منحت الجامعة الأردنية الشاعر محمد عبدالباري درجة الماجستير في النقد عن رسالته "الشعر من منظور الفلاسفة العرب.. أبو نصر الفارابي نموذجاً"، وأشرف على الرسالة أ.د. عبدالكريم الحيالي، ونوقشت الرسالة بمجمع اللغة في الجامعة بحضور رئيسه أ.د. خالد الكركي -رئيس الديوان الملكي الأردني سابقاً ووزير الثقافة والإعلام الأسبق-، كما أوصت اللجنة بطباعة الرسالة بعد منح محمد عبدالباري مرتبة الشرف. وقال محمد عبدالباري في حديثه عن رسالته: "تتناول الرسالة قضية الشعر من زاوية فلسفية وهي تسعى من خلال هذا التناول إلى نقل المقولة الدارجة (الشعر ديوان العرب) وظلالها الاجتماعية والتاريخية والاجتماعية التي أشبعت بحثاً إلى مستوياتها الوجودية والعقلية، وإذا كان هذا التدوين في صورته الأولى قد أدخلنا إلى خيام العرب وأنديتهم، وأوقفنا على أيامهم وحروبهم، وأطار قلوبنا بفكر ملوكهم وعشاقهم وفرسانهم وصعاليكهم، فإن المعالجة الفلسفية لهذا التدوين ستوقفنا على مبلغ عقولهم ومنتهى آرائهم في قضايا الوجود والمعرفة والدين والأخلاق والسياسة". وأضاف: "نحن حين نستقرئ المقولات التي تصف دور الشعر ومكانته في الثقافة العربية تأخذنا الدهشة من خطورة هذا الدور ومركزيته، فالأمر كما قال كعب الأحبار: (إنا نجد قوماً في التوارة أناجيلهم في صدورهم تنطق ألسنتهم بالحكمة.. وأظنهم الشعراء)، وكما قال ابن سلام الجمحي: (كان الشعر في الجاهلية عند العرب منتهى حكمهم به يأخذون وإليه يصلون)، وقال عمرو ابن علاء: (الشعراء عند العرب بمنزلة الأنبياء في الأمم)، وقال ابن رشيق القيراوني: (الشعر آثر حظوظ الأدب وهو أحرى أن تقبل شهادته وتمتثل إرادته) وجماع هذه الأقوال يأخذ دلالته المهمة حين نقرنه إلى مقولة أحد كبار العارفين بالثقافة العربية في جاهليتها وإسلامها الخليفة عمر بن الخطاب الذي قال: (الشعر علم قوم لم يكن لهم علم أصح منه)، ولطالما كنت منذ صباي مشغوفا بتتبع هذه المقولات وحفظها، ولم يزدني التفكير في دلالاتها إلا رغبة في تعليل هذه الأهمية التي انفرد بها الشعر، وقد وقفت بي هذه الرغبة أمام سؤالين كبيرين، أولهما: ما هو الشعر؟ وثانيهما: ما دوره في الوجود الإنساني؟ وإذا كان السؤال الأول منصباً على منحى الماهية والثاني منصباً على منحى الوظيفة، فإنني قد ارتأيت أن أبحث عن الإجابة في مدونة الفلسفة الإسلامية التي عني أساطينها الكبار بمعالجة قضية الشعر من خلال بعدي الماهية والوظيفة"، مشيراً إلى أنّ الرسالة تأخذ أهميتها من الأهمية التي امتازت بها معالجة الفلاسفة المسلمين لقضية الشعر. يذكر أن الشاعر محمد عبدالباري سبق وأن فاز بالجائزة الأولى في مسابقة الشارقة للإبداع العربي عن مجموعته الشعرية "مرثية النار الأولى" و"جائزة السنوسي" عن مجموعته الشعرية "كأنك لم".