شهدت القاهرة خلال الأيام القليلة الماضية مباحثات مكثفة بين عدد من رجال الأعمال السعوديين والمسؤولين بقطاع البترول المصري، حيث أبدى رجال الأعمال السعوديون الرغبة في المشاركة في بعض المشروعات البتروكيماوية المصرية القائمة حاليا، أو التي تخطط مصر لإقامتها خلال السنوات الخمس القادم . وشملت المباحثات وفقأ لما ذكره مصدر مسؤول في قطاع البترول المصري أن الجانب السعودي أبدى الرغبة في المشاركة في مشروع سيدي كرير للبتروكيماويات (سيدبك) والذي يبلغ رأسماله نحو 1,4 مليار جنيه مصري، وذلك من خلال الاستحواذ على نسبة 60٪ من أسهم الشركة، والتي تم طرح نسبة 20٪ من أسهمها للاكتتاب العام للجمهور في البورصة خلال الثلاثة أشهر الماضية، إضافة إلى تمويل إنشاء مشروع (الميثانول) باستثمارات تبلغ 600 مليون دولار . وأشار المصدر إلى أن الجانبين المصري والسعودي اتفقا من حيث المبدأ على عقد جلسة مباحثات أخرى خلال شهر يناير القادم، لإتاحة الفرصة للمسؤولين المصريين في قطاع البترول للتفاوض مع بعض الشركات الأجنبية العاملة في تلك المشروعات، مثل شركتي بريتش جاز، وبريتش بتروليم البريطانيتين وشركة سينتوريون الكندية، وذلك من أجل الموافقة على دخول الجانب السعودي في تلك المشروعات والتي تمتلك الشركات الثلاث حصصا بها . وأضاف المصدر أن خبراء قطاع البترول المصري يدرسون حاليا إعداد عرض مبدئي يشمل ثلاثة مشروعات بتروكيماوية جديدة يمكن للجانب السعودي الدخول فيها والمشاركة في تمويلها بالتعاون مع عدد من شركات البترول العالمية، وذلك في إطار الخطة المصرية لإقامة 20 مشروعا للبتروكيماويات تبلغ استثماراتها 10 مليارات دولار خلال السنوات الثماني المقبلة، خاصة وأن مصر تعطي الأولوية للمستثمرين العرب للمشاركة في تمويل هذه المشروعات بالتعاون مع الشركات العالمية الكبرى، اعتمادا على الاحتياطي الكبير من الغاز الطبيعي في مصر والذي يقدر بنحو 66 تريليون قدم مكعب .