيه حرمة الأقصى كل يوم وفي الوقت الذي تمتد فيه أيدي المغتصبين لابتلاع ما تبقى من أرض الضفة العزيزة.